مختصر حول حكم التهنئة بشهر رمضان

د. حسام بن عبدالله الحسين

مختصر حول حكم التهنئة بشهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

فقد أخرج الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول:[قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم].. صححه الألباني بشواهده.

قال ابن رجب رحمه الله في (لطائف المعارف صـ 279) :
))كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان … ثم ذكر الحديث، وقال:
قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان((..

وأشار لهذا المعنى الشيخ: علي القاري رحمه الله في (مرقاة المفاتيح 394/4)

وقال الإمام ابن باز رحمه الله:
]فإذا فرح به المسلمون، واستبشروا به، وهنأ بعضهم بعضاً في ذلك، فلا حرج في ذلك، كما فعله السلف الصالح].. (فتاوى نور على الدرب 7/16)
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/18690

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
]ورد عن السلف أنهم كانوا يهنئون بعضهم بعضًا في دخول رمضان..
(اللقاء الشهري رقم[70[)
http://zadgroup.net/bnothemen/upload/ftawamp3/mm_070_15.mp3

وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:
]كان السلف يبشر بعضهم بعضاً بقدوم شهر رمضان، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم[..
http://www.alfawzan.af.org.sa/index.php?q=node/7452

ويعضد هذا أن باب التهاني راجع إلى العادات من حيث الأصل، أشار لهذا العلامة السعدي، كما في [فتاويه صـ 348[

وقد نص على جواز التهنئة بشهر رمضان جمع من أهل العلم:

كالعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله كما في شريط له بعنوان: آداب الاستئذان.

وبه أفتت اللجنة الدائمة برئاسة الإمام ابن باز رحمه الله، وعضوية سماحة المفتي آل الشيخ، والعلامة صالح الفوزان حفظهما الله.
]فتاوى اللجنة (7/9) المجموعة الثانية[

والإمام ابن باز أيضاً، كما في [فتاوى نور على الدرب 8/16[

وكذا العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في [اللقاء الشهري رقم[70[[

وليس للتهنئة صفة مخصوصة؛ ذكره العلامة الشنقيطي رحمه الله، وأشار إليه غير واحد كالشيخين: الألباني والعثيمين رحمهما الله ..

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
]يقول مثلاً: «شهر مبارك»، أو «بارك الله لك في شهرك»، أو ما أشبه ذلك، ويرد عليه المهنَّأ بمثل ما هَنَّأَه به؛ فيقول مثلاً: «ولك بمثل هذا»، أو يقول: «وهو مبارك عليك»، أو ما يحصل به تطييب خاطر الْمُهنِّي[..
(اللقاء (70) من «اللقاء الشهري»)..

وقال أيضاً:
]التهنئة بشهر رمضان ﻻ‌ بأس بها، وهي عادة معروفة عند الناس، يَتَّخِذُونها من باب الدعاء، يدعو بعضهم لبعض بهذا، وﻻ‌ بأس به،
وقد ذكر بعض أهل العلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُبشِّر أصحابَه برمضان؛ يقول: “أتاكم رمضان” مبشرًا لهم به،
ولكن كلمة: «كل عام وأنتم بخير» هذه يظهر لي أنهم يريدون الدعاء بهذا، يعني جَعَلَك الله في كل عام بخير،
لكن لو قالوا كلمة أحسن من هذا وأخص، مثل أن يقول: «بارك الله لك في الشهر، وأعانك فيه على طاعته»، وما أشبه ذلك لكان هذا أحسن مِن “كل عام وأنتم بخير”[..
)الشريط (1) من «الجلسات الرمضانية» لعام 1410 هـ(..

وسئل العلامة الألباني رحمه الله:
ما حكم قول كل عام وأنتم بخير؟
فأجاب :
هذه تمتمة لا أصل لها، وحسبك أن تقول مثلًا:
شهركم مبارك، وربنا يعينا على الصيام والقيام والتقوى، أو تقبل الله طاعتكم إلى آخره،
أما اتخاذ ورد معين، أو قول: كل عام وأنتم بخير، فهذا ما له أصل في الشريعة الإسلامية، وهذه تحيه الكفار صارت إلينا نحن المسلمين في غفلة منا.
( سلسلة الهدى والنور [الشريط رقم 323 و الشريط رقم 52[)

وسئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
عن الزيارة لأجل التهنئة، فأفتى بأن ذلك راجع إلى العادات ..
(ثمرات التدوين[رقم 255[)

تنبيه:
من أهل العلم من لايرى استعمال عبارة:[رمضان كريم[..

قال العلامة ابن عثيمين في فتاويه (93/20:(
]هذه الكلمة «رمضان كريم» غير صحيحة، وإنما يقال: «رمضان مبارك» وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً، ووقتًا لأداء ركن من أركان الإسلام[

وذكر العلامة الفوزان أنه لا أصل لها ..
http://www.youtube.com/watch?v=CiSudsLkzPc&feature=youtube_gdata_player

وبعض أهل العلم استعملها في مصنفاته،
وذلك أن لفظة “كريم” تأتي بمعنى فاضل وشريف، فمن استعملها بهذا المعنى فلا تثريب عليه، والمسألة محل اجتهاد، وفيها سعة ..

وقد استفدت في هذه المسألة من مقال مختصر للشيخ: عرفات المحمدي بعنوان:
إتحاف الخلان بإطلاق وصف ( كريم ) على شهر رمضان
http://almhmade.blogspot.com/2012/07/blog-post_08.html?m=1

بلغنا الله وإياكم رمضان في صحة وعافية، وجعلنا أجمعين ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتسابا ً..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جمعه:
أخوكم: حسام بن عبدالله الحسين
السبت 1433/8/24هـ


شارك المحتوى: