قواعد قرآنية ونبوية معينة على سلامة الصدر وحسن الخلق

حمد بن عبدالعزيز العتيق

بسم الله الرحمن الرحيم

قواعد قرآنية ونبوية معينة على سلامة الصدر وحسن الخلق

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن من أعظم النعم على العبد سلامة صدره لإخوانه والعفو والصفح والمغفرة عنهم وحسن الخلق معهم، لاسيما فيما بين الدعاة وطلبة العلم.

وإن من أعظم ما يعين العبد على ذلك العلم بأربع قواعد ذكرها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- والعمل بها:

[ 1 ] أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. «من تواضع لله رفعه». رواه مسلم.

فإذا تركت حب العلو فوق إخوانك والرئاسة عليهم لله أو تركت الانتقام من المخطئ أو الظالم لله عوضك الله خيراً مما تركت.

[ 2 ] عامل الخلق كما تحب أن يعاملك رب الخلق، {وَلِيَعْفُوْا وَلْيَصْفَحُوْا أَلَا تُحِبُّوْنَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ}، وكلنا ذاك المقصر في حق ربه ويرجو عفوه ومغفرته، ومن أعظم الطرق لذلك العفو والمغفرة والصفح عن إخوانك.

[ 3 ] يعامل الله العاصي بنقيض قصده. {وَلَا يَحِيْقُ الْمَكْرُ الْسَّيِّءُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}، فمن تكبر على إخوانه وضعه الله، ومن أراد العلو عليهم أذله الله.

[ 4 ] يجازي الله عبده المطيع بأحسن مما يتوقع الناس أو بأحسن مما اعتاد عليه الناس. «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً». رواه مسلم.

‏فما يظنه بعض الناس أن العفو والمغفرة والصفح عن إخوانه سبب لذله أوذهاب حقه إنما هو من وحي الشيطان بلانة العفو ‏والصفح والمغفرة أعظم أسباب العز والرفعة في الدنيا والآخرة.

وأخيراً:

من أعظم الأسباب لبلوغ هذه المراتب العظام: دعاء الله وحده والمداومة على ذلك في كل ليلة كما روى مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأرضاه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، ((وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ))، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ».

فَاللهُم اهْدِنَا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه/

أخوكم حمد بن عبد العزيز العتيق

الرياض حرسها الله

١٩ / ١٢ / ١٤٣٩هـ


شارك المحتوى: