ما لهم ولمعاوية -رضي الله عنه- ؟!
حمد بن عبدالعزيز العتيق
قال إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل عمن يسب معاوية : ما لهم ولمعاوية؟!
إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله بسوء فاتهمه على الإسلام
]رواه الالكائي في السنة1919بإسناد صحيح[
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فإن من أعظم أسباب الفتنة ووقوع الناس في البدعة، تبني بعض المشهورين في القنوات لبعض أصول المبتدعة من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
ومن هذه الأصول المبتدعة سب أمير المؤمنين وخالهم وكاتب وحي الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وأمير الفاروق عمر بن الخطاب على الشام وكانت خلافته رحمة للمؤمنين، وسماها السلف عام الجماعة لاجتماع الناس فيها وحقن دمائهم.
وقد اتفق السلف على فضله والثناء عليه.
ومن ذلك اتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، وهما من هما في الفضل والصحبة، ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر على تأمير معاوية على الشام لهو أكبر دليل على فضل معاوية واستحقاقه لهذه المنزلة.
قال الذهبي في السير:(حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه.. فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه، وسعة نفسه وقوة دهائه.. وكان محبباً على رعيته، عمل على نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم.)
وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنه قيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه أوتر بواحدة؟ قال:”أصاب إنه فقيه“.
وفي رواية “دعه فإنه صحب رسول الله”. [رواه البخاري 3553[
وكان السلف يرونه محنة أهل البدع، ويبدعون من تكلم فيه وسبه؛ فعن عبد الله بن المبارك رحمه الله قال:(معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شَزْراً؛ اتهمناه على القوم – أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) [تاريخ دمشق59/209[
وسئل الإمام أحمد عن الذي يشتم معاوية أيصلى خلفه ؟
قال : لا يصلى خلفه ولا كرامه . انتهى ] سؤالات ابن هانيء 296[
رورى الخلال أخبرنا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل أيهما افضل : معاوية أو عمر بن عبدالعزيز ؟ فقال : معاوية أفضل ، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله ? أحداً . قال النبي : (( خير الناس قرني الذي بعث فيهم )) . وسنده صحيح.
وعن الإمام النسائي رحمه الله أنه سُئِلَ عن معاوية بن أبي سفيان صاحب رسول الله، فقال: إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية؛ فإنما أراد الصحابة“.
]تهذيب الكمال 1/339-340[
وكانوا يرون الطعن فيه بوابة للطعن في بقية الصحابة رضي الله عنهم فعن الربيع بن نافع الحلبي رحمه الله قال:(معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب رسول الله فإذا كشف الرجل الستر اجترئ على ما وراءه).[تاريخ بغداد 1/209 ] و أخرجه ابن كثير في ” البداية والنهاية ” (8/139(.
ومما زاد هذه البدعة انتشاراً في أيامنا المتأخرة-أعني سب معاوية والطعن فيه-:
1–ظهور سب معاوية رضي الله عنه في كتب بعض رؤوس الإخوان المسلمين كالمودودي وعبدالقادر عودة:
http://emarati77.wordpress.com/2012/11/01/
الأبعاد-السياسية-للطاعنين-في-معاوية-ر-5/
ومنهم سيد قطب الذي رد عليه أهل العلم في زمانه ومنهم الأستاذ الكبير والأديب الأريب العلامة محمود شاكر، وقد جرى بينهما مساجلات وردود كما تراها هنا:
http://www.anti-ikhwan.com/?p=277
وبين ابن باز فساد كلام سيد قطب في معاوية رضي الله عنه:
http://m.youtube.com/watch?v=2YJd8SPJdrs
2–ومما زاد في ظهور سب معاوية رضي الله عنه البعد السياسي لذلك خلال أيام الربيع العربي والواقع أنه الخريف العربي.
حيث سعى بعض دعاة الربيع المزعوم إلى إسقاط الملكية وكان من طرقهم: الطعن في معاوية لأنه أسس الملكية فتكالبوا على سبه والطعن فيه.
وبعضهم يخاف من الطعن فيه مباشرة فيطعن في بني دولة أمية وملكهم
وإليك نماذج من طعن اتباع الإخوان وقطبهم في هذه الأيام-أيام الخريف العربي والربيع الغربي-:
1–طارق الحبيب : بنو أمية أعادوا عبادة اللات و العزى
http://www.youtube.com/watch?v=vKTyviXVNyU&sns=tw
عبر @youtube
2–العواجي وقلة أدبه مع الرسول والصحابة +تعليق الفوزان
.wmv http://www.youtube.com/watch?v=zfSakraHaNc&sns=tw
عبر @youtube
وهنا رد الفوزان على مقالته
http://m.youtube.com/watch?v=JITcr58e3Ck
3–رد العلامة الفوزان وسماحة المفتي على عائض القرني في نيله من خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
http://www.youtube.com/watch?v=nrUz4ahe5Rg&sns=tw
عبر @youtube
3–المحاولة الفاشلة لحاتم العوني في تجريد معاوية بن أبي سفيان من فضائله باسم محاربة الغلو في معاوية رضي الله عنه وعن والديه، فزعم أنه لا يصح الاحتجاج على فضائله بأنه كاتب الوحي وأنه خال المؤمنين، وقد رد الإمام أحمد على هذا القول؛ فقال الخلال في كتابه السنة: أخبرني محمد بن أبي هارون ، ومحمد بن جعفر ، أن أبا الحارث حدثهم قال : وجهنا رقعة إلى أبي عبدالله أحمد بن حنبل، ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول : إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين ، فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ قال أبو عبدالله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ، ونبين أمرهم للناس . وسنده صحيح.
وأخيراً:هذه بعض فتاوى أئمة أهل السنة في في فضل معاوية رضي الله عنه وحكم سبه أو الطعن فيه.
الشيخ صالح الفوزان
http://m.youtube.com/watch?v=Ve4gHwWZIgQ
وهذا
http://m.youtube.com/watch?v=Zn5LjEUN8Zo
الشيخ عبدالمحسن العباد مقال:معاوية بين المتعسفين والمنصفين
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=2049
اللهم إنا نشهدك وملائكتك أننا نحب معاوية ووالديه وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وأمهما وكل أصحاب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته، اللهم فاجمعنا برسولك وبأصحابه وأل بيته عليهم أجمعين أزكى صلاة وأتم تسليم منك يا رحمن يارحيم.
وأعز اللهم السنة وأهلها واقمع البدعة ورؤوسها وأذنابها.آمين.
كتبه
حمد بن عبد العزيز العتيق
مدير مكتب الدعوة بالعزيزية بالرياض
25–4–1435هـ
تويتر
@HamadAlateq