تذكير أخي المواطن بنعمة الأمن
د. حسن بن صنديح العجمي
“تذكير أخي المواطن بنعمة الأمن“
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا..
1-احمد الله على نعمة الأمن واشكره ؛ فإن الله قد امتنَّ بها على عباده ، والله أصدق قيلا وأحسن حديثا ، قال تعالى {الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
ولم يمتن الله على قريش بأعظم من نعمتين (الأمن والرزق) قال تعالى {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا}
2-حافظ على نعمة الأمن التي تتفيأ ظلالها ، فإن الأمن إذا ارتفع عن بلدة (لجهالة أهلها) وابتعادهم عن اتباع السنة والتوحيد قلَّ أن يرجع إليها.! فهم الذين بطروا معيشتهم بأنفسهم ، وهم الذين يخربون بيوتهم بأيديهم.!
قال تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ }.
فكيف إذا وصل الأمر إلى الاستهزاء بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وكذا الاستهزاء بالعلماء والمصلحين.
3-إذا ارتفع الأمن حل مكانه الخوف والجزاء من جنس العمل كما قال تعالى { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
فتفريطك يا أخي بنعمة الأمن كفر بها فاتق الله وحافظ عليها.
4- الرجوع للعلماء وليس للمفكرين والسياسيين ؛ فإن هذا (حكم الله) ليس حكمي ولا حكمك ، فقد قال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
فإذا كان الأمر يتعلق في الطب ذهبت تسأل الطبيب ولم تسأل (فلان) ، أو كان يتعلق بالبناء ذهبت للمقاول ولم تذهب (لفلان) فما بالك يا (أخي) إذا كان الأمر يتعلق بالحلال والحرام ذهبت لفلان وتركت العلماء؟!
فلماذا اختل الميزان؟! ألأجل أن الأول يتعلق بأمور دنيانا (وهي معظمة في قلوبنا) ؟!
5-الفتنة يا أخي إذا أقبلت لا يعرفها إلا من نوَّر الله بصيرته وهم العلماء ، قال الحسن البصري: “الفِتنة إذا أقبلت عرَفَها كلُّ عالم، وإذا أدبرت عرَفها كلُّ جاهِل”.
فاتقوا الله وتمسكوا بأهل العلم لتنجو من الفتن.
6-اعلم يا أخي أني وإياك معرضون للفتن ، ولكن هناك من يرفضها ويهرب منها طاعة لله واتباع لسنة نبيه ، وهناك من يفتح لها قلبه ارضاء لنفسه واتباع لشهوته وحماسته .! وقد حدَّثَ (حذيفةُ) عمرَ بن الخطاب بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : “تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها، نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز، مجخيا لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه» رواه مسلم.
وأزيدك من الشعر بيتًا فإن الفتنة في هذا الحديث تتعلق فيما نحن فيه خاصة فالمراد منها فتن السياسة والتجمعات والتآلب على ولاة الأمر ومصادمة السلطان ؛ فإن الحديث ورد في تجمعات اولئك الشباب على الخليفة الراشد (عثمان بن عفان) وابداء عيوبه وتنقصه حتى آل بهم الأمر إلى قتلة.!
فإن في نهاية الحديث قال حذيفة: وحدثته(أي عمر بن الخطاب)، «أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر»، قال عمر: أكسرا لا أبا لك؟ فلو أنه فتح لعله كان يعاد، قلت: «لا بل يكسر»، وحدثته «أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليط».رواه مسلم.
فانظر يا أخي لنهاية فتن السياسة وانتقاص ولاة الأمر عافانا الله وإياك منها.
7-اعلم أن الفتنة ليس لها حد تقف عنده ، فلا يغرنك قولهم (سلمية سلمية) حدثني أحد كبار السن من سوريا يقول بدأناها بكلمة (سلمية) ووالله ما كنا نتوقع أن تصل إلى هذا الجحيم والدمار الشامل.
ولك عبرة بمن مضى وأُذكِّرُك بحادثتين:
1-حادثة مقتل عثمان لما تجمع اولئك النفر وخرجو من مصر والشام وقدموا إلى المدينة فوالله ما كان يخطر في قلوبهم قط ولا قلب أحد “قتل عثمان” وإنما تناصحو معه في بعض الأمور ثم رجعوا وهم راضون عنه ثم اندس بينهم أهل الفتنة وزورا كتابا على عثمان بقتلهم فلما قرؤوه طاشت عقولهم واحتاروا حتى نفخ فيهم الشيطان فرجعوا وليس في بالهم أيضا قتله ، فما زالت فتنة ورى فتنة وكذبة تتبعها كذبة وشعارات براقة وإشاعات كاذبة حتى حصل مالم يخطر ببال أحد وهو قتل الخليفة الراشد “عثمان” رضي الله عنه وأرضاه.! وكانت فاجعة بحق حتى قال بعض الصحابة: لله علي عهد أن لا أضحك حتى ألقاه.! فوالله ما ضحك قط حتى لقي الله.
2-حادثة ابن الأشعث فإنه لما كان على جيش يجاهد في سبيل الله الكفار لم يخطر في باله قط ولا في بال من معه أنه سوف يعود بهذا الجيش -الذي يقاتل به الكفار- ليقاتل به المسلمين ، ومن ثَمَّ حصلت مذبحة عظيمة بين المسلمين لم يُسمع بمثلها ، ولم يخطر في باله قط أيضا أن نهايته سوف تكون انتحارا فيصبح قاتلا لنفسه ، فبعد الجهاد رجع فقتل من المسلمين ما قتل ، ثم قتل نفسه منتحرا .! فهذه ما تجلبه فتن السياسة .!
فلا يخدعوك بكلمة (سلمية) أو (عندنا خطوط حمر) أو (نحن مع النظام ولا نرضى أن يُمس نظام الحكم) فكل من جرت عليه الفتن على مرّ التاريخ قد قالوا هذه الكلمات.!
8- ليس كل حق يقال.! فقد يكون هناك خير وحق وعدل ومساواة ولكن لا ننادي بها ولا نظهرها ، ليس لأنها ليست حق ، بل لأن ذلك قد يجرُّ مفسدة ويسبب فتنة ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بيَّن “أن الله لا يعذب من لا يشرك به شيئا” قالوا له : ألا نبشر الناس؟!” قال: لا تبشرهم فيتكلوا.!
أليس هذا حق أليس هذا من الدين والعقيدة؟! فلماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يظهرونه ويذكرونه للناس وهو حق؟! الجواب: لأن ذلك قد يحصل منه مفسدة وفتنة فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.!
وهذا ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه لما قال الخليفة كلاما جانب فيه الصواب عند ابن عمر ، يقول ابن عمر: فأردت أن أقول كلمة خشيت أن تفرق المسلمين وتسفك الدم فسكت” رواه البخاري.
فانظر يارعاك الله لهذا الفقه العظيم من هذا السيد الكريم، فوالله لسنا بأشد صلاحا من ابن عمر ، ولا أحب للإصلاح منه ، ولا أقوى في إنكار المنكر منه ، ولكنه الهدي النبوي الذي ورثوه منه.
فليس كل منادات بالحقوق تكون حقا، فهناك سبل ووسائل شرعية علينا اتباعها حتى لا ينقلب الحق إلى باطل والخير إلى شر .! فمن لم يكن على دراية بها فليس له حق في أن يتكلم.
9-لا تحقر نفسك يا أخي من كلمة الحق ، فقد يحقق الله الأمن بكلمة منك ، أرأيت حرب عبس وذبيان استمرت (40) سنة ، ارتفع عنهم الأمن (40) سنة ثم عاد بسبب رجلين قاما وتكلما وبذلا من مالهما فرجع الأمن لهاتين القبيلتين التي كادتا تفنا من الوجود بسبب الحروب التي أكلتها ، وقد خلَّد ذكر هذين الرجلين (زهير بن أبي سلمى) في معلقته فقال:
فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَه
رِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ
يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا
عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
10-كيف قرن الله التوحيد بالأمن فقال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ}.
لأن التوحيد لا ينتشر الانتشار الواسع إلا في وقت الأمن والأمان ؛ فالخوف يشتت الفكر ويمنع التصور ، وانظر لصلح الحديبية بعد أن تمت الهدنة = شعر الناس بالأمن وهدأت النفوس فدخلوا في دين الله أفواجا ، ولذلك سماه الله “فتحا مبينا” فقال جلَّ في علاه {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}.
لتعلم أهمية الأمن وعظم نعمته علينا ، وأنت ترى ذلك واضحا ولله الحمد = فدولتنا لا تتوقف عنها الدورات العلمية والمؤتمرات الإيجابية ، والمشاركون أصحاب منهج سليم ومعتقد صافي من أهل السنة والجماعة ، فوالله لو يختل الأمن لن ترى شيئا من هذا ، ولن يكون هم الرجل إلا أن يأمن على نفسه وعرضه.!
11-من أهمية هذه النعمة وهي “نعمة الأمن” أن قدمها الله على الرزق الذي هو قوام الحياة فقال الله “وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات”
قال الشيخ الفوزان “فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة الأمن ضرورة ولا يتلذذ الناس بالرزق مع وجود الخوف بل لا يحصل الرزق مع وجود الخوف وهذا ما يريده الأعداء الذين يحاولون زعزعة اجتماع المسلمين يريدون تفكيك تجمعات المسلمين على ولاة أمورهم يريدون”.
فمتى ما ذهب الأمن فلا خير في الطعام والشراب بل لن يكون هناك طعام ولا شراب كما قال الشيخ.!
12-الكلام في التجمعات العامة بخطابات هامة وحساسة لا يأتي بخير ، وربما يُحمل كلامك على غير ماتريد ، فهذا عمر بن الخطاب لما أراد أن يتكلم في شأن خلافة أبي بكر الصديق وأن خلافته كانت حقا ، فأراد عمر أن يخطب بهم وهم في الحج ، فقال له عبدالرحمن بن عوف لا تتكلم في هذه الجمع الذي جمع من كل حدب وصوب فيأخذون كلامك ويحملونه على غير ما تُريد ويتطيرها كل متطير ، ولكن إذا رجعت للمدينة فتكلم عند أهل الفقه وأشراف الناس فيعرفون ما تريد ويضعون كلامك في موضعه الذي تريده)) رواه البخاري
فلسنا والله بأفضل من عمر ولا كلامنا بأحسن من كلامه ومع ذلك تحرى أن يكون الجمع الذي يريد أن يلقي بينهم خطابه “خاصة الناس” .!
وهذا ابنه (عبدالله بن عمر) لما تكلم أحد الأمراء وأراد “ابن عمر” أن يرد عليه ويبين خطأه قال ابن عمر “فخشيت أن يحمل كلامي على غير ما أريد فسكت” رواه البخاري
فهل رأيت مثل هذا الفقه العظيم السديد؟!
فاتق الله يا أخي واجعل قدوتك هولاء ، لا تجعل قدوتك فلان ولا علان فإنك والله مسؤول أمام الله
-13-اعلم يا أخي أن سقوط الدول واستيلاء العدو عليها لا يكون إلا بعد ذهاب الأمن وارتفاعه.!
وسقوط الأندلس شاهد بذلك فإنها لما كثرت فيها الثورات ومنازعة الحكام ارتفع عنها الأمن وكثرت الخلافات وسقطت هيبة الحكام ، فأصبح الكل يتكلم وينظِّر ويستخف بالحكام ، فاستشرف لهم العدو وساومهم على أراضي كثيرة مقابل مساعدتهم حتى ضعفت الدولة وأكلتها النزاعات والخلافات فوجدها العدو لقمة سائغة فاحتلها وانتهت الخلافة في الأندلس إلى يومنا هذا .!
وما خطر بقلب أحد قط لا من الثوار ولا من الحكام أن هذا سوف يؤول إلى خراب الأندلس وسقوطها بيد النصارى لكن كما قدمنا بأن الفتن لا تقف عند حد.!
14-العاقل يعرف ويقدر الظروف التي تمر بها دولته ومنطقته وكما قيل المنطقة على صفيح ساخن .! يُتخطف الناس من حولنا ونحن آمنون.! وهناك أهل فتنة في الداخل يتربصون ساعة الصفر وهي ساعة “ضياع الأمن” فاتقوا الله في أنفسكم وأهلكم وشعبكم ودولتكم.
15-لا تستبعد الفتن فهي والله أقرب لك من شراك نعلك ، تنتظر فقط من يحركها فتخرج لا تبقي ولا تذر .! فقد استبعد بعض الصحابة ارتفاع الأمن وحصول الفتن فحصلت حتى عاش أحداثها .! يقول حذيفة قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم احصوا لي كم عدد المسلمين ؟ فقلنا وهل تخاف علينا ونحن كذا وكذا؟! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : وما يدريك لعلكم تفتنون؟ قال : فَفُتنا حتى أصبح الرجل لا يصلي إلا وحده) رواه مسلم
فاتق الله يا أخي .! لا تستبعد الفتن ، فهي كالوسنان أدنى شيء يوقظه.!
16-عليك بالدعاء وقل كما قال الحسن البصري للذين خرجوا على الحجاج : “الحجاج بأس الله عليكم فلا تدفعوا بأس الله بسيوفكم فإن الله يقول{ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قسة قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون }
17-كثرة الخلافات والإغراق فيها والتعصب لأجلها سبب لضياع الأمن ، يذكر ابن بطوطة في رحلته أنه مر بقرى آمنة مطمئنة فلما مرَّ بها في عودته وجدها خرابا ليس فيها حياة بسبب الخلافات بين أهلها.!
18-اعلم يا أخي أنه لا قيام للدين ولا الدنيا إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة وحكم ، ولا تكون إمارة إلا بطاعة ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ارجع : مجموع الفتاوى( 390/28) وجامع المسائل (309/2)
19-معاملة السلطان الظالم في (الكتاب والسنة) قائمة على الصبر .! هذا هو شرع الله.!
فإني سوف أذكر لك الأدلة باختصار:
1- ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الحكام يأخذون المال العام لأنفسهم وذلك في قوله “تجدون أثرة شديدة” روه البخاري ومع ذلك قال لهم اصبروا.!
2-ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يمنعونا حقنا (أي من الأموال والأراضي وغيرها) ويسألوننا حقهم (أي السمع والطاعة) .! ومع ذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بما هو أعظم من الصبر فقال “اعطوهم حقهم واسألوا الله حقكم” رواه مسلم. فهذا أمر بالصبر وزيادة ، فكل سمع وطاعة صبر لا العكس.!
3-قال النبي صلى الله عليه وسلم : ستكون أمورا تنكرونها.! ومع ذلك قال: “أدوا الحق الذي عليكم وأسالوا الله الحق الذي لكم” رواه البخاري . وكما قلنا فإن الأمر بأداء الحق الذي على الرعية وهو (السمع والطاعة) صبرٌ وزيادة.
4-قال النبي صلى الله عليه وسلم “من كره من أميره شيئا فليصبر” رواه البخاري
5-ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون أمراء قلوبهم قلوب الشياطين وأنهم لا يهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال “اسمع واطع” رواه مسلم
6-أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون أمراء تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم .! ومع ذلك قال: لا تقاتلوهم ولا تنزعوا يدا من طاعة واكرهوا اعمالهم” رواه مسلم
7-أنس بن مالك لما ذكروا ما يجدونه من ظلم الحجاج قال: “اصبروا”.! رواه البخاري
8-ابن مسعود يقول: (إن هذا السلطان قد ابتليتم به , فإن عدل كان له الأجر وعليكم الشكر , وإن جار كان عليه الوزر وعليكم الصبر) رواه ابن أبي شيبة
9-بلغ ابن عمر أن يزيد بن معاوية بويع له فقال: «إن كان خيرا رضينا , وإن كان شرا صبرنا»رواه ابن أبي شيبة
فيا أخي رعاك الله:
هذه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من صحيح البخاري ومسلم -وتعمدت أن اقتصر فقط عليهما ليطمئن قلبك- تأمرك بالصبر ، وهذه آثار الصحابة أيضا تأمرك بالصبر ، ( وقد تركت أضعافها ) .! فاختر لنفسك إما أن يكون قدوتك محمد وصحابته ، أو فلان وعلان.!
(ولا يمنع من نصح الحاكم بالوسائل الشرعية والطرق المرضية)
20-الأماني قد تكون سببا لضياع الأمن وحلول الخوف ، فإن النفوس إذا تمنت عملت واجتهدت وبذلت ، وكثير من أصحاب الأماني هم شباب متهور ليس لديه نظرة ثاقبة وميزان صحيح يزن به المصالح والمفاسد ، ولذلك لما رأى معاوية رضي الله عنه الناس قد علقوا أمالهم ببعض الشخصيات خطب الناس وقال لهم “إياكم والأماني التي تضل أهلها” رواه البخاري.
ولما خرج سهل بن سلامه وجمع الناس حوله لحماية الشعب من بعض الظلم ومن قطاع الطرق واللصوص تعلقت به الآمال ثم مازالت به خطوات الشيطان حتى سفك الدماء وقتل النفوس .! ولما قيل لأحمد بن حنبل رأيتك في المنام ويبشره قال أحمد: قد دؤي لسهلا بن سلامة مثل ذلك فكان من أمره أن سفك الدماء ثم قال أحمد: “الرؤيا تسر الامؤمن ولا تتغره”
وكما قد شاهدناه في حياتنا فرأينا وسمعنا من علق أمانيه بالمجاهد الفلاني وامتدحوه حتى فما لبث سنوات حتى عاد وكفّر المجتمعات وسفك الدماء المعصومة .!
وكل مرة تعود الكرة ، ولا نعتبر ولا نتعظ.!
وختاما أسأل الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل فتنة وشر ، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان..
كتبه : أبو محمد/ حسن بن صنيدح العجمي