ما حكم تعدد الجماعة في مسجدٍ واحد، خاصة المساجد التي في طريق المسافرين؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
ما حكم تعدد الجماعة في مسجدٍ واحد، خاصة المساجد التي في طريق المسافرين؟
ينبغي أن يُعلم: أن المساجد التي في طريق المسافرين ليست داخلة في خلاف العلماء في تكرار الجماعة في المسجد، كما أفاد ذلك الشافعي، وأيضًا المسجد الذي ليس له إمامٌ راتب ليس داخلًا في هذه المسألة بإجماع أهل العلم كما ذكر النووي في كتابه “المجموع” وإنما الذي يدخل في هذه المسألة هو المسجد الذي يكون في غير طُرق السفر، في أماكن سكن الناس وله إمامٌ راتب.
وقد اختلف العلماء على قولين:-
القول الأول: بإباحة تكرار الجماعة.
والقول الثاني: بكراهيته.
والقول الأول هو الصواب وهو قول أكثر أهل العلم كما أفاد ابن رجب في شرحه على البخاري، وهو قول أنس كما في البخاري وثبت عن جماعة من التابعين كالحسن وأبي قلابة والنخعي ومحمد بن القاسم وحماد بن أبي سُليمان وغيرهم.
فلذا الأظهر والله أعلم: أنه يصح تكرار الجماعة في مثل هذه الصورة، والمساجد التي على طريق المسافرين من باب أولى كما تقدم، لاسيما وليس هناك دليل يمنع من تكرار الجماعة في المساجد، والأصل هو الجواز، وقد دل على ذلك فعل أنس وهو صحابي وبعض الأدلة.