د. عبدالعزيز بن ريس الريس
سعد البريك وعادل الكلباني وجهان لعملة واحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته …………. أما بعد،،،
فقد يتعجب قارئ عنوان هذا المقال عن وجه الربط بين سعد البريك وعادل الكلباني ، وكيف صارا وجهين لعملة واحدة
والواقع أنه لا داعي لهذا العجب وذلك بعد معرفة السبب ، وهو أنهما في هذه الأيام اشتركا في مناطحة المسلمات الشرعية ، فإن عادلاً الكلباني لم يستطع التجمل بستر قبيحه ، بل أبى وأصر – ولعلها عقوبة من الله له – أن يظهر قبيح رأيه فيما دل الكتاب والسنة مع إجماع أهل العلم على حرمته وهو الغناء المصحوب بالمعازف، وتفوه بما إذا رآه العاقل أيقن – وللأسف – أن في عقله شيئاً
ومما يؤكد أن في عقله شيئاً تتبع بعض اللقاءات الإعلامية معه سواء المرئية والمسموعة والمقروءة ، وما أكثرها بعد توليه إمامة الحرم المكي مؤقتاً ، ومما يزيد تأكيد أن في عقله شيئاً طريقته في طرح المسألة. وكنت عازماً الرد عليه رداً شاملاً في هذه المسألة وغيرها، لكن مما أضعف عزيمتي أمور منها أني لما قرأت كلامه لم أره أورد شبهات تستحق الرد ، بل من طالع حججه – إن صحت التسمية – يخيل إليه أنه ممن اشتهى تجويز المعازف ففزع إليها بلا برهان -والله أعلم بالحال- ، وعلى كل لم يخلق الله شراً محضاً ، فإن من الخير المترتب على إثارة عادل الكلباني مسألة الغناء أنه استنشط أهل العلم والفضل للتذكير بحرمتها ، والتدليل على جرمها في خضم ركام إعلامي يبث ليل نهار المعازف بشتى أصنافه وأنواعه
وممن سبق عادلاً الكلباني إعلامياً في إثارة ما هو أشد الدكتور سعد البريك- هداه الله وألهمه رشده-، فبعد أن أجرى لقاءه المخزي مع الرافضي سباب الصحابة حسن الصفار في قناة دليل فخرج فيها منهزماً ذليلاً كما بينت هذا في درس مسجل بعنوان “هزيمة سعد البريك الصحوي أمام الصفار الرافضي ”
http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=254
عاود البريك الكرة عسى أن يرقع ويصلح ما أفسد ، لكن لما لم يكن متترساً بالعلم ومتدرعاً بنهج السلف الصالح زادت الهزيمة هزيمة حتى إن حسناً الصفار ووجهاء الرافضة بالقطيف – إن كان فيهم وجه – لم يحضروا محاضرته الأولى مما أغضب الإعلامي المفتون عبدالعزيز قاسم ، وأظهر عتابهم لما كان هو والبريك في ضيافة الصفار بمنزلة بالقطيف
فقابله الرافضة الصاع بالصاعين ، بل وتهيج بعضهم وعاتبوه على بعض ما جرى في لقائه مع الصفار، فلم يكتفوا بالفوز بالنسبة الأغلبية في اللقاء بقناة دليل ، بل أرادوا – لعنهم الله – أن يفوزوا الفوز كله – لا أقر الله أعينهم بما يسرهم –،
يا لله ما أعظم فتنة سعد البريك وهو يحاول أن يكسب ود الرافضة أحبابه بألا يكاد يذكر حسناً الصفار إلا ويتقدم اسمه بقول : سماحة الشيخ ، سماحة الشيخ
فلما أجرت معه جريدة سبق الإلكترونية لقاء تبجح معذراً لنفسه التي جرت أذيال الهزيمة مرتين أمام هؤلاء الرافضة إنه لا دليل يمنع من فعله وأنه سبقه إلى ذلك جملة من العلماء والدعاة أمثال: عوض القرني ومحمد النجيمي
وهذا يؤكد أن الرجل ليس ذا علم فإنه إنما عرف في ميادين الحركيين الحركية لا في ميادين العلوم الشرعية ، لذا كانت من ثرثراته أن تفضيل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – على أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – مما يسوغ الخلاف فيه بين أهل السنة ، كما في برنامج بإذاعة القرآن الكريم ، وفي ذلك البرنامج دعا إلى مصاهرة الرافضة وداخل عبدالرحمن دمشقية البرنامج وحاول ثنيه لكن البريك عشيق الصفار الرافضي لم يزدد إلا إصراراً
أيها المؤمنون حقاً/ أيقول من عنده مسكة من علم أن الثناء على الرافضة ومجالستهم جائزة ولا يوجد دليل يمنعه ؟!!
إن أقل أحوال هؤلاء الرافضة أن يكون مبتدعة أصحاب بدع مغلظة ، ونحن –أهل السنة- مأمورون بهجرهم وبغضهم بإجماع أئمتنا أئمة السنة ، ولا ينازع في هذا من كان سنياً واقرؤوا ما شئتم من كتب اعتقادكم -يا أهل السنة- تجدوا هذا جلياً واضحاً ، وأقتصر على نقل واحد لأن المقام مقام اختصار ، قال الإمام أبو عثمان الصابوني فِي “عقيدة أهل السنة والجماعة”: ويُجانبون أهل البدع والضلالات، ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات، ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا فِي الدين ما ليس منه، ولا يحبونَهم ولا يصحبونَهم ولا يسمعون كلامهم ولا يُجالسونَهم ولا يُجادلونَهم فِي الدين ولا يناظرونَهم، ويرون صون آذانِهم عن سماع أباطيلهم الَّتِي إذا مرت بالآذان ووقرت فِي القلوب؛ ضرت وجرت إليها الوساوس والخطرات الفاسدة. اهـ
والأصل في ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم ” وهذا تحذير من المبتدعة بعد أن حذر من البدعة نفسها كما في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ”
وأهل البدع داخلون فيمن حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
ومن هاهنا أخرج أبو نعيم عن إمام من أئمة السلف الفضيل بن عياض أنه قال : من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ” وثبت عند الآجري في كتاب الشريعة أن عمر بن الخطاب ضرب صبيغ بن عسل لما كان يتبع المتشابه وأمر بهجره وهو سيد في قومه ، فكيف بمبتدع بل ويكون رافضياً ورأساً من رؤوسهم كحسن الصفار الذي ثبت بصوته أنه قال : وإلا فالشيعة هم الذين قتلوا عثمان جزاهم الله خيراً ا.هـ ( موقع البرهان على الانترنت – قسم مشاهد وصوتيات )
والله إني لأظنك يا سعد البريك لو اختلفت مع حسن الصفار في سمسرتك وتجارتك وضيع عليك شيئاً من الملايين التي تهرول وراءها ، وكثر عليك القيل والقال بسببها لخاصمته وهجرته ، فكيف والأمر يتعلق بدين رب العالمين وشريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان-رحمه الله- في قصيدة بعنوان غربة الإسلام
عَلَى الدِّينِ فَلْيَبْكِ ذَوُو الْعِلْمِ وَالْهُدَى *** فَقَدْ طُمِسَتْ أَعْلامُهُ فِي الْعَوَالِمِ
وَقَدْ صَارَ إقْبَالُ الْوَرَى وَاحْتِيَالُهُمْ *** عَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا وَجَمْعِ الدَّرَاهِمِ
وَإصْلاحِ دُنْيَاهُمُ بِإفْسَادِ دِينِهِمْ *** وَتَحْصِيلِ مَلْذُوذَاتِهَا وَالْمَطَاعِمِ
يُعَادُونَ فِيهَا بَلْ يُوَالُونَ أَهْلَهَا *** سَوَاءٌ لَدَيْهِمْ ذُو التُّقَى وَالْجَرَائِمِ
إذَا انْتُقِصَ الإنْسَانُ مِنْهَا بِمَا عَسَى *** يَكُونُ لَهُ ذُخْرًا أَتَى بِالْعَظَائِمِ
وبعد ما تقدم أشير إشارات إلى بعض المهمات
الأولى/ لقد سررت كثيراً لما بدأ كثير ممن لبس عليهم يميزون بين الغيبة والنصيحة ، فكم رُد نصح ناصح بحجة أن فعله غيبة ، وكم شنع الحركيون الصحويون على السلفيين بأن ألصقوا بهم ألقاباً تنفيرية ومنها لقب الجامية وأوهموا الناس أنهم حزب يقوم على أمور منها غيبة الدعاء .. الخ وقد بينت بطلان هذه الفرية وأنه لا يوجد فرقة ولا حزب باسم الجامية في درس مسجل بعنوان ” حقيقة الجامية”
http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=56
ومن كلمات شيخنا العلامة صالح الفوزان-حفظه الله- في رد فرية الجامية : هذا من باب الحسد أو البغضاء فيما بين بعض الناس ، ما فيه فرقة جامية ما فيه فرقة جامية ، الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله نعرفه من أهل السنة والجماعة ،ويدعوا إلى الله عز وجل ما جاء ببدعة ولا جاء بشيء جديد ، ولكن حملهم بغضهم لهذا الرجل إنهم وضعوا أسمه وقالوا فرقة جامية ، مثل ما قالوا الوهابية ، الشيخ محمد بن عبدالوهاب لما دعا إلى التوحيد إخلاص العبادة لله سموا دعوته بالوهابية ، هذه عادة أهل الشر إذا أرادوا مثل ما قلنا لكم ينشرون عن أهل الخير بالألقاب وهي ألقاب ولله الحمد ما فيها سوء ، ما فيها سوء ولله الحمد ، ولا قالوا بدعاً من القول ، ما هو بس محمد أمان الجامي اللي ناله ما ناله ، نال الدعاة من قبل من هم أكبر منه شأناً وأجل منه علماً نالوهم بالأذى
الحاصل إننا ما نعرف على هذا الرجل إلا الخير ،والله ما عرفنا عنه إلا الخير ، ولكن الحقد هو الذي يحمل بعض الناس وكلٌ سيتحمل ما يقول يوم القيامة ، والرجل أفضى إلى ربه ، والواجب أن الإنسان يمسك لسانه ما يتكلم بالكلام البذيء والكلام في حق الأموات وحق الدعاة إلى الله وحق العلماء ، لأنه سيحاسب عما يقول يوم القيامة، ما يحمله الاندفاع والهوى إلى أنه تكلم في الناس يجرح له العلماء إلا بخطأ بين واضح ، أنا أقول الآن هؤلاء عليهم إنهم يجيبون لنا الأخطاء التي أخطأ فيها هذا الرجل ، إذا جاءوا بها ناقشناها وقبلنا ما فيها من حق ورددنا ما فيها من باطل ، أما مجرد اتهامات وأقوال هذا ما هو من شأن أهل الحق ا.هـ المصدر.. شرح النونية للشيخ الفوزان
http://islamancient.com/blutooth/242.amr
وإنما حقيقة الأمر هو أن أهل الحق لما أدركوا تلاعب الحركيين وأرادوا كشف تلبيسهم سعى الحركيون لصد الناس عن هذا البيان بإثارة لقب الجامية تنفيراً ، لكن الأمور – والله الحمد – بدأت تتجلى ويظهر الأمر على حقيقته ، وما كانوا يستعملونه في التنفير من أهل الحق بحجة أنهم أهل غيبة للدعاة اتضح أنه ليس غيبة بل نصيحة ، وذلك أن التحذير ممن يفسد ليحذر الناس إفساده نصيحة وليس غيبة ، قال الإمام ابن القيم في كتاب الروح (1 / 240): والفرق بين النصيحة والغيبة أن النصيحة يكون القصد فيها تحذير المسلم من مبتدع أو فتان أو غاش أو مفسد فتذكر ما فيه إذا استشارك في صحبته ومعاملته والتعلق به كما قال النبي لفاطمة بنت قيس وقد استشارته في نكاح معاوية وأبي جهم فقال:” أما معاوية فصعلوك، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه” وقال بعض أصحابه لمن سافر معه: إذا هبطت عن بلاد قومه فاحذروه
فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ورسوله وعباده المسلمين فهي قربة إلى الله من جملة الحسنات، وإذا وقعت على وجه ذم أخيك وتمزيق عرضه والتفكه بلحمه والغض منه لتضع منزلته من قلوب الناس فهي الداء العضال ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب ا.هـ
والآن –ولله الحمد- ترى خلقاً كثيراً يردون على الكلباني تجويزه للغناء المحرم ، وليس فيهم من يستنكر الرد بحجة أنه غيبة ، بل كلهم يعدونه نصيحة ومثل هذا يقال في بيان ضلالات الحركيين الصحويين وفي مقدمهم سلمان العودة وعائض القرني ومحمد حسن ولد الددو وطارق السويدان وناصر العمر وهكذا…
سلمان العودة بين التشديد والتيسير المذمومين (موثق بمقاطع صوتية)
http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=101485
أقوال عائض القرني عرض ونقد (موثق بمقاطع صوتية
والله الذي لا إله غيره أني لم أرد على هؤلاء إلا مكرهاً لما جنوه – بقصد أو بغير قصد – على الشريعة الإسلامية من تحريف وعلى المسلمين من إفساد ديني حتى غدا المعروف منكراً والمنكر معروفاً ، فاتقوا الله الذي إليه المصير والمعاد وتفكروا في حقيقة حالهم وحالكم وما أتوا به فما أعجل يوم الحساب
الثانية / إن من أشهر المعاصرين المجوزين للأغاني محمداً الغزالي وتلميذه يوسف القرضاوي بأدلة هي إلى الشهوة أقرب منها إلى الشبهة فقيض الله ناصر السنة وقامع البدعة الإمام محمد ناصر الدين الألباني فأفرد مصنفاً نافعاً رواية ودراية في تأكيد حرمة الغناء المصحوب بآلات الطرب ” تحريم آلات الطرب ” وأصبح رداً عليهم وعلى كل من يأتي بعدهما كمثل المسكين عبدالله بن يوسف الجديع الذي أصبح أسير لقيمات اصطاده بها الإخوان المسلمون في بلاد أوربا فصار يصدر الفتوى تلو الأخرى لئلا تقطع عنه اللقيمات ، فقيض الله من لا أعرفه – ولا يضره ذلك – عبدالله رمضان بن موسى في كتاب بعنوان ” الرد على القرضاوي والجديع ” وكان رده نافعاً ومن أحسن ما فيه إقناع الناظر والمنصف بجهالات عبدالله بن يوسف الجديع العملية
أيها الألباء / أين الموقف العدواني والتشهيري من يوسف القرضاوي ، وممن يشيد به كثيراً ويوصي بكتبه مثل سلمان العودة ، بل وحتى ناصر العمر أشاد به في محاضرة ” والسماء ذات الحبك ”
أيها الغيورون / أليس الدين دين الله والميزان واحدا فلماذا هذا التناقض
الثالثة / إن تحريم الغناء مسألة إجماعية توارد على حكاية الإجماع فيها جمع من أهل العلم منهم ابن الصلاح وأبو العباس القرطبي وابن تيمية
قال ابن الصلاح : وأما إباحة هذا السماع وتحليله ، فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت ، فاستماع ذلك حرام ، عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين . ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع .ا.هـ [ فتاوى ابن الصلاح (2/500) ]
قال القرطبي : أما المزامير والأوتار والكوبة وهو الطبل طويل ضيق الوسط ، ذو رأسين يضرب به المخانيث ، فلا يختلف في تحريم سماعه ، ولم أسمع من أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك . ا.هـ ( الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي (2/903))
وقال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (11/576): المعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة ، جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها : أي يصوت بها ، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعاً… ولكن تكلموا في الغناء المجرد عن آلات اللهو : هل هو حرام ؟ أو مكروه ؟ أو مباح ؟ .ا.هـ
وقال ابن كثير: والمعازف هي آلات الطرب ، قاله الإمام أبو نصر إسماعيل ابن حماد الجوهري في صحاحه ، وهو معروف في لغة العرب وعليه شواهد ، ثم قد نقل غير واحد من الأئمة إجماع العلماء على تحريم اجتماع الدفوف و الشبابات ، ومن الناس من حكى في ذلك خلافاً شاذاً .ا.هـ [جواب لابن كثير ملحق بكتاب على مسألة السماع لابن القيم 472 ]
فإذاً الخلاف فيها شاذ ، لا يصح أن يقال : إن الخلاف فيها خلاف سائغ لأنه خلاف مصادم لإجماع أهل العلم ، ومن نقل الخلاف عنهم من أهل العلم فالمحكي عنهم ما بين لا يصح أو ليس صريحاً في أنه في المعازف، ومن ثبت عنه الخلاف كابن حزم الظاهري فهي زلة لا يتابع عليها ، فقد ثبت عند أبي داود عن معاذ بن جبل أنه قال:” وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم “
إذا تبين هذا تبين لك أن كلام الدكتور عبدالعزيز الفوزان في مسألة الغناء المصحوب بالمعازف كلام ضعيف مطّرح لما جعل الخلاف معتبراً وسهل في الأمر ، وكأنه بهذا يريد أن يعتذر عن شيخه -الذي يفتخر به- سلمان العودة لما سهل في مسألة المعازف ولمح بجوازها على طريقته المعتادة وهي اللف والإجمال في الكلام
ثم شن عبدالعزيز الفوزان هجمة ضروساً على الكلباني- ويستحق ذلك- لأنه عرّض بأهل العلم فأظهر عبد العزيز الفوزان نفسه في صورة المدافع عن أهل العلم ، وكأنه نسي أو تناسى أنه بالأمس فعل قريباً من فعل الكلباني مع أهل العلم لما جوز الاحتفال بعيد الميلاد مخالفاً في ذلك أهل العلم الأثريين كسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وسماحة الشيخ عبدالله بن حميد وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين وغيرهم ، فأعرض عنهم صفحاً وتابع شيخه سلمان العودة في القول بالجواز ولم يقف عند هذا الحد بل وطالب العلماء أن يعيدوا النظر في فتاواهم بتحريم عيد الميلاد !!!.
الرابعة/ قد رأيت لغير واحد من إخواننا بحوثاً مفيدة مختصرة في حرمة الغناء المصحوب بالآت المعازف منهم أخونا الشيخ عبد القادر الجنيد في مقال بعنوان “تقوية الأخ الثابت بالإجماع المشهور في حرمة المعازف ” وتميز طرحه بنقل الإجماعات عن أكثر من عشرين عالماً
http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=2625
وأخونا الشيخ حمد العتيق في كتاب بعنوان ” زجر المتهاونين ببيان تحريم المعازف بإجماع المسلمين ” وتميز كتابه على اختصاره, وكثرة ما كتب في هذه المسألة بأنه أصل المسألة تأصيلاً دقيقاً
http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=1003
أسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن ينظر إلينا نظر رحمة فيدخلنا جنانه ويجعلنا من أهل رضوانه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
http://islamancient.com/
14 / 7 / 1431هـ