سليمان أبا الخيل وسهام الإخوان المسلمين
د. عبدالله بن محمد المدني
بسم الله الرحمن الرحيم
“سليمان أبا الخيل وسهام الإخوان المسلمين“
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعد :
فأولا: أعتذر من الإخوة الذي راسلوني على تويتر والجوال من أجل العودة للكتابة في تويتر, فلم أرد على أحد لأني قررت قرارا جازما الخروج من تويتر, ولم أرد النقاش حول ذلك, وذلك لأني رأيت السلفيين والمثقفين المجتهدين في الدفاع عن دينهم ووطنهم قد كثروا -ولله الحمد- وأصبحوا شوكة في حلوق أعداء بلاد التوحيد والسنة وقبلة المسلمين “السعودية” , وأذكر أول ما دخلت عالم تويتر لم يكن على هذا الأمر إلا قلة, ولهؤلاء القلة فضل بعد الله في معرفة كثير من المغردين والمسلمين واقع أعداء بلادنا وبلاد المسلمين من دعاة الفتنة, -خاصة الأعداء الذين يعيشون بيننا ويتكلمون بألستنا-, فكانت البداية صعبة, ولكن الإخوة المجتهدين صبروا ففضح الله –بفضله- ثم بجهودهم أهل الباطل, ومن أولئك الأفاضل: أبوفايد, والشيخ حمد العتيق, وقناة بحار, وغيرهم ثم تلاهم مجموعة من الأخيار كسلامة العتيبي ومجموعة نايف بن خالد والشيخ حسام الحسين وغيرهم كثير وكثير جدا جدا ممن يستحقون الشكر على غيرتهم ودفاعهم عن دينهم ثم بلدهم ووطنهم بلاد الحرمين, وهم والله وسام شرف وفخر لكل مواطن مخلص .
وعدت اليوم (فقط) للكتابة لما رأيت التخطيط المنظم من الإخوان المسلمين –والذي عهدته من قبل- لإسقاط رجل من رجالات الدولة العاملين المجتهدين لتحقيق ما يتطلع له ولاة الأمر من خدمة المواطنين, وجمع الكلمة, والتحذير من أهل التحزب والفرقة, وهو الشيخ / سليمان أبا الخيل, وليس مقصودهم معالي الشيخ, وإنما الهدف غير ذلك, فلأجل ذلك أكتب هذا المقال حول هجوم الإخوانيين المنظم –والمخطط له مسبقا- للشيخ سليمان, ودفاعهم المبطن عن خليفتهم العلمانيأوردغان, وكما قيل في المثل الدارج “لأجل عين تكرم مدينة” ومن يمس ديننا ووطننا لن نسكت عنه, ونفدي ديننا ووطننا بكل ما نملك .
ألخص ما بتعلق بهجوم الإخوان المسلمين –المنظم والمخطط له مسبقا- على كلمة الشيخ سليمان في الإخوانيين الذين يتمنون أن يحكم أوردغان بلدنا وبلاد المسلمين, في عدة أسئلة مختصرة, وهي : ما مضمون كلمة الشيخ سليمان؟ من أثار هذه القضية؟ وما هدفه؟ ولماذا أثاروها؟ وما النتيجة من فعلهم ذلك؟
السؤال الأول / ما مضمون كلمة الشيخ سليمان أبا الخيل ؟
كانت الكلمة حثا منه للحاضرين على التمسك بالجماعة في هذا البلد, والتحذير ممن يريد الفرقة والاختلاف فيها, ثم ضرب مثلا بمن انتكست فطرته, فتربى في بلد التوحيد, ثم أصبح يتمنى أن يكون أوردغان “العلماني” حاكما على بلادنا وبلاد المسلمين أجمع! ثم بين الشيخ سليمان الفرق بيننا وبين تركيا, فوصف حال تركيا وواقعها الذي يعرفه كل منصف, حتى يعرف الحضور مدى الحزبية التي وصل لها أتباع جماعة الإخوان المسلمين .
وهنا تجد الكلمة مع إثبات كل ما قاله وفقه الله :
http://www.youtube.com/watch?v=2RXokOmE8Xs&list=UUwLZ50jCo_imzSYUImr8HXA
وأتحداهم أن يأتوا بشيء في كلمة الشيخ يخالف الواقع ! فالشيخ لم يذكر إلا الواقع الذي يراه كل أحد .
السؤال الثاني / من الذي أثار قضية كلمة الشيخ سليمان أبا الخيل؟
والجواب / الذي أثارها هم أتباع الإخوان المسلمين في السعودية, الذين كانوا يمجدون حكومة مرسي الإخوانية, والذين ينتقدون وطننا وولاتنا في كل ما يظنون أنه خطأ, وارجعوا إلى تغريداتهم ومعرفاتهم لتعرفوا أكثر وأكثر عن حزبيتهم البغيضة, وانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين, وهذا يعرفه كل من شاهد تغريداتهم .
السؤال الثالث / ما هدف الإخوانيين من الهجوم على الشيخ سليمان أبا الخيل؟
والجواب / أن لهم عدة أهداف :
الأول / أن الإخوانيين في السعودية لما يئسوا من زعزعة أمن هذه البلاد في ثورة حنين, صاروا يحاولون التشويش على رجالاتها الذين لهم نشاط في جمع الكلمة, ونشاط في محاربة المتربصين بوطننا المبارك من دعاة الفتنة ومن نحا نحوهم, ولذا هاجموا قبل فترة بعض المسؤولين في الديوان الملكي, ووزير الداخلية سمو الأمير محمد بن نايف, وقبله أسد السنة الأمير نايف, والأمير خالد الفيصل, وأسد الحسبة الشيخ عبداللطيف آل الشيخ,والآن الشيخ سليمان أبا الخيل, فيريدون إسقاط كل من يحارب فكرهم, ويسعى لفضح مخططاتهم .
الثاني / يريدون أن يوصلوا رسالة إلى الناس عموما وإلى المسؤولين خصوصا أن لهم تأثيرا في القرارات, وفي تشويه سمعة المسؤول, حتى يخاف منهم كل من أراد فضحهم وفضح منهجهم, وحتى يخضع لمطالبهم , وهذه طريقة إخوانية قديمة جدا, كان يفعلها الإخوانيون في مصر, وتلقاها أتباعهم في المملكة .
الثالث / أن الإخوانيين في جامعة الإمام ضاقوا ذرعا بالشيخ سليمان أبا الخيل لقراراته المتتالية في محاربة فكر الإخوان المسلمين, فأرادوا أن يثيروا حوله هذه القضية ظنا منهم أن ذلك سيؤثر على بقائه في الجامعة, ومن سذاجة بعضهم أنه استغاث في تويتر علنا بحكام تركيا ليقيلوا الشيخ سليمان, وكأنه يعترف أن بيعته لحاكم تركيا, وليس لولاته هنا في المملكة .
وهذا مثال لبعض القرارات التي أزعجتهم
ومما سبق يتيبن لك أن الذي أثاروا قضية تصريح الشيخ سليمان ليس غرضهم الحرص على الوطن, بل غرضهم عكس ذلك تماما, وهذا يعرف كل من له أدنى بصيرة بما كتبه القوم .
ويزيد ذلك بيانا أن الذين تكلموا في هذه القضية وأثاروها معروفون بانتقادهم الدائم لوطننا ورجاله المخلصين, ولا تجد لأحدهم دفاعا واحدا عن وطننا الغالي, بل تجد عكس ذلك, فمثلا لما تكلم الإخواني الذي أشار إليه الشيخ أبا الخيل, والذي كتب تغريدة يتمنى فيها أن يكون خليفة المسلمين أوردغان, أي أن يحكم بلادنا وبلاد المسلمين أوردغان, لم يستنكر منهم أحد ذلك عليه, ولم يكتبوا حرفا واحدا في الإنكار عليه! مع أنه خالف الدين والنظام, فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : (من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه), ولكن مصلحة الحزب عندهم مقدمة على الدين والوطن .
بل لما خرج أحد كبار من تولى كبر إثارة قضية أوردغان في لقاء تلفزيوني, انتقد القرار الملكي وبيان وزارة الداخلية علنا وصراحة !! ولم يستنكر منهم أحد ذلك !
بل هو نفسه استهزأ كثيرا في تغريداته بدخول معالي الأستاذ / خالد التويجري لعالم تويتر, مع أن دخول التويجري لتويتر من أجل مصلحة المواطنين!!
وهو نفسه له كلام قبيح في الأمير نايف –رحمه الله-, يعرفه من عرف سيرته!
وأحمد التويجري الذي لم يصبر على انتقاد خليفتهم أوردغان, معروف تاريخه مع جماعة الإخوان المسلمين, واجتماعاته السرية والعلنية معهم, ولذا تراه يمجد هذا العلماني تمجيدا عجيبا .
ولما قدح العريفي في حاكم الكويت محرضا عليه , لم يستنكروا ذلك منه, مع أن الكويت أقرب لنا من تركيا بكل المقاييس .
ولما تهجم حجاج العجمي على جيشنا, لم يستنكر منهم أحد ! مع أن كلام حجاج العجمي كان موجها إلى محمد العريفي, وللأسف العريفي لم يرد عليه ولا بحرف واحد !
ولما طالب حاكم المطيري بربيع عربي في السعودية, كذلك لم يتكلم منهم أحد!
ولما تظاهر عدد من الأتراك ضد السعودية, ودعسوا وحرقوا صورة الملك عبدالله لم يتكلم واحد منهم !
http://www.youtube.com/watch?v=tTyUnn5453I
والأمثلة على هذا كثيرة جدا .
فهل يشك بعد ذلك عاقل أن هؤلاء لا يريدون مصلحة الوطن ؟
السؤال الرابع / ما النتيجة التي خرج بها من أثار هذه القضية ؟
النتيجة ولله الحمد هي أن الله –عز وجل- ردّ الإخوانيين خائبين, وازداد تماسك الغيورين على هذه البلاد, وقاموا قومة رجل واحد في الدفاع عن الشيخ سليمان, وأولهم سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية/ الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي دافع بقوة عنه, وقال لا يضره كيك الكائدين, وأثنى عليه خيرا , والعلامة / سعد الحصين, وأيده في كل ما قاله وزاد عليه, وغيرهم من طلاب العلم والمثقفين الغيورين على وطنهم وبلادهم .
وأبشرهم أن الغيورين على وطنهم ومنهم الشيخ سليمان أبا الخيل سيزدادون نشاطا وتفاعلا ووضوحا في كل ما يعود بالنفع على الدين ثم الوطن, وفي محاربة أعداء الدين والوطن , وسترون –بإذن الله- في الأيام القادمة ما يثلج صدور أهل السنة المحبين لوطنهم, وما يغيظ الحزبيين والحركيين والإخوانيين .
تنبيه /
كلمة الشيخ سليمان لم تكن تحريضية (لأنه لم يتربّ على التحريض, بل على الخير), ولم يكن يخاطب بها أهل تركيا, بل كانت في مجمع محدد من المثقفين “السعوديين” الذين يعون ما يقوله, ولم يكن المقصود منها ذم أوردغان لذاته, بل جاء ذلك عرضا لبيان الحزبية عند الإخوان المسلمين .
فمن الذي أخرج هذه الكلمة من هذا المجال الضيق المحدد؟ ونشرها في اليوتيوب وتويتر لإثارة الرأي العام ؟ هذا الذي ينبغي أن يحاسب على فعله المشين .
لأنهم يقولون إن كلام الشيخ سليمان قد يؤثر على العلاقات السياسية! فيقال لهم : أنتم الذين نشرتم الكلمة في تويتر وغيره, وأردتم إثارة القضية في الرأي العام, فأنت الأحق بالمحاسبة .
وأخيرا وفق الله الشيخ سليمان لكل خير, وجزاه خيرا على حرصه على وطنه وعلى أبناء المسلمين , وعلى جهده في تبصير المسلمين حقيقة ما يحاك ضدهم, وعلى جهوده في ربط الشباب بعلمائهم الثقات, ومن آخر جهوده تنظيم محاضرة العلامة / صالح الفوزان والتي شاهدها الآلاف من الطلاب والطالبات في الجامعة, وحرص معاليه على أن تنقل مباشرة في التلفزيون السعودي ثم تنشر في اليوتيوب ليستفيد منها المسلمون أجمعون, وهي على الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=93Z2LW4dX48
وحق الشيخ سليمان علينا الشكر والإشادة , فكلمة الشيخ سليمان أبا الخيل أخرجت من كان مستتراً في جحره بعد بيان وزارة الداخلية وأظهرت لنا الخلايا الإخوانية النائمة ذات الأفكار المسمومة، التي توالي حكام الإخوان, ولا ترضى بولاية حكامنا, وهذا يكشف لنا المكروالمؤامرة التي تحاك ضد دولة التوحيد وقيادتها ورجالاها الأوفياء.
وختاما / أستودعكم الله , وأسأل الله أن يتولاني وإياكم ووطنا الغالي وولاة أمرنا وعلماءنا برحمته وفضله , وأن يرد كيد أعدائنا أعداء الإسلام والسنة في نحورهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
محبكم
عبدالله بن محمد المدني