أطلعت على تعقيب الأخ : محمد آل الشيخ ، في العدد ( 13200 ) والذي يرد من خلاله على رسالة وصلته من إحدى الأخوات تطالبه فيها برجاء حار أن يدع النساء السعوديات ومناقشة حقوقهن جانباً لأنهن على حد قولها : ( مكفولات ، مخدومات ، مرعيات ) . صدقت والله فإننا ننعم بنعمة لم تنعم بها أي امرأة على وجه الأرض .
فأجابها في معرض قوله : ( بأن كل ما نطالب به ، ونعمل من أجله ، أن يتاح للنساء حرية الاختيار ) .
فأود أن أوضح للأخ بعض الأمور :
أولاً : من أمركم بالدفاع عنا ، والمطالبة بحقوقنا المهضومة على حد زعمكم ، فالمرأة السعودية يا أستاذ لم ولن تعش بتعاسة وكذلك المرأة المسلمة مادامت متخذة الإسلام ديناً لها والقرآن وسنة محمد r نبراساً يضئ لها الطريق ، وما دامت لها الحرية في اختيار حقوقها لها الحرية أيضاً في أن تكتب هي عن نفسها ما تريده من مشاكلها وهمومها ، لا أن يؤكل أحد نفسه بالكلام عنها أو الدفاع عنها .
ثانياً : ثم إن حريتها في الاختيار حسب ما يقتضيه الشرع المطهر ، إذ أن كلاً منا محكوم بالكتاب والسنة . وديننا الحنيف دين الحرية فيما أباحه الله لنا ، لأن الحرية لها حدود ، فإذا تجاوزنا حدودها أصبحت فوضى , وحرية الاختيار لابد أن تكون في إطار مصلحة البلاد وأهلها ، ومن قبلها طاعة الله ورسوله .
ومما شدني لمتابعة المقال هو البحث عن هذا الحق الذي لا تتمتع به المرأة في بلادنا ، ومحرومة من حرية اختياره لأجد أن الأخ محمد قد اختزل تلك الحقوق في حق وحيد وهو ( قيادة المرأة للسيارة ) !!!
وهنا هل من الصائب والمستساغ أن ننفي حرية تمتع المرأة بحقوقها جراء حق وحيد حرمة من ممارسته !!
ثم أرى أن قيادة المرأة السعودية للسيارة ليس من الأولويات عندنا معشر النساء السعوديات ، فمن المؤسف أن هذا الأمر أصبح قضية وهي لا تستحق !!!
ويكفي هنا أن أشير إلى كلام سمو الأمير نائف بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ إلى أنه (( لا يوجد داع لهذا الموضوع لأنه شأن عام تقتضيه مصالح وظروف ، … إلى أن قال : وينبغي أن يدفع الرجل المسلم حياته في سبيل سعادة المرأة بينما في الدول المتقدمة المرأة تعيش للأسف من بيع شرفها … )) .
فحري بك أخي إن كنت مفوضاً عن حقوق المرأة السعودية العاملة أن تسهم برأيك في عرض بعض مشاكل نقل المعلمات ، وترقياتهم ، وتحسين مستوياتهم , ومشاكل النقل والطرق .. أو أن تقدم بعض الحلول والمقترحات التي تحد من هذا الغثاء .
ثم أشرت في آخر مقالك إلى دراسة اجتماعية تؤكد بإن (( المرأة التي لا تعمل أقرب للفساد والانحراف من المرأة العاملة )) .
وأسألك أخ محمد هل تسمي حمل وولادة وإرضاع المرأة وبقائها في بيتها لتربية أبنائها بطالة ؟! وهل سمعت أن أمهاتنا وجداتنا وجدات جداتنا قد انحرفن لمجرد بقائهن في بيوتهن ؟ فمتى سيكون لدى المرأة وقت للانحراف والفساد وهي في شغل دائب في مملكتها وتربية أبنائها ؟!
بل لن أكون مبالغة لو قلت : بأن أبناء المرأة العاملة أقرب للفساد والانحراف من أبناء المرأة غير العاملة ـ كما تثبت كل الدراسات الاجتماعية ـ .
وما هو يا ترى ردك على هذه الآية : ( وقرن في بيوتكن ) ؟؟! ويا ترى من نصدق قول الحق تبارك وتعالى أم دراسة اجتماعية ؟؟ وأيهما أولى بالإتباع والطاعة ؟؟.
ثم إن كانت تريد معالجة بطالة النساء فهناك أعمال خاصة بالنساء ، بل تستطيع المرأة أن تجد مائة وظيفة تكسب منها المال وتفيد المجتمع وهي في بيتها .
وأنصح الأخ محمد بإن يهتم بالشباب وبطالتهم وأن يسعى لتوظيفهم , ولعلك ترى أيضاً أن هذا من اختصاصنا نحن النساء في أن نطالب بحقوقكم ونعمل من أجل أن تنالونها !!
وأخيراً : أسأل كل قارئة لهذه السطور وكل امرأة في هذه البلاد الطيبة ، هل حقاً نحن نعيش بلا حقوق ولا حرية ولا أحكام تنظمنا وتنظم أمورنا في هذه المملكة السعيدة بعد أن شقيت كل امرأة في الأرض عندما عصت الله ورسوله ؟؟!
والله أسأل أن يجعل الحق مطلبنا وغايتنا ، ولا يجعل همنا هو الباطل .