ذكرت في شرحك على كتاب التوحيد باب (ما جاء في الرقى والتمائم) أنه إذا اجتمعت شروطٌ ثلاثة، فهي جائزة، ومن الشروط: إذا كان معناه مفهومًا، هل يدل هذا على أن من لم يفهم اللغة العربية يُقرأ له القرآن مترجمًا معناه إلى لغته؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
ذكرت في شرحك على كتاب التوحيد باب (ما جاء في الرقى والتمائم) أنه إذا اجتمعت شروطٌ ثلاثة، فهي جائزة، ومن الشروط: إذا كان معناه مفهومًا، هل يدل هذا على أن من لم يفهم اللغة العربية يُقرأ له القرآن مترجمًا معناه إلى لغته؟
يقال: هذا ليس مرادًا، المراد أن يكون عارفًا بمعنى الكلام حتى لا يتلاعب السَّحَرَة والكَهَنَة، فيَرْقُون المريضَ برقًى فيها تقرُّبٌ إلى الجن وغيرهم مما هو شِركٌ، أو مما هو محرَّمٌ في الشريعة.
أما من قرئ عليه القرآن، ويعلم أنه قرآنٌ فقد أَمِنَ هذا الأمر، وأَمِنَ أن يتلاعب؛ وأُمِنَ أن يؤتى بألفاظ فيها تلاعبٌ وتقرُّبٌ إلى الجن أو غير ذلك من الألفاظ المحرمة.
إذًا: من قرئ عليه القرآن، وعَرفَ أنه قرآن ولو لم يفهم معناه، إمَّا لأنه أعجمي، أو لأنه عربي لا يفهم معاني القرآن لجهله، فمثل هذا لا يقال: لا يُقرأ عليه القرآن؛ لأنه لم يفهم معناه، أو يترجم له، أو يشرح له قبل أن يقرأ عليه؛ لأنه قد أُمِنَ ما من أجله أُشتُرط أن لا يُقرأ على المريض إلا ما يفهم معناه.