كثير من الناس عندما تنصحه، يقول: ما لكم شغل بي، أنا حُرٌّ، أفعل ما أريد، هل هذا معناه أنه ليبرالي؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
كثير من الناس عندما تنصحه، يقول: ما لكم شغل بي، أنا حُرٌّ، أفعل ما أريد، هل هذا معناه أنه ليبرالي؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: إنه ينبغي أن يعرف ما معنى لليبرالية، الليبرالية هي: تعني الحرية، فيقولون: إن كل إنسان حر في أن يفعل ما يشاء، بشرط ألا تتعدى حريته إلى حرية الآخرين، فمثلًا إذا تراضى رجل وامرأة على الزنا، فلهم أن يفعلوا ذلك، لكن ليس لرجل أن يغتصب امرأة وأن يزني بها، لأن حريته تعدت إلى حرية هذه المرأة، وألزمها بأمر لا تريده.
ومبدأ الليبرالية مبدأ كفر؛ لأنه قائم على إنكار كل نص فيه الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فإن الليبرالي لا يسمح لك أن تنكر عليه بزعم الحرية.
وأيضًا مبدأ الليبرالية قائم على الكفر بالآيات والأحاديث التي فيها إقامة الحدود على الزاني إلى غير ذلك، بحجة أنهما إذا تراضيا فلهما أن يزنيا، وهذا مخالف للنصوص الشرعية التي جاءت بإقامة هذه الحدود على أمثال هؤلاء، وإلى غير ذلك.
فإذا تبين أن الليبرالية ضلال وكفر، فإن مما يؤسف أن ترى بعض المسلمين يزعم أنه ليبرالي، ويظن أن معنى الليبرالية الثقافة، فيظن أنه إذا قال: إني ليبرالي، أي: إني رجل مثقف، وهذا من الجهل، ومن تتبُّع سنن الكفار – عافاني الله وإياكم-.
فينبغي للمسلم أن يكون ذا عزة، متمسكًا بدين الله، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وألا يتشبث بأمثال هذه الأمور، فإن حقيقة الليبرالية كفر في دين الله، من تبني الليبرالية وهو يعرف حقيقتها فقد وقع في الكفر الأكبر – عافاني الله وإياكم-.
ويستطيع أن يكون الرجل مثقفًا، وليعبِّر عن نفسه بأنه مثقف بدون أن ينتسب لِلِّيبرالية – عافاني الله وإياكم-.
أما قول السائل: أنه إذا نصح الرجل، يرُدُّ على الأصل، فيقول أنا حر، يقول السائل: هل هذا ليبرالي؟
يقال: ليس هذا على الإطلاق، إنْ قال هذا، وهو على تأصيل الليبرالية الذي تقدم ذكره فهو ليبرالي، وإنْ قاله لأجل شهوة ولأمر عارضٍ، فمثل هذا عاصٍ، وليس ليبراليًا.