د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بين عائض القرني والرافضة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …….. أما بعد،،،
فإن خبث الرافضة عقدياً وأذيتهم لأهل السنة حسياً ليس خافياً على كثير من عامة أهل السنة فضلاً عن أهل العلم من طلابه وعلمائه، فهم مكفرة الصحابة، ومكذبة القرآن، والمشركون في توحيد الربوبية كما ذكرت طرفاً من ذلك في رسالة ( القول المبين لما عليه الرافضة من الدين المشين )
أما جرائم الرافضة في حق أهل السنة فجرائم عنيفة شنيعة لا أحدثكم عن الماضي وفعال ابن العلقمي، وإنما إليكم الحاضر وفعالهم الإجرامية في أهل السنة بالعراق!!
إذا تقرر هذا المتقرر وتأكد فإليكم طرفاً من مواقف الدكتور عائض القرني – هداه الله – تجاه الرافضة – عليهم لعائن الله – :
الوقفة الأولى/ الدعوة إلى أن يسمح للرافضة للتعبير عن عقادئهم الكفرية وكذا عدم استعدائهم وهكذا …
قال في ملحق ( الرسالة ) بجريدة المدينة: والحل الآن هو في عدم استعداء الآخر ، كما ذكر الشيخ الصفار في مكاشفات ( الرسالة ) – ثم قال – فالواجب أن نتقارب ونتعايش ، وأنا ضد خطاب التهييج الذي مع أهل السنة أو الذي من أهل الشيعة ، أو عدم إعطاء مساحة أو مشاركة . وقال: نعم نجلس مع إخواننا الشيعة ونتناقش ونتقارب – ثم قال – وقد قلنا للإخوة الشيعة ا.هـ
هذا الكلام من عائض القرني – هداه الله – فيه عدة أمور :
الأمر الأول/ ذكر الصفار على وجه الاحترام مع تشييخه وهو رافضي حقود على الصحابة وعلى دولة التوحيد السعودية ، فهو القائل : جزى الله شيعتنا خيراً الذين قتلوا عثمان – يعني الخليفة الراشد عثمان بن عفان –
وتاريخ الصفار الأسود من الماضي والحاضر معروف، فقد ذكر صاحب كتاب ( ماذا تعرف عن حزب الله ) أنه كان قائد منظمة الثورة الإسلامية لتحرير الجزيرة العربية والتي أنشئت إبان الثورة الشيعية في القطيف عام 1400 هـ وكان شعارهم : ( مبدؤنا حسيني قائدنا خميني ) ومن شعارهم : ( يسقط النظام السعودي ) ، ومن أهداف هذه المنظمة تمهيد تصدير الثورة الإيرانية في الجزيرة العربية .
الأمر الثاني/ دعوته إلى التقارب مع هؤلاء الرافضة ، أمعنى هذا التقارب أن نتنازل عن بعض عقائدنا لإرضائهم وإرضائك كلا والله لا يفعل ذلك الصادقون من أهل السنة .
الأمر الثالث/ المطالبة بإعطائهم مساحة في إعلامنا لينشروا فسادهم العقدي . أما تتقي الله يا عائض القرني بدل من أن تشكر الدولة على موقفهم من الرافضة والتضييق عليهم تضم صوتك إلى أصوات الرافضة وإلى أصوات العلمانيين المنافقين ليفتح مجال للرافضة في إعلامنا؟!
الوقفة الثانية/ الاستهزاء بالخلاف العقدي الذي بين أهل السنة والرافضة ، ففي جريدة الشرق الأوسط تاريخ 20/3/2008م نشر عائض القرني مقالاً بعنوان ( يا عقلاء السنة والشيعة ) قال عائض القرني : أحسن طريقة لحل الخلاف بين السنة والشيعة أن يفعلوا فعل الأعراب ( البدو ) فإنهم إذا صدم أحد منهم بسيارته سيارة الآخر قال: كل واحد يصلح سيارته ا.هـ
عجباً ثم عجباً أيقول هذا من يدري ما يخرج من رأسه !!
أيقال عن أهل السنة : اسكتوا عن ضلالات الرافضة من تكفير الشيخين أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -، ولعن الصحابة صباحا ومساء، واتهام عائشة – رضي الله عنها – بالزنى .
إلى هذا الحد بلغ بك يا عائض التميع مع أعداء الله الرافضة .
يا أهل السنة الكرام ما موقفكم تجاه المستهزئين بحق الصحابة الأعلام .
يا أهل السنة الأجلاء ما عساكم أن تفعلوا تجاه الساخر بحق أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق .
الوقفة الثالثة/ دعا الدكتور عائض القرني إلى عدم تصنيف الناس إلى سنة وشيعة ، ففي جزيرة عكاظ (25/10/1427هـ ) وانتقد القرني أهل التصنيف والتفرقة بين المسلمين ووصفهم الآخرين بأن هذا صوفي وهذا سلفي وهذا وهابي وهذا شيعي ا.هـ
هذه دعوة إلى تذويب الخلاف بين محبي الصحابة ومكفريهم ، بل وبين أهل التوحيد وأهل الغلو الصوفية ، وهي دعوة مشينة ومن عائض القرني جريمة .
وهذا الكلام الكبار قاله عائض القرني في بيت رأس من رؤوس الصوفية في الدولة السعودية بجدة وهو عبدالله فدعق، قاله في منزله تغزلاً له ولأتباعه ، ولم يجد سبيلاً إلى ذلك إلا بالطعن في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – بأن ساير أهل البدع في وصفها بأنها وهابية، وأن أهلها ليسوا من أهل السنة فهم مغايرون لهم .
يا لله هل بعد هذا تطيب آذان وتلذ أعين أهل السنة للسماع لعائض القرني الذي امتهن عقيدتهم هذا الامتهان الشديد .
والله لا إخال صادقاً من أهل السنة علماً بالحال يفعل . فكيف إذن بالإشادة به !!.
الوقفة الرابعة/ نظم عائض القرني قصيدة بعنوان ( أنا حسيني سني )
ففي جريدة الحياة 9/ 4/ 2007م قال مصطفى الأنصاري : في ميمية جديدة خص بها ( الحياة) القرني ا.هـ
وكان من أبياتها :
لنا كربلاء المجد ذكرى عزيزة يحددها قلب ورأس معصم
هل قوله : أنا حسني سني أي أنه شيعي سني ، لأجل المقابلة بين اللفظين، ثم ما معنى هذه القصيدة التي فيها تغزل بالرافضة!
إنه لم يعرف عن صادقي أهل السنة إلا البغض والعداء للرافضة لا التغزل بهم وتمييع الخلاف معهم في زمن كثر دعاة التقريب والتمييع مع الرافضة من العلمانيين والليبراليين المنافقين وبعض الإسلاميين .
ويذكرني هذا الموقف من القرني بموقف للدكتور محمد العريفي القاص المشهور وهو: أنه في يوم ( 9 / 1 / 1429هـ) ألقى محاضرة في إحدى القنوات تكلم فيها على يزيد بن معاوية ، وهو وإن لم يكن كلامه خطأ من كل وجه ، لكن إلقاء هذه المحاضرة في يوم تاسوعاء قبل يوم عاشوراء بيوم – وفي عاشوراء تغلو الرافضة عداء ليزيد بن معاوية وأبيه – رضي الله عنه – وللصحابة – رضي الله عنهم أجمعين – فالمنتظر من دعاة الإسلام في هذا اليوم أن يحذروا الناس من الرافضة، ويستغلوا حدث عاشوراء لتهييج الناس عليهم عداء، وأن يكثروا الكلام على فضائل الصحابة، والرد على مخالفيهم لا أن يقول ما يؤيد الرافضة ويدعم موقفهم .
وإن مما يندى له الجبين، ويحزن له قلب كل سني أمين، أن كثيراً من الحزبيين قد سلكوا مسلك التمييع مع الرافضة على جادة مؤسسة جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا ، ففي كتاب ( الملهم الموهوب – حسن البنا ) يقول الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام ص78: وبلغ من حرصه ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله أن يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد، وإلهنا واحد . ا.هـ
وفي كتابه الأخير ( ذكريات لا مذكرات ) ط 1 – دار الاعتصام 1985 يقول الأستاذ عمر التلمساني صـ 249 و 250 : وفي الأربعينيات على ما أذكر كان السيد القمي – وهو شيعي المذهب – ينزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب – ثم قال – وسألناه يوماً عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة ، فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها والمسلمون على ما نرى من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره ، قلنا لفضيلته : نحن لا نسأل عن هذا للتعصب أو توسعة لهوة الخلاف بين المسلمين ، ولكننا نسأل للعلم ، لأن ما بين السنة والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المراجع . فقال رضوان الله عليه : اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا أصل العقيدة ، والسنة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما ا.هـ .
لأجل هذا الموقف الإيجابي من حسن البنا تجاه الرافضة، فإن دولة إيران – مكافأة له – سمّت بعض الطرق والشوارع باسمه، بل ووضعت صورة سيد قطب على أكثر من خمسة طوابع بريدية لمواقفه المخزية في سب الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان وأمه هند وأبيه أبي سفيان وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم وأرضاهم – .
وتوثيقاً لبدء مسايرة بعض الحركيين السعوديين مسيرة حسن البنا أن الدكتور سفراً الحوالي يجوز فتح مدارس خاصة للشيعة يدرسون فيها كتبهم المتضمنة للشرك في الربوبية والألوهية وتكفير الصحابة فقال في جريدة الرسالة الْمُلحقة بصحيفة الْمَدينة بتاريخ (28/8/1424هـ): بل إننِي لا أرى بأسًا أن تكون لَهم مدارسهم الْخَاصة بِهم، يدرسون فيها مذهبهم ا.هـ
وقام الدكتور عوض القرني في مجلته الجسور ( العدد التاسع – السنة الأولى – ربيع أول 1425هـ ) بإجراء لقاء مع الرافضي اللعين حسن الصفار وأخذوا يشيدون به .
وهذا الدكتور سعد البريك قبل سنتين في إذاعة القرآن الكريم في برنامج عن ( العلاقة بين الآل والصحب محبة ووفاء ) يعاتب أهل السنة على شدتهم على الرافضة ويسميهم إخواناً له ، ويذكر أن آباءه عايشوهم، ولم يروا منهم سوءاً – مكابرة للواقع وتجاهلاً لعقيدة التقية عند الرافضة – .
أما الدكتور سلمان العودة فمواقفه مشهودة مشهورة في الدفاع عن حزب الله ( اللات ) في لبنان والوقوف معه وكذا إشادته بدولة الرفض إيران .
نسألك اللهم أن تحفظ أهل السنة بألا يتميعوا مع مكفرة أوليائك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب خذلان هؤلاء الحركيين .
وفي الختام أنبه إلى ثلاثة أمور:
التنبيه الأول/ أن كثيراً من محبي الخير اشتغل بدعوة الرافضة إلى السنة في القنوات الفضائية، لكنهم وقعوا في خطأ عظيم :وهو: أنهم تميعوا معهم بدعوى ترغيبهم في الهداية، وهذا مما لا يصح بحال لأن فيه إضعاف حماسة عامة أهل السنة على الرافضة، وهذا يضر رأس المال وهم عوام أهل السنة، وعلى إثر هذا بدأ ينتشر بين أهل السنة منهج التمييع مع الرافضة ، ومن أسباب ذلك – زيادة على تميع الحركيين – مواقف أمثال هؤلاء بحجة دعوة الرافضة إلى السنة ، وإن مما يدل عليه العقل والدين أن حفظ رأس المال مقدم على الربح لذلك الخليفة الراشد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – اشتغل بقتال الخوارج وترك قتال الكفار على الحدود ، قال ابن هبيرة : وفي هذا أن حفظ رأس المال مقدم على الربح ا.هـ
التنبيه الثاني/ تعجبت كثيراً من أنه انبرى طائفة من أهل السنة – وبعضهم ممن يحسن بهم الظن – فدافعوا عن القرضاوي ، لما تكلمت عليه الرافضة وأخرجوا بياناً في ذلك مع أن القرضاوي من دعاة التقريب معهم، وموقفه منهم ليس كموقف أهل السنة عداء وبغضاً كما بينت هذا في مقال بعنوان (بين القرضاوي داعية الاختلاط والرافضة السبابة الغلاط)
التنبيه الثالث/ كثير ممن يغرر بهم من البسطاء وغيرهم إذا نقل له ضلال أحد هؤلاء الحركيين مما هو منقول في الإعلام كذبوه ولم يقبلوه بحجة أن الصحافة غير موثوقة ، وإن كان الإعلام ليس مصدراً موثوقاً مطلقاً لكن لا يصح تحججهم بهذا لأوجه:
الوجه الأول/ أن هؤلاء الحركيين قد رضوا بالصحافة وغيرها مصدراً لنقل أقوالهم لذا قبلوا إجراء اللقاءات فيها، ورضوا أن تنقل فتاواهم بها.
الوجه الثاني/ أن هؤلاء الحركيين صاروا إعلاميين ولهم منافذهم في الإعلام ، فلو كذب عليهم لبينوا كما فعلوا ذلك في أحداث سابقة ، فما لهم مستمرون في جعل هذه الوسائل الإعلامية وسيلة لنقل كلامهم ، ولا ينكرون ما يدعي السذج أنه كذب عليهم من باطلهم الذي لم يتحمله أولئك الطيبون لسلامة فطرهم ولمبالغتهم المبالغة غير المرضية في إحسان الظن بهم حتى صار من خبر بعض السذج المتلاعب بهم أنهم يكذبون ما يسمعونه من كلام باطل صادر من أحد أولئك الحزبيين حتى لو اعترف به على نفسه، لكن بحمد الله هؤلاء قلة ثم كثير منهم يكون – بفضل الله – سريع الأوبة فتنجلي له الحقيقة قريباً – إن شاء الله – ، وإن غداً لناظره لقريب .
وقد ألقيت محاضرة بعنوان ( أقوال عائض القرني عرض ونقد ) وهي موجودة في مكتبة وتسجيلات البينة بالرياض .
والحلقة القادمة ( بين عائض القرني والمرأة )
أسأل الله أن يرفع راية التوحيد والسنة وأن يحيينا على التوحيد والسنة حتى نلقى الله راضياً عنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
4/ 6 / 1430هـ