ما الذكر الذي يصحُّ قوله عند الإفطار؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
ما الذكر الذي يصحُّ قوله عند الإفطار؟
يقال جوابا على هذا السؤال: قد جاء فيما روى أبو داود والدارقطني وغيرهم أنه يقال عند الإفطار: «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت» إلى آخره.
لكن هذا الحديث لا يصح عن النبي ﷺ وقد بيَّن ضعفه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه “التلخيص الحبير”، وكذلك بيَّن ضعفه العلامة الألباني، وغيرهما من أهل العلم.
ومما رُوِي عن النبي ﷺ ما رواه أبو داود والنسائي في “الكبرى” من حديث ابن عمر أن النبيﷺ: «كان إذا أفطر، قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله».
لكن هذا الحديث – والله أعلم- أيضا لا يصح عن النبي ﷺ؛ فإن الراوي عن ابن عمر هو مروان بن سالم بن مقفع، ولم يوثِّقه معتبر، وإنما ذكره ابن حبان في الثقات، ومن المعلوم أن توثيق ابن حبان لا يُعتدُّ به؛ لأنه يوثِّق حتى المجاهيل كما يَعرِف ذلك مَن عَرَف عِلْم الحديث.
فعلى هذا الذي يظهر – والله أعلم- أن هذا الحديث لا يصح عن النبي ﷺ؛ لأن مروان بن سالم المقفع مجهول جهالة حال، فعلى هذا الذي يظهر – والله أعلم- أنه لم يصح عن النبي ﷺ ذِكرٌ يقال عند الإفطار.
ومثل هذا أيضا يقال: لم يصح عن النبيﷺ أن الدعاء يُستَجاب عند الإفطار، وما جاء في ذلك من أحاديث من: «أن دعوة الصائم تستجاب عن فطره»؛ فإن هذه الأحاديث لم تصحّ عن رسول الله ﷺ ، كما بيَّن ذلك العلامة الألباني رحمه الله تعالى.