ما رأيكم في كتاب “سبل السلام شرح نواقض الإسلام” للإمام ابن باز-رحمه الله تعالى- حيث جُمِع هذا الشرح من كتبٍ متفرقة، إذ لو كان لم يكن كذلك ما طرحنا هذا السؤال خاصَّة، و قد أخبرني أحدُ باعة الكتب في الرياض أن وزارة الإعلام سَحبَت هذا الكتاب من السوق، أرجو الإفادة.
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
ما رأيكم في كتاب “سبل السلام شرح نواقض الإسلام” للإمام ابن باز-رحمه الله تعالى- حيث جُمِع هذا الشرح من كتبٍ متفرقة، إذ لو كان لم يكن كذلك ما طرحنا هذا السؤال خاصَّة، و قد أخبرني أحدُ باعة الكتب في الرياض أن وزارة الإعلام سَحبَت هذا الكتاب من السوق، أرجو الإفادة.
يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: إني لم أطَّلع على هذا الكتاب، بمعنى: لم أقرأه، لكن رأيت من قدَّم له، وهو رجلٌ معروف بغُلُوِّه في باب التكفير، وهو الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف، وقد سبق ورددت عليه في “موقع الإسلام العتيق” في رَدَّين متفرقين فيما يتعلق بالسمع والطاعة وجفائه في هذه المسألة، وأيضًا رددت عليه في ردٍ آخر فيما يتعلق في غلوه بمسألة الحاكمية.
وأن له كلمات شنيعة مقتضاها أنها لا توجد دولة مسلمة اليوم إلى غير ذلك، فالكتاب لم أطالعه ولم أقرأه، لكن المقدِّم له مَن تقدَّم ذكره.
ولا أعلم أيضًا أنه سُحِب من الأسواق، ولم أسمع هذا.
والأصل في كُتُب ابن باز أنها مقدَّرة في الدولة السعودية ومحترمة، وتنشر وتطبع مجانًا، وتطبعها الجهات الحكومية وغيرها، ويطبعها كثيرون ممن يريدون الخير ونشر الخير.
وكُتُبه كثيرة في ذلك، لكن موضوع التكفير، وضوابط التكفير محل إشكال، وفيها مدخل لأهل الغلو، وبعض أهل الغلو إذا جمع كلامَ عَالِم في هذا يجمع الكلام المجمَل دُون المفصَّل، أو القديم دون الجديد، أو الكلام الذي نُزِّل على واقعة معيَّنة، فيجعله عامًّا، فلأجل هذا يحصل غُلوٌّ في هذه المسائل.
ومثاله ما قد نبَّه عليه الشيخ ابن سليم والعنقري -رحمهما الله تعالى- ، كما في “الدُّرُر السنِيَّة”وبينوا خَطَّأ من اعتمد على كتاب “الدلائل” للشيخ سليمان بن عبد الله، وكتاب “نجاة الفكاك”للشيخ حمد بن العتيق-رحمهما الله تعالى-.
وبيَّنوا أن هذين الكتابين كانا لحادثةٍ معيَّنة، فلا يصح أن يُعتَمد على هذين الكتابَين، وأن تُبنَى منها القواعد، ويحصل بعد ذلك غلو.
فالمقصود: أن الإمام ابن باز إمامٌ محترَم، ومقدَّر من هذه الدولة حكومة وشعبًا، وهذا يعرفه القاصي قبل الداني.
والأمر الذي بعد هذا: أن مما يروِّع في هذا الكتاب: أن المقدِّم له مَن تقدَّمت الإشارة إليه.
والأمر الأخير أن مسائل التكفير مسائل حساسة، كما تقدَّم الكلام على ذلك، ففرق بين الكلام المتقدم والمتأخر، والمجمل والمفصَّل، والذي قيل في حادثة معيَّنة ثم يأتي بعد ذلك من يعمِّم هذا الكلام.