لماذا تهرب الحركيون من برنامج حراك ؟؟
د. عبدالله بن محمد المدني
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا تهرب الحركيون من برنامج حراك ؟؟
قبل أيام شاهد الكثير حلقة برنامج حراك بعنوان ” غلاة الطاعة ” استضاف الدكتور / عبدالعزيز قاسم فيها الدكتور / عبدالعزيز الريس , وومما استغربه الجميع عدم مشاركة رؤوس الحركيين الذين يستعملون هذا اللقب أو ما يشابهه , فامتنعوا عن المشاركة مع أنهم يخوضون فيما يتعلق بهذا الموضوع ليل نهار , وكثير منهم يخالف في أصل الطاعة لحكام المسلمين , ومع هذا لم يجرؤ أحد منهم للمداخلة ليبين أن أهل السنة السلفيين الذين يسميهم أعداؤهم “الجامية” خالفوا دين الإسلام في هذا الأمر , إلا د.الفنيسان الذي كشفت مداخلته عوار الحركيين , وأنهم لا يملكون حججا ولا علما ولا فهما ولا حسن أدب في الحوار .
ولعل السبب في تهرب الحركيين هو ما قاله الله – عز وجل – ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) , فالحركي يعلم أنه معدم من نصوص الكتاب والسنة , والسلفي كل اعتماده على نصوص الكتاب والسنة, فكيف يواجهه الحركي وهو خال من هذا المعين الصافي ؟ فإذا تمت المواجهة فسيفتضح أمره ولا شك .
ولكن الذي تعجبت منه أن الحركيين اعتذروا عن عدم مشاركتهم بعذر هو أقبح من تهربهم, فلو لم يذكروا هذا العذر لكان أهون , وعذرهم الذي ذكروه هو : خشية كتابة تقارير عليهم تضرهم في أمورهم الدنيوية , وهذا مع أنها كذب على الدولة وأجهزتها , فإن الدولة ليست بهذا المستوى الذي يصورونه ويعتقدونه , فهو عذر قبيح جدا ويبين ذلك ما يلي :
1- أنهم يكتبون في معارضة الدولة كثيرا , وينتقدونها , سواء في تويتر أو في اليوتيوب أو غيرها , وبعضهم ينتقد بعض كبار المسؤولين في الدولة , فلو أراد أحد أن يكتب عنهم تقريرا لما انتظر خروجهم في حراك !!
2- أنهم يدندنون دائما أنهم الذين لا يخافون في الله لومة لائم , وأنهم الذين يقولون بالحق وبه يعدلون , وأنهم يتبعهم الملايين من الناس , ومع هذا كله لم يُضَح واحد منهم لبيان الحقيقة ؟ فأين عبدالعزيز الطريفي , والعودة ؟ والعريفي ؟ وناصر العمر؟ و…… , وأين الذين لا يخافون في الله لومة لائم ؟ وأين الذين يصدعون بالحق والعدل ؟
لتعلم أخي القارئ أنها ألفاظ خالية من المعاني , كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا , وصدق من قال :
ستعلم إذا انجلى الغبار …… أفرس تحتك أم حمار
3- أنهم يحثون الناس على التضحية بأرواحهم في الثورات , وهم لا يملكون المغامرة والتضحية بأنفسم في كلام وقول قد يعاقبون عليه وقد لا يعاقبون ؟؟
4- أن الكلام في البرنامج عن مسائل علمية فيستطيع المداخل أن يبين الخلل في عقيدة مخالفه بذكر مثال أو مثالين دون التعرض لمسؤول أو حاكم , لكن كما قلت لك أن القوم ليس عندهم حجج يظهرونها أمام الناس .
ومما سبق يتبين أنه في الحقيقة عذر حركي أقبح من ذنب .
وهذا الأمر – ولله الحمد – فضح أمرهم عند الناس على اختلاف طبقاتهم , فالكل يسأل لماذا فروا عند المواجهة ؟ والكل يقول : لو كان عندهم حجج وبراهين لما سكتوا .
وإني بهذه المناسبة أشكر الدكتور عبدالعزيز قاسم الذي ساهم في نشر هذه الحقيقة .
وأود التنويه إلى ما زعمه موسى الغنامي حيث زعم أنه كان يود أن يداخل , وأن الذي منع من ذلك هو الدكتور عبدالعزيز الريس , مع أن الدكتور قاسم بين في بداية الحلقة أن الدكتور الريس لا يعلم من هم المداخلون ؟ فكلام الغنامي يحتمل أمرين :
1- إما أنه يكذب الدكتور قاسم في كلامه , وهذا يبين لك سوء خلق الغنامي حيث يكذب أخاه المسلم دون دليل .
2- وإما أنه هو الكاذب في دعواه هذه , وهذا أمر خطير , فإذا كذب على رجل في السعودية , فكيف نصدقه في أخبار سوريا ونأتمنه عليها ؟
عموما أقول للغنامي إن كان في جعبتك شيء فأخرجه , إما بمقال , أو مقطع صوتي, أو تغريدات في تويتر , مع أني متأكد أنك لن تفعل , لأنه ليس عندك إلا التهم والدعاوى الخالية من الحجج والبينات .
وختاما أحذر كل مسلم ومسلمة من أن يتلاعب بهم هؤلاء الحركيون , فهم يقودون أتباعهم إلى ما فيه مضرة في دينهم ودنياهم .
وأسأل الله بمنه وكرمة أن يهدي ضال المسلمين , وأن يكفينا والمسلمين شر به شر , وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه , ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل .
كتبه
عبدالله محمد المدني
عفا الله عنه وعن المسلمين