عندما تؤدى صلاة التراويح مباشرة بعد صلاة العشاء، وليس هناك وقت لأداء راتبة العشاء، سوى وقت قصير لأذكار دُبر الصلاة، فهل يصح تأديتها بعد صلاة التراويح بعد الوتر، وما آخر وقت لتأديتها؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
عندما تؤدى صلاة التراويح مباشرة بعد صلاة العشاء، وليس هناك وقت لأداء راتبة العشاء، سوى وقت قصير لأذكار دُبر الصلاة، فهل يصح تأديتها بعد صلاة التراويح بعد الوتر، وما آخر وقت لتأديتها؟
يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: من لم يُصلِّ راتبة العشاء بعد الصلاة وقبل التراويح، فإنَّ له أن يصلِّيَها بعد الوتر، وذلك لأن وقت راتبة العشاء كوقت صلاة الفجر، تمتد على أصح قولَي أهل العلم إلى دخول وقت صلاة الفجر.
ويدل لذلك حديث أبي قتادة في صحيح مسلم: «ليس في النوم تفريط، وإنما التفريط على مَن ترك الصلاة حتى يأتي وقت الأخرى».
فدل ذلك على أن الأصل في الصلوات أنها متصلة ما أن يخرج وقت هذه الصلاة إلا ويدخل الأخرى، إلا بدليل خاص، ومن ذلك: كصلاة العشاء مع صلاة الفجر.
فإذًا وقت صلاة العشاء على أصح قولي أهل العلم ممتدٌ إلى دخول وقت صلاة الفجر، فعلى هذا له أن يصلِّي هذه الراتبة إلى هذا الوقت.
ولو أوتر فإن له أن يصلي بعد ذلك، كما ثبت عن صحابة رسول الله ﷺ، كعثمان وغيره، أنهم جوّزوا الصلاة بعد الوتر؛ بل ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة: «أن النبي ﷺ صلَّى بعد الوتر ركعتين – صلى الله وعليه وعلى آله وصحبه وسلم-».
فالمقصود: أن له أن يصليها ولو بعد الوتر.