لقاء تاريخي وعقدي مع العلامة وصي الله عباس
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
لقاء تاريخي وعقدي مع العلامة وصي الله عباس
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته … أما بعد :
فقد منّ الله عليّ مع بعض الإخوة الأفاضل بزيارة شيخنا العلامة المحدث وصي الله عباس في شهر صفر عام 1433هـ في منزله بمكة ، وقد سجلنا لقاءاً تاريخياً وعقدياً ماتعاً، فأحببت نشره ليستفاد منه
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=102022
والشيخ الأستاذ الدكتور وصي الله عباس من مواليد 1367 هـ فقد قارب السبعين من عمره، وهو من المدرسين في الحرم المكي من عشرين سنة تقريباً، يدرس الحديث وعلم المصطلح فقد درس صحيح البخاري والآن يدرس سنن أبي داود، وهو أستاذ مشارك في جامعة أم القرى ، ويدرس يوم الجمعة في الحرم باللغة الأردية يدرس العقائد السلفية وغيرها مما يحتاج إليه الناس .
وقد جالسته غير ما مرة ساعات فرأيت فيه علماً غزيراً، وأدبًا جمًا، وتواضعًا كبيرًا ، وكرمًا عظيمًا ، وذكاءًا وفطنة مبهرة وحباً شديدًا للعلم ومذاكرته .
وهو حي يستقبل طلاب العلم ويرحب بهم، فاهتبلوا الفرصة للنهل من علمه قبل أن يرحل كما رحل غيره من رجال العلم وأئمته في هذا الزمن .
ومن كلمات العلامة مقبل الوادعي – رحمه الله – لما زار مكة ولقى الشيخ وصيًا في إحدى المجالس الحافلة بالحضور قال: دخلت مكة فما وجدت فيها أعلم من الشيخ وصي في الحديث . وصدق الله القائل ( وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )
وفي هذا اللقاء فوائد كثيرة منها :
1/ الإشادة بأهل الحديث في الهند وأنهم سلفيون ، وهؤلاء السلفيون قد نسيهم كثير من أهل السنة فقصروا في نصرتهم والوقوف معهم وزيارتهم بل من المؤسف أنهم وقفوا مع خصوم السنة وتركوا أهل السنة.
2/ أن لأهل الحديث مناصرة عظيمة للملك عبد العزيز – رحمه الله – – لأنهم سلفيون وهو سلفي – بخلاف أهل البدع من الهنود فقد كانوا أعداءه وأعداء العقيدة السلفية كأبي الحسن الندوي .
واليوم ترى كثيراً من شبابنا لا يميز بين الهنود والباكستانيين والبنجلاديشيين السلفيين وغيرهم ، بل رأيت كثيراً من الهنود والباكستانيين الديوبندية والبريولية مدعومين من أهل بلدنا بحجة أنهم يُحفظون للقرآن ، لماذا لا تدفعنا إخوة العقيدة ألا نستقبل إلا سلفياً من أهل الحديث دون غيرهم لتحفيظ أبنائنا القرآن ؟!.
3/ أن الدولة السعودية منذ نشأتها وهي دولة دينية سلفية ، فليست دولة علمانية ولا دولة بدعية، لذا ناصرت عقيدة السلف في بلدها ، وطهرت الجزيرة ، ومنها الحرمان من الشرك ووسائله وناصرت السلفيين في العالم ومنهم أهل الحديث في الهند ، ولأنها دولة دينية سلفية ناصرها أهل الحديث ودافعوا عنها بخلاف أهل البدع .
4/ وفي اللقاء بيان كيف أن الملك عبد العزيز – رحمه الله- أصلح بين أهل الحديث لما حصلت بينهم خصومة ، وما أحسن كلمة الملك فيصل – رحمه الله – عن أهل الحديث في الهند : إنهم على خشمي .بل وفيه إثبات أن أهل البدع أهل اختلاس وسرقة لما أخذوا المليونيين التي أعطيت من الملك فيصل لأهل الحديث، في قصة تدل على فجورهم وغشهم عايشها شيخنا وصي الله عباس .
وفي هذا اللقاء من المهمات المنسية ،والصفحات العظيمة المطوية التي ينبغي أن تبرز وتحيا ليتمسك السعوديون بعقيدتهم ويعلموا أن عداء الناس لهم لأجل عقيدتهم ، وأن الصادقين في حبهم في العالم كله إخوانهم في السنة لا أهل البدع ، فتزداد اللحمة والترابط في العقيدة السلفية بين أبناء المسلمين في الداخل والخارج لا في مجرد الإسلام العام .
أسأل الله أن يزيد أهل الحديث في الهند وباكستان وبنجلاديش قوة وتمسكاً بالعقيدة السلفية ، وأن يوفق أهل السنة في بلادنا والعالم كله لنصرتهم دون أهل البدع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
5 / 10 / 1433 هـ