رسالة إلى الشيخ / سعود الشريم
سعيد بن هليل العمر
رسالة إلى الشيخ / سعود الشريم
الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
فقد وصلتني جملة من تغريدات الشيخ سعود الشريم هداه الله وساءتني لما اشتملت عليه من التهييج لحزب حماس ونقد أخوانه السلفيين على نصحهم لأولئك
والحماس والتهييج ما سر جماعة حماس منذ أنشئت وما زادهم إلا قتلاً لأطفالهم ونسائهم وخراباً لديارهم وذلك بسبب عدم إكتمال شروط النصر التي أعظمها وأجلها حق الله الأعظم التوحيد والعمل بالسنة وحب سلف هذه الأمة والسير على منهاجهم ومعاداة من يعاديهم وبغض من يبغضهم وكذالك لعدم وجود التكافؤ بين الطائفتين فاليهود لعنهم الله يملكون من السلاح والعتاد ما يحاربون به كل الدول العربية مجتمعة فكيف تقابلهم حماس بصناعتها الضعيفة الهزيلة التي لم تُدمِ حتى الآن يهودياً.
ولايخفى على الأخ سعود الشريم أن الأعتداد بالنفس يوم حنين لم يغن شيئاً إلا بعد نصر الله لحزبه وقد هادن النبي صلى الله عليه وسلم المشركين لعدم قدرته على قتالهم وكذالك أمر الله لعيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين بأن يتحرزوا إلى الطور لعدم التكافؤ والحديث متفق عليه.
فلا ينبغي لك ياشيخ أن تهيج هؤلاء الضعفاء فتعرض نساءهم وأطفالهم للقتل والتشريد وديارهم للخراب والدمار ولاتنس التهييج الذي حصل لأهل الفلوجة من قبل بعض المتحمسين فكانت النتيجة ماذا؟
وتذكر التهييج الذي حصل لشباب الجزائر حتى قتل منهم أكثر من مائة ألف بسبب الحماس والطيش وكذالك تهييج الرعايا على سلاطينهم حتى تحولت بعض بلدان المسلمين بسبب هذا التهييج إلى جماعات متقاتلة وطوائف مختلفة وقلوب متنافرة والحال شاهدة لما أقول.
أما نقد العلماء وطلبة العلم لحزب حماس فلم يرون من الجهل في حق الله الأعظم التوحيد والضعف في معرفة السنة أما معرفة ماعليه سلف هذه الأمة فقد شغلهم عنه التنظيم الحزبي والعمل السياسي ردهم الله للحق
ولايخفى على فضيلتكم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أصحابه وهو متوجه إلى حنين لما طلبوا ذات أنواط وأمر ألا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت وهو على سبيل جهاد فنصح حزب حماس لايعني موالاة اليهود وعداوة المسلمين في فلسطين فهذا معتقد تعرفه العجائز والأطفال فضلاً عن العلماء وطلبة العلم فدع عنك اللمز والهمز وانصح لأئمة المسلمين وعامتهم
وذكّر المفرط في حق الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وحذّر حزب حماس من موالاة الزنادقة والترحم على آياتهم والركون إليهم ووضع أكاليل الزهور على قبورهم , فنصحهم هو سبيل النصر أما الصياح والعويل وتوجيه سهام النقد لأهل التوحيد والسنة السائرين على منهاج سلف هذه الأمة فهو سبيل الهزيمة
ومع إحساننا الظن بك و بمحبتك للمسلمين والتأثر بمصابهم إلا أنه يصدق عليك قول القائل:
أوردها سعد وسعد مشتمل
ماهكذا يا سعد تورد الأبل
وبما أنك تتبوأ منبراً عظيماً لك أجر من اهتدى من خلاله وعليك وزر من ضل
فعليك بموافقة ولاة أمرك وعلمائك الربانيين الذين يحملون من الألم والهم لمصاب المسلمين أعظم مما تحمل ولا تتشبه بالطائشين والمتحمسين والمتقولين على الله بغير علم المكثرين من جمع التوقيعات والبيانات الذين قال قائلهم أخيراً أن قادة حماس خير من علماء المسلمين ومن حكامهم وعامتهم فبلغ من الطيش مبلغ السفه فأرغى وأزبد وهو في عاصمة التوحيد محاط بالأمن متدثر بأصناف النعم ولايعرف له سابقة خير إلا كثرة التهريج والتلبيس والتشويش على شباب المسلمين من خلال الفضائيات وله نصيب من قول القائل:
أَسدٌ عَلَيَّ وَفي الحُروبِ نَعامَةٌ,
رَبداءُ تجفلُ مِن صَفيرِ الصافِرِ
فعلينا جميعاً أن نتقي الله عز وجل في المسلمين ولا نوردهم موارد الهلكة وأن نتعظ بما حصل للمسلمين من نكبات وألا نتقدم بين يدي الله ورسوله ويدي علمائنا الأجلاء وألا نعتد بأنفسنا اعتداداً يصل ببعضنا إلى حد تمني لقاء العدو وأن نكثر من الدعاء والتضرع لإخواننا المستضعفين في فلسطين وفي غيرها وأن نمدهم بما نستطيع وأن ننصح لهم ظاهراً وباطناً وأن نكون معهم كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعت له الأعضاء بالسهر والحمى كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وأن لا تأخذنا في الله لومة لائم وألا يخرجنا المصاب والغضب عن شرع ربنا ولاحول ولاقوة إلا بالله وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد.
9/10/1435هـ