تعليقات مختصرة على كلام الطريفي عن الإخوان
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
( تعليقات مختصرة على كلام الطريفي عن الإخوان )
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فقد استمعت إلى كلام الطريفي عن الإخوان المسلمين فرأيته كلاماً ضعيفاً في حجته ومخالفا لأهل العلم في جملته.
لأجل هذا كتبت جواباً مختصراً على سؤال بعض الإخوة عنه – ريثما يهيأ الله من أهل السنة من يرد عليه برد أوسع – وخلاصة الجواب في أمور:
الأمر الأول / الخلاف مع الإخوان المسلمين كبير فإنه لأجل مآربهم السياسية لا يدعون للتوحيد والعقيدة- الذي هي دعوة الرسل –
ولأجله لا يعادون أهل البدع من الرافضة والصوفية وغيرهما بل يسمحون لهم في الدعوة لباطلهم لأجل الوصول إلى منصة الحكم
وإذا وصلوا للحكم لن يحكموا بالشريعة كما هو الحال في حاكم السودان الإخواني، وحزب النهضة في تونس ، وحاكم مصر سابقا مرسي ، ومنظمة حماس في غزة
بل أدخل مرسي الرافضة لمصر وسمح البشير للرافضة أن يدعوا لرفضهم في السودان.
بل ودعوتهم الصريحة للحرية حتى صرح شيخهم الهالك القرضاوي أن الحرية مقدمة على الشريعة ووافقه العودة.
وطالب مرشدهم السابق محمد عاكف بإعطاء الشعب حريته حتى من يدعو للعلمنة والإباحية!
جريدة الدستور 1427/12/4
أما ضلالات رموزهم كالبنا وقطب والقرضاوي فحدث ولا حرج.
وقد صرح البنا بأن دعوتهم صوفية، وأن الإسلام يفهم في حدود الأصول العشرين التي اخترعها.
الرسائل ص 390
وقال البنا أيضاً:
(وموقفنا من الدعوات المختلفة… أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبا به ومن خالفها فنحن برآء منه!!)
مجموع رسائل البنا ص17
وقال علي عشماوي في كتابه التاريخ السري للإخوان المسلمين ص 189: ( في هذه المرحلة ينبغي على الأفراد المنتظمين في الحركة أن ينفصلوا شعوريا عن المجتمع وألا يشاركوه في شيء بينهم وبين أنفسهم ولا يجهرون بذلك حتى يكتمل نضجهم وتتم تربيتهم وتتم توسعه رقعتهم وزيادة أعدادهم على قدر الإمكان .
ثم تأتي مرحلة أخري هي :(مرحلة المفاصلة ) وهي أن يقف رجالات الدعوة ويفاصلوا المجتمع ويقولوا أن هذا طريقكم وهذا طريقنا فمن أراد أن يلحق بنا فهو مسلم ومن وقف ضدنا فقد حكم على نفسه بالكفر.. )
وﻳﻘﻮﻝ ﺩ.ﺟﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻬﻠﻬﻞ ﺍﻟﻴﺎﺳﻴﻦ -وﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ المسلمين ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ في الكويت-:
( ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺗﺮﻓﺾ أﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﻨﻔﺮﻣﻦﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺨﻄﻄﻬﻢ ﻭﻧﻈﺎﻣﻬﻢ!!
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻓﻬﻤﺎً ﻟﻼﺳﻼﻡ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭﺃﻧﻈﻤﺘﻪ!!
وﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻠﻜﺘﺐ، ﻭﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﻤﺎﺳﺔ!!
ﻭﺃﺧﺸﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ!!
ﻭﺍلإخوان ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﺑﻬﻢ – ﻭﻫﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ –
إﻻ أن ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺨﻄﻂ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ!!)
ﺍﻧﺘﻬﻰ من كتاب ﻟﻠﺪﻋﺎﺓ ﻓﻘﻂ ﺹ 160.
الأمر الثاني / ليس هناك فرق -في الظاهر- بينهم وبين العلمانيين بل هم أسوأ من وجه وهو أن باطلهم محسوب على الدين ، وفشلهم محسوب على الدين مما ينفر الناس من الدين كما حصل في مصر مما أدى لبغض الناس للدين والمتدينين .
الأمر الثالث / دعوته للوقوف مع الإخوان لأنهم ضد من هو أشد وهم العلمانيون دعوى باطلة – كما تقدم –
ثم أتساءل لماذا تغتفر العلمنة التي يرتكبها الإخوان ولا تغتفر العلمنة التي يرتكبها خصوم الإخوان فكلهم يدعون الإسلام وارتكبوا العلمنة
وقد تقدمت الإشارة لهذا في مقال سابق
http://www.islamancient.com/play.php?catsmktba=102481
الأمر الرابع / لو أن رجلا وقع في الشرك لأجل الوصول للحكم لمحاربةالعلمانيين لكان مشركاً وكذلك يقال في البدعة والفسق.
ولا يقال لا يكفر أو لا يبدع لأن ليس له مذهب عقدي مقعد .
فمن سب معاوية – رضي الله – لأجل الوصل للحكم ولو بقصد محاربة العلمانيين فهو مبتدع شيعي .
وهكذا يقال في الإخوان فقد ارتكبوا الموبقات العقدية ومن أخطرها عدم الدعوة للتوحيد والتحذير من الشرك ، والدعوة للتقريب مع الرافضة ابتدأ من مؤسسهم الأول حسن البنا حتى اليوم .
وأكبر شاهد أفعال مرسي مع إيران وتمكينهم من مصر .
حتى تبرأ من مرسي أناس كانوا يناصرونه
بل وارتكبوا العلمانية باسم الدين حتى صرحوا بترك تحكيم الشريعة ولكل حريته – كما تقدم –
ومن غفلة الطريفي أو تغافله تصديقه دعوى الإخوان في إرادة تحكيم الشريعة. إن دعواهم إرادة تحكيم الشريعة بات كذبة مكشوفة لا يغتر بها عاقل .
الأمر الخامس / إذا كان الطريفي صادقا في مراعاة الموازنة بين الأطراف المختلفة فأين هو عن هذا فيما يتعلق بدولته التي يعيش فيها دولة التوحيد ؟
لماذا يناطحها- تلميحا وتصريحا- أهو محاولة إرضاﺀ رموز الحركيين ؟!
أليست الدولة السعودية أحسن الدول دينيا؟ أليست تدعو للتوحيد؟ وتحارب الشرك والرفض والتصوف ؟
أتناطحها وتؤازر دولة الإخوان؟ ما لكم كيف تحكمون !
أليس هذا تناقضا
الأمر السادس / ومن تناقض الطريفي أنه تكلم قديما في بيان على منظمة حماس لأنها لا تدعو إلى التوحيد وتحذر من الشرك- وهم من الإخوان المسلمين-، ثم تناقض وتغير في مواقفه بعد ذلك ؟
ألا فليعلم أن رضا الله والجنة غالية والحركيون والجماهير لن يغنوا عنه من الله شيئاً {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ }
الأمر السابع / مشاركة أهل السنة مع أهل البدع في قتال الكفار لا يعني السكوت عن ضلالهم أو الاكتفاﺀ بالرد الإجمالي، فالإمام ابن تيمية الذي قاتل التتار ومعه قوم من أهل البدع لم يترك الرد عليهم، بل ألف في طوائف البدع في عصره كتباً وسماهم وسمى رموزهم كالرازي وهذا مما لا يخفى على طالب علم،
وهذه الشبهة التي ذكرها يرددها بعض الحركيين كالعودة، ولعل الطريفي تابعه وتأثر به .
الأمر الثامن/ الحديث عن الإخوان وغيرهم من الفرق الضالة إنما المراد به منهاجها لا كل فرد من أفرادها، فما قيل عنهم لا يصح نقضه بمخالفة فرد ينتسب إليهم، -وهذا ظاهر –
والأصل ضلال كل فرد من الإخوان وتبديعه.
الأمر التاسع/ إن الذي رد على الإخوان العلماﺀ الأجلاﺀ وفي مقدهم الإمام ابن باز وهو الذي ماتوا عليه خلافا لتلبيس الملبسين
http://longtweetsplitter.com/tweet/124078
https://www.youtube.com/watch?v=D-dQE3qiZC0&feature=youtube_gdata_player
فالطريفي يخاصم ويخالف علماﺀنا
ثم يكفي طالب الحق أن يراجع كتب الإخوان أنفسهم ليدرك أن ما قيل في ذمهم شيء قليل بالنسبة لما وقعوا فيه من زلات وشنائع.
الأمر العاشر / إن الدعوة للإعراض عن الردود العلمية على المخالفين للشريعة المحمدية بحجة الحسد لأجل الشهرة أو (الجمال) أو غير ذلك صار قديما هزيلا لا يلتفت إليه العقلاﺀ – وهم المعنيون – لأنه قدح في النيات من جهة ومن جهة أخرى الذي يهم القارئ الحجة والبينة فمتى ما وجدت تعلق بها والنوايا غيب لها ربها علام الغيوب..
أسأل الله أن يهدي الطريفي للرشاد والصلاح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
10 / 9 / 1434 هـ