لو كان الصادق المهدي موفقاً لقال ـ وهو يخاطب مسيرته النسائية ــ ما يلي
د. عارف بن عوض الركابي
لو كان الصادق المهدي موفقاً لقال ـ وهو يخاطب مسيرته النسائية ــ ما يلي :
د.عارف عوض الركابيfdm221@hotmail.com
لقد نشرت مجموعة من الصحف في يوم الخميس غرة ربيع الأول عام 1430هـتصريحات الصادق المهدي التي نشرها من خلال ما سُمِي بمؤتمر المرأة بحزبه !! وتضمنت تلك التصريحات : وصفه بأن لبس المرأة للنقاب هو إهانة لكرامتها وطمس لهويتها وتنازل عنها!! ودعوته لإزالة كل أشكال التمييز ضد المرأة ومطالبته باسترداد حقوق المرأة الضائعة حسب زعمه !! ودعوته لمحاربة ما سماه بالاستعلاء الذكوري !! ودعوته لقبول اتفاقية “سيداو” وهلم جراً!!
هذا ما تفوه به الصادق المهدي وهو يقود ـ حسب ما نشر بالصور في الصحف ـ مسيرة نسائية هادرة علت فيها أصوات النساء المشيرات والملوحات بأيديهن في تفاعل كبير مع قائدهن (الإمام) الذي توسطهن ولم يكن لهن إمام!! كما قد توسطهن وهو في غاية البهجة في منصة قاعة الصداقة !!
ولا بد من وقفات مع هذا الحدث وهذه التصريحات ، فأقول :
الوقفة الأولى : لو كان الصادق المهدي موفقاً لقال ــ في ذلك الوقت وتلك اللحظات ــ ما يلي :
ــ لو كان موفقاً لقال : إن البلاد تعاني من فساد في الأخلاق وتفشي لظواهر غريبة على المجتمع السوداني مثل: تبرج النساء وسفورهن ولبس الضيق من الملابس التي تصف العورة وغير ذلك ، فلنتكاتف جميعاً للتقليل والقضاء على هذه الظواهر التي لا يقرها الشرع ولا المروءة.
ــ ولقال : إن كثيراًُ من دور التعليم والجامعات وأماكن العمل والشوارع وُجِد بها الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء ، مما أدى ويؤدي إلى الوقوع في الفواحش، وهذا الاختلاط نهى عنه الشرع ، فلنسع جميعاً في توعية الشباب والفتيات والنساء والرجال ، حتى يبتعدوا عن هذا المنكر العظيم .
ــ ولقال : إن خطورة هذا الاختلاط مما لا تخفى على جاهل فضلاً عمن له ذرات من علم، وإننا بحاجة إلى البعد عن ذلك حتى تنزل علينا رحمة أرحم الراحمين ويشملنا بلطفه سبحانه.
ــ ولو كان ابن المهدي موفقاً لقال : إن إحصائيات ما عرف بـ (الزواج العرفي) نُشِرَت في الصحف وقد فاقت الآلاف!! وإنه الزنا الذي جاءت النُذُر بالعقوبات الشديدة للأقوام الذين ينتشر بينهم. ولقال : إن من المؤسف أن تنتشر هذه الجريمة في أوساط من تعرف بالطبقة المستنيرة وهم بعض طلاب وطالبات الجامعات ، وبعض أصحاب الوظائف.
ــ ولو كان قائد مسيرة النساء موفقاً لقال : إن من المحزن والذي تتقطع له القلوب أن يوجد في قلب عاصمتنا (دار رعاية اللقطاء بالمايقوما) ، وتستقبل كل يوم العشرات من اللقطاء ، في مناظر تخيف المطلع عليها من أن يُخْسَف بنا وقد جاء التحذير النبوي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سألته أم المؤمنين زينب رضي الله عنها : “أنهلك وفينا الصالحون ؟! قال نعم إذا كثر الخبث ” رواه البخاري ومسلم وغيرهما . وقد فسر بعض العلماء الخبث بأنه : (أولاد الزنا) كما في شرح ابن بطال على صحيح البخاري (16/8) وشرح النووي على صحيح مسلم (9/257) وتنوير الحوالك شرح موطأ مالك (1/714) وقال الحافظ ابن عبد البر المالكي في الاستذكار (7/509) والتمهيد شرح الموطأ (9/106) : (والخبث في هذا الحديث عند أهل العلم أولاد الزنا وإن كانت اللفظة محتملة لذلك ولغيره) .
ــ ولو كان الصادق المهدي موفقاً لنشرت عنه الصحف أنه ينادي ويقول : لنُحَكِّم القرآن العظيم وسنة النبي الكريم ومنهج الصحابة والتابعين ولتتأسى المرأة المسلمة بأمهات المؤمنين ، ولما دعا إلى قبول ـ بل وبغير تحفظ ـ اتفاقية “سيداو” التي هي من مخططات اليهود والنصارى وصيغت بأقلام مفوضية المرأة بالأمم المتحدة !!! ولو كان موفقاً لقال : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
ــ ولو كان موفقاً لقال لمن جمعهن من النسوة صاحبات المسيرة الهادرة : لقال لهن إن رب العالمين سيدكن الذي خلقكن خاطبكن بقوله : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) .
هذا وغيره مما كنا نتمنى أن ينشر عن الصادق المهدي بدلاً مما قاله ونشر عنه.
علماً بأنه لو قال ما نتمناه له لكان خيراً لنفسه ، لأن كلامه إن أصاب أو أخطأ ليس له قليل تأثير أو كثير ، وذلك لأنه لا يختلف اثنان في أن الصادق المهدي لا يعتبر مرجعاً للإفتاء ، ولا جهة يعرف من خلال طرحها الحلال والحرام والخطأ من الصواب ، ولم ينتظر منه المسلمون عموماً والمرأة خصوصاً أن يبين لهم ما يحل وما يحرم فضلاً عن أن يطالب بحقوق المرأة الضائعة حسب زعمه!!
الوقفة الثانية : هجوم الصادق المهدي على النقاب يحتاج بسط ووقفة طويلة إلا أني أختصر فأقول :
هل النقاب هو مادة في دستور حزب من الأحزاب ؟ أم لائحة من لوائح بعض الجماعات ؟ أم فكرة جادت بها قريحة عالم من العلماء ؟ أم هو استحسان شيخ من الشيوخ ؟!!
ليعلم الصادق المهدي أن النقاب وهو تغطية وجه المرأة (حكم شرعي) وردت بشأنه النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ، وعملت به الأمة الإسلامية منذ عهد النبوة وإلى يومنا هذا ، وسأشير إلى شيء مما قلت وأحيلك إلى بعض المراجع لتطلع على ما قيل في ذلك ، فإن مثلك ــ وفي هذا العمرــ يُحْرَص على أن تكون مفاهيمه موافقة للشرع الذي جاء في الكتاب والسنة وذلك هو سبيل النجاة .
ـ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/337) : (إن العمل استمر على جواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال).
ـ وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (15/372) : (كانت نساء المؤمنين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحرة تحتجب ، والأَمَة تبرز) أي أن الحرة تغطي وجهها والأمة لا تغطيه.
ـ وقال ابن رسلان كما في عون المعبود شرح سنن أبي داود (4/106) : (اتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات) .
ـ وقال أبو حامد الغزالي في الإحياء (1/729) : ( لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه ، والنساء يخرجن منتقبات أو يمنعن من الخروج).
هذه النقول من هؤلاء العلماء ــ وغيرها كثير جداً ـ يتبين من خلالها أن لبس المرأة للنقاب هو الذي عليه العمل في المجتمع الإسلامي ، لا كما يقول الصادق المهدي أثناء قيادته مسيرته النسائية.
وأما النصوص الشرعية والتي تبين وجوب لبس المرأة للنقاب فهي كثيرة منها :
1ــ قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) سورة الأحزاب (59).
وقد ساق ابن جرير الطبري في تفسيره (22/45) وغيره بسند صحيح عن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال في تفسير هذه الآية : (أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عيناً واحدة).
هذا تفسير ترجمان القرآن ، وإن المؤمنين ونساءهم في غنى عما ادعاه قائد مسيرة النساء!!
يقول ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسير هذه الآية (6/470) : «يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر النساء المؤمنات خاصة أزواجه وبناته لشرفهن بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية ، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويُبدين عيناً واحدةً».
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في تفسيره أضواء البيان (6/586) في تفسير هذه الآية: «ومن الأدلة القرآنية على احتجاب المرأة وسترها جميع بدنها حتى وجهها، قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) فقد قال غير واحد من أهل العلم إن معنى (يدنين عليهن من جلابيبهن) أنهن يسترن بها جميع وجوههن ولا يظهر منهن شيٌ إلا عيناً واحدة تبصر بها، وممن قال به ابن مسعود، وابن عباس، وعبيدة السلماني وغيرهم».
2ــ وقال الله تعالى : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) سورة النور(31).
ساق الإمام البخاري في صحيحه في باب (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) بسنده حديث رقم (4758و4759) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (يرحم الله نساء المهاجرات الأُوَل ، لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن به).وفي رواية قالت رضي الله عنها : (لما نزلت هذه الآية (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) أخذن أُزُرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها).
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه لهذا الحديث في فتح الباري (8/490) : (قوله فاختمرن أي غطين وجوههن ، وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر ، وهو التقنع).
وقال العلامة الشنقيطي في تعليقه على حديث عائشة رضي الله عنها في أضواء البيان (6/595) : (وهذا الحديث الصحيح صريح في أن النساء الصحابيات المذكورات فيه فهمن أن معنى قوله تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) يقتضي ستر وجوههن وأنهن شققن أزرهن فاختمرن أي سترن وجوههن بها امتثالاً لأمر الله).
3ــ ومن الأدلة من القرآن الكريم قوله تعالى :(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)سورة النور(31).
فإن الله تعالى نهى المرأة من أن تضرب برجلها فيعلم ما تخفي من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل.
فأيما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالاً بقدم المرأة لا يدري ما هي؟ وما جمالها ؟ أشابة هي أم عجوز؟ أيما أعظم فتنة هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلئ نضارة وحسناً ؟!
وأما الأحاديث النبوية التي تدل على ستر المرأة لوجهها فهي كثيرة أيضاً ذكرها العلماء في مظانها ، وبينوا أوجه الاستشهاد بها ، مثل حديث جواز نظر الخاطب لمن أراد خطبتها ، وحديث نهي المرأة المحرمة من لبس النقاب في حال الإحرام ، وستر النساء المحرمات لوجوههن بخمرهن إذا مر بهن الركبان، وغيرها من النصوص التي تلقتها الأمة بالقبول وسلمت لحكم الشرع بها تسليماً كريماً.
ولتراجع الآيات الواردة في سورة الأحزاب والنور وغيرهما ، وليرجع إلى تفسيرها في كتب التفسير المعتبرة ، ولتراجع الأحاديث الواردة في الصحاح والسنن، وليرجع في فهم تلك الأحاديث إلى شروح الأئمة لها.
الوقفة الثالثة : ما قاله الصادق المهدي في النقاب شاذ ساقط ، وخروج عن قولي العلماء المتقدمين والمتأخرين:
والأمانة العلمية تقتضي أن أبين أن من المعلوم بين أهل العلم المتقدمين والمعاصرين أن للعلماء في مسألة وجوب تغطية الوجه قولان:
الأول : يرى وجوب تغطية الوجه وهو القول الصحيح والراجح، والقول الثاني : يرى الاستحباب.
وكما قلت فإن القول الذي تسنده النصوص التي ذكرتُ بعضها هو القول بالوجوب ، والقول الثاني قال به بعض أهل العلم ، فالأمر دائر بين الوجوب (وهو الراجح) وبين الاستحباب عند أهل العلم ، وكلا الفريقين متفقان على وجوب ستر المرأة وجهها عند عدم الأمن من الفتنة، ولم يقل أحد ممن يعتد بهم من أهل العلم أن تغطية وجه المرأة إهانة لها أو إلغاء لهويتها !!
وعليه ؛ فإن قول الصادق المهدي قول مردود وساقط ولا اعتبار له ، ولا يعدو أن يكون فقيقعة صابون لم تبلغ شبراً من مكان انبعاثها.
وقد كثرت في زماننا هذا العجائب والشواذ حتى- للأسف- بتنا لا نستغرب ذلك ، كما لا نستغرب الجرأة في طرح تلك الغرائب والطوام وعبر وسائل الإعلام ، وإلى الله المشتكى .
الوقفة الرابعة : وأما قول الصادق المهدي : “إن النقاب يلبسه المجرمون” !!
فأقول : لعل الاندفاع والحماس ونشوة الهتافات والمسيرة الهادرة كانت من أسباب تفوه زعيم حزب الأمة بهذا الهراء ، ولو أعاد وتدبر مرة ومرتين قوله هذا لعلم فساده بنفسه ، ولا يحتاج قوله إلى كلفة لرده وإبطاله وإنما حكايته فقط تكفي في رده .
ولكن لا بأس من ضرب هذا المثل : إذا لبس شخصٌ لبس الشرطة أو الجيش وانتحله واستغله في فسادٍ قام به ، فهل الإساءة لذلك اللبس بذلك التصرف يصح مبرراً للمطالبة بإلغاء الزي المميز للعسكريين خشية أن يسيء أحد استعماله ؟!! وعلى هذا المثال فليقس .
لقد انعكس الحال وللأسف !! لقد كان المنافقون في المدينة أفقه وأعقل من بعض أهل زماننا ، حينما كانوا يتجرأون على السافرة ، فإذا أُخذوا في ذلك قالوا ــ تخفيفاً لجريمتهم ــ حسبناها أمة ، لأنهم فهموا من المبالغة في التستر أن صاحبتها عفيفة محصنة.
كان الأولى بزعيم حزب الأمة أن يستشعر أن قدوة المؤمنات العفيفات اللائي يلبسن هذا اللباس هن أمهات المؤمنين كأم سلمة وسودة وعائشة وحفصة وزينب رضي الله عن جميع زوجات نبينا الكريم أمهات المؤمنين.
لقد تأذت كثير من النساء المؤمنات الصالحات وأزواجهن وآباؤهن وأبناؤهن وإخوانهن مما قلت يا زعيم المسيرة النسائية الهادرة ، وبلغنا عن الكثيرات والكثيرين ممن رفعوا أيديهم بالدعاء فقد أُوذوا أذية كبرى بغير ما اكتسبوا، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) سورة الأحزاب (58).
وهل هناك أذية للمؤمنين والمؤمنات أبلغ من إيذائهم في دينهم ؟!!
الوقفة الخامسة : ليعلم الصادق المهدي وليعلم من ألقى خطبته فيهن من النساء أن الإسلام بتشريعه الكامل قد كفل حقوق المرأة التي لم يكن واحد بالمائة منها موجوداً لدى العرب أو الرومان أو الفرس أو اليونان أو الهنود أو غيرهم من الأمم قبل الإسلام ، ولا من الأمم الكافرة اليوم، وقد حفظ لها الإسلام حقوقها وأكرمها أيما إكرام ، أكرمها أماً وزوجة وبنتاً وأختاً وخالة وعمة ، وذلك ـ بفضل الله تعالى ـ معلوم من الدين بالضرورة .
وإذا كان الأمر كذلك فنقول للصادق المهدي : لسنا بحاجة إلى (مدونتك البديلة) التي ادعيتها لإنصاف المرأة !! وليست النساء المسلمات بالسودان في انتظار توجيه منك بشأن حقوقهن أو إعادة هويتهن ، وإن كان لديك وقت وجهد فننصحك بالاجتهاد في معرفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون وأئمة هذا الدين المشهود لهم بالخيرية (والمجمع) على (إمامتهم) .
ثم إن وُفِقْتَ لذلك فعليك بالاجتهاد في جمع أتباع حزبك الذين انقسموا لأحزاب متناثرة، و(كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) تجمعهم على الكتاب والسنة لا على (سيداو) أو غيرها من زبالات أفكار أشباه القردة والخنازير من المغضوب عليهم اليهود، أو الضالين النصارى .
الوقفة السادسة : وصف الصادق المهدي حديث أن النساء ناقصات عقل ودين وأنهن أكثر أهل النار بــ (أحاديث الفقه الذكوري)!! وكما جاء في صحيفة “الرأي العام” (بأن الصادق المهدي أفتى بعدم صحة الحديثين) !!
وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما والإمام أحمد في المسند والترمذي وابن ماجه والبيهقي في سننهم والحاكم في المستدرك وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما وغيرهم ، وقد بلغ أعلى درجات الصحة .
وهو (حديث نبوي قاله الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ) وليس (حديث فقه ذكوري) كما يهرف الصادق المهدي.
وأطالب ــ كما طالب كثيرون غيري في الأيام الماضية ــ الصادق المهدي بالإسراع في إعلان التوبة إلى الله تعالى والرجوع عما قال في تلك التصريحات المنكرة الآثمة ، والتوبة من رده لهذا الحديث بكل بجاحة وسخرية ـ والعياذ بالله ــ فإنه بذلك يسخر من النبي الكريم ومن شريعة رب العالمين، وهو أمر بالغ في الخطورة ولا تخفى الأحكام التي تترتب عليه.
وكان الله في عون هذا البلد الذي كثرت جراحه ، وفي عون أهله وأصلح الله حالهم و(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).