عجائب وغرائب صالح المغامسي
سعيد بن هليل العمر
? عجائب وغرائب صالح المغامسي?
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فقد سمعت لقاءاً أذيع للواعظ: صالح بن عواد المغامسي،
?وذكَّرني هذا اللقاء بقول الإمام الشافعي رحمه الله: ( وقد تكلم في العلم مَن لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه لكان الإمساكُ أولى به، وأقرب من السلامة له إن شاء الله).
?وبقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله : ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).
♦ومن عجائب المغامسي: أنه أثنى على شاعر الإلحاد والجنس والعهر والفجور نزار قباني بقوله: ( أن شعر نزار له قصب السبق في حمل همِّ الإمة(.
?وأي هم حمله هذا الزنديق، وهو يقول في قصائده:
(لأنني أحبكِ، يحدث شيءٌ غير عادي في تقاليد السماء، يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب، ويتزوج الله حبيبته (.
?ويقول: ( قلت لنفسي وأنا.. أواجه البنادق الروسية المخرطشة: واعجبى.. واعجبى.. هل أصبح الله زعيم المافيا؟؟ (.
?ويقول: ( ذهب الشاعر يوماً إلى الله.. ليشكو له ما يعانيه من أجهزة القمع.. نظر الله تحت كرسيه السماوي وقال له- يعني الله – : يا ولدي هل أقفلت الباب جيداً ؟؟).
?ويقول: ( على أقدام مومسةٍ هنا دفنت ثاراتك.. ضيعت القدس.. بعت الله.. بعت رماد أمواتك (.
?ويقول: ( فلا تسافري مرةً أخرى، لأن الله منذ رحلتِ دخل في نوبة بكاء عصبية وأضرب عن الطعام).
?فهل يقال عن هذا الزنديق؛ أنه له قصب السبق في حمل همِّ الأمة؟!
♦ومن عجائب المغامسي: أنه يُشرِّع بالتجربة، حيث يقرر ويقول: ( أن من قال في سجوده: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾، أنه يرزق بولد).
♦ومن تشريعه؛ أن المبتلى بسحر أو عين أو مرض يأتي إلى الحجر الأسود فيستقبل الكعبة ويقول:( اللهم إنك قلت وقولك الحق:﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ﴾ اللهم أقمني مما أنا فيه).
♦ومن تشريعه أن دعاء المعجزات والأرزاق هو الدعاء بقول الله تعالى: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾، وأن العلامة ابن باز رحمه الله أثنى على هذا الدعاء ، وقد أنكر عليه سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبدالمحسن العباد، وقالوا: هذا ليس من الدعاء.
♦ومن عجائب المغامسي: ثناؤه على الهالك البوطي، وجعله من علماء المسلمين، وهو القائل: ( أتمنى أن أكون عند الله مساوياً لأصبع حسن نصر الله).
♦ومن عجائبه: ثناؤه على محمد الغزالي السقا العقلاني المعتزلي شيخ القرضاوي، وداعية الإخوان، الذي صرح برد السنة إذا خالفت عقله!
♦ومن عجائبه: ثناؤه على جماعة التبليغ الصوفية البدعية، ومدحه للتصوف، وزعمه أن من التصوف ما هو محمود !
♦ومن عجائبه: أنه جعل حجاب المرأة وسترها لوجهها صناعة فقهية، لا علاقة لها بالدين، وهذه جناية على أعراض المؤمنات.
♦ومن عجائبه: رده للحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: ( يا رسول الله أين أبي قال: في النار، فلما قفى دعاه، فقال: إن أبي وأباك في النار). وموافقة أهل البدع في رده، حيث قال: ( إن هذا الحديث رواه مسلم في الصحيح وهو يصح سنداً، لكن محال أنا أتحملها عند الله يوم القيامة محال أن يصح متناً، لأنه يعارض نص القرآن، ومحال أن يقول الرسول ﷺ قولاً يعارض نص القرآن … )
?وجاءت عاشرة الأثافي، وليست ثالثتها، وهي قوله: حيث سأله أحد المذيعين: من التوجس والخوف من كل جديد، ابتداءاً من تعليم المرأة مروراً بالأطباق الفضائية-الدشوش-، …. لماذا لدينا أزمة من كل ما هو جديد.
♦فأجابه المغامسي بقوله: ( الأزمة لا أستطيع أن أجهر بها أو أقولها سراً، وأحيانا تكون تلك الفتاوى لم يكن بعض أصحابها مؤهلين لأن يفتوا، لا بد أن نكون واضحين.
الفقه ليس نصوصاً تحفظ، وأنا مرة قلت في دروسي: قول القائل: فاحفظ فكل حافظ إمام، ليس على إطلاقه، فالفهم والله يقول:﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ﴾، وخطاب القرآن كله خطاب عقلي، لذلك الناس ربما تقبل بالفتوى اضطراراً، لكن ما الذي حصل؟ هو أن الناس يأخذون الفتوى وهم غير مقتنعين بها، لكنها لا تريد أن تتجرأ على ربها، مضت سنون وتبين للناس رأي آخر، ماذا حصل؟ حصل أن بعض الناس يكاد يلحد، وبعض الناس اتهم العلماء لماذا أخفيتم عنا ذلك الأمر، وأصبح الناس في قلاقل وأخذ وعطاء.
فليس من قال بالفتوى الجديدة هو الذي أخطأ، لكن التأسيس الأول لم يكن صوابا فنجم عنه ذلك وهذا الذي أتى بالفتوى الجديدة لم يأت بشيء جديد من عنده وإنما كانت تلك الفتوى مخبأة عن الأنظار، مواريه مزوية في مكان ما، لكنها لم تكن بعيدة عن الكتب والعلماء، أولئك الذين أخفوها كانوا يقرؤونها ويتلونها ولم يكن الخطاب يقدم على أن المسألة تقبل أكثر من رأي، فرق كبير بين أن يأتيك أحد يقول: أنا أثق بدينك وتقواك أفتني بتلك المسألة، هو يعلم أن في المسألة خلافاً لكن يريد رأيك، فأنت هنا لست ملزما أن تقول ماذا قال العلماء، هو جاءك بعينك يريد رأيك أنت ويعرف أن المسألة فيها خلاف، فأنت تفتيه بما شئت وبما يغلب على ظنك أنه صواب، لكن عندما تُدرّس، عندما تكلم الملايين لا يحق لك أن تحجب الرأي، وتقول هذا هو الرأي، وهذا دين الله، هذا رأيك أنت في دين الله، وليس رأي دين الله … )
♦ولقد هدم بقوله وسفسطته وتلبيسه ما بناه السلف من الأصول والفروع والقواعد المبنية على الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومطالبته بدين جديد يفهم عن طريق التأريخ والأدب والأدباء، والشعر والشعراء.
وهل لنزار قباني الذي أثنى عليه كما سلف، وجعل شعره نافعا لهذه الأمة، هل له رأي في هذا الدين الجديد الذي يطالب به.
?ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال : ( من قال أنا أفهم الكتاب والسنه بدون فهم سلف الأمة فهو مبتدع ضال)
?فكيف بمن سفه علماء الأمة سلفا وخلفا، وقال بوجوب مراجعة قواعد الفنون وأصولها وضوابطها، وأن الدين مختطف من قبل متشددين، وصفهم بأنهم منغلقون ناقلون ناسخون لمن سبقهم، بعيدون عن التحقيق في العلم، وأنه لا يوجد فقهاء محققون، ودعا القيادات السياسية لفرض هذا الدين الجديد.
فأي جناية على الإسلام والمسلمين أعظم من هذه الجناية الموجبة لتعزير من عبث بدين هذه الأمة، وسفه علماءها، وتلاعب بدينها، وجعله خاضعا لفهم كل أديب ومبطل وزنديق، مع توبة صادقة تجُب هذه الأباطيل.
?وفي الختام أذكر بقول الله عزوجل: ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) ) النساء.
?وسبيل المؤمنين هو منهج السلف الماضين، فمن سلكه نجا، ومن شاق الله ورسوله ولاه الله ما تولى وضل وغوى.
♦وبقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) ﴾. التوبة.
?والصادقون؛ هم الصحابة وتابعوهم بإحسان إلى يوم الدين.
?وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ” . رواه البيهقي، والطحاوي في مشكل الآثار، وصححه الإمام الألباني رحمه الله.
✍ كتبه
سعـيِّـد بن هليِّــل العُمر
25 / محرم / 1440هـ