حفظ الله لبلاد الإسلام
د. أحمد بن محمد المنيعي
حفظ الله لبلاد الإسلام
إن مما عرف من العلم بالشريعة، والنظر الثاقب في التاريخ، وإن مما يدركه من لديه أدنى فراسة، ومن تأمل الدلالات في هذا الباب عرف يقينا أنه لا يمكن أن يقضى على الإسلام، وأنه لابد وأن يبقى للإسلام قائمة؛ دولة تحميه وطائفة تقوم به؛ ولهذا لا يمكن أن تتأثر “المملكة العربية السعودية”تأثرا بالغاً لأنها هي القائمة بالإسلام نظاماً .. وتطبيقاً.. وإعلاناً..، ولو أمكن ذهابها لذهب الإسلام لأنه لا يقوم به في هذا الزمان كدولة ونظام وتطبيق إلا “المملكة العربية السعودية” الدولة تعلنه وتحميه والرعية تعمل به، ومثل ذلك ما حصل زمن ابن تيمية حين دخل التتر بلاد العراق ووقفوا على بلاد الشام يقول ابن القيم–رحمه الله تعالى-:”ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه أموراً عجيبة وما أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سفراً ضخماً.
أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام وأن كلب الجيش وحدته في الأموال وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة
ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يميناً فيقال له قل إن شاء الله فيقول إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً
وسمعته يقول ذلك قال فلما أكثروا علي قلت لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام قال وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر”. [ مدارج السالكين (2/489)].