من كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة
د. ناصر بن غازي الرحيلي
من كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه كلمات انتقيتها من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تبين شيئا من خطر الرافضة وضلالهم وحماقاتهم ، إذا قرأها السني عرف شدة ضلال الرافضة ، وعظيم بعدهم عن الحق ، فيزداد تمسكا ومحبة للحق وأهله، وبغضا وكراهة للباطل وأهله ، وذلك من أوثق عرى الإيمان كما جاء في الحديث .
وقد كان أصل جمع الكلمات مجموعة رسائل أرسلت في بعض وسائل التواصل الإجتماعي ، وقد رأيت ترتيبها في هذه الورقة كترتيبها في الإرسال أول مرة ، حتى أني جعلت بين كل نقل وآخر مساحة فارغة ليسهل على من أراد إرسال شيء من النقول نسخها متى شاء ، كما أني جعلت لبعض الكلمات عناوين تسهيلا على العامة فهم الكلام ، وتنبيها لهم على الشاهد منه .
وإني أوصي بنشر هذه النقول على الناس، لا سيما العامة منهم .
وأقترح نشرها مع زيادة أمثالها أو مع عدم الزيادة، وجعلها في مطوية توزع على المسلمين ، ومن أراد فعل ذلك فليحتسب الأجر ويفعله ، ولينسب كل الجمع إلى من شاء .
ودونك كلماته رحمه الله :
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (فمن له أدنى خبرة بدين الإسلام يعلم أن مذهب الرافضة مناقض له، ولهذا كانت الزنادقة الذين قصدهم إفساد الإسلام يأمرون بإظهار التشيع والدخول إلى مقاصدهم من باب الشيعة) .
منهاج السنة (٤٧٩/٨) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (والرافضة أمة مخذولة، ليس لها عقل صحيح، ولا نقل صريح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة) .
اقتضاء الصراط المستقيم (٣٥٣/٢) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (الرافضي كلما كبر قبح وجهه، وعَظُمَ شينه، حتى يقوى شبهه بالخنزير، وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك) .
الاستقامة (٣٦٥/١) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (ذم الرافضة في كلام السلف والأئمة كثير جدا، وقد علم العلماء أن أول من ابتدع الرفض في الإسلام بعض الزنادقة المنافقين) .
بيان تلبيس الجهمية (٣٩٥/٥) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : أكاذيب الرافضة لا يرضاها أكثر العقلاء من الكفار!!!
درء تعارض العقل والنقل (٧٢/٧) .
(نفاق كثير من الرافضة)
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (…ولهذا تجد خلقا من الرافضة والإسماعيلية والنصيرية يعلمون في الباطن فساد قولهم، ويتكلمون بذلك مع من يثقون به).
درء تعارض العقل والنقل (٧٧/٧) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن الرافضة : (فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم، وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم، ويعمدون إلى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه، وإلى الكذب المختلق الذي يُعلم فساده يقيمونه؛ فهم كما قال فيهم الشعبي – وكان من أعلم الناس بهم -: “لو كانوا من البهائم لكانوا حمرا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخما” .
ولهذا كانوا أبهت الناس وأشدهم فرية) .
مجموع الفتاوى (٤٧٢/٤) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (الرافضة هم أجهل الطوائف وأكذبها وأبعدها عن معرفة المنقول والمعقول، وهم يجعلون التقية من أصول دينهم، ويكذبون على أهل البيت كذبا لا يحصيه إلا الله، حتى يرووا عن جعفر الصادق أنه قال: “التقية ديني ودين آبائي”.
و” التقية ” هي شعار النفاق؛ فإن حقيقتها عندهم أن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وهذا حقيقة النفاق.
ثم إذا كان هذا من أصول دينهم صار كل ما ينقله الناقلون عن علي أو غيره من أهل البيت مما فيه موافقة أهل السنة والجماعة يقولون: هذا قالوه على سبيل التقية . ثم فتحوا باب النفاق للقرامطة الباطنية الفلاسفة من الإسماعيلية والنصيرية ونحوهم؛ فجعلوا ما يقوله الرسول هو من هذا الباب، أظهر به خلاف ما أبطن، وأسر به خلاف ما أعلن) .
مجموع الفتاوى (٢٦٤/١٣) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (لا يجوز لأحد أن يُنكِحَ موليته رافضيا، ولا من يترك الصلاة، ومتى زوجوه على أنه سني فصلى الخمس ثم ظهر أنه رافضي لا يصلي أو عاد إلى الرفض وترك الصلاة: فإنهم يفسخون النكاح).
مجموع الفتاوى (٦١/٣٢) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن الرافضة : (معاونتهم لليهود أمر شهير، حتى جعلهم الناس لهم كالحمير).
منهاج السنة (٢١/١) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (…ولهذا لا يوجد في أئمة الفقه الذين يرجع إليهم رافضي، ولا في أئمة الحديث ولا في أئمة الزهد والعبادة، ولا في الجيوش المؤيدة المنصورة جيش رافضي، ولا في الملوك الذين نصروا الإسلام وأقاموه وجاهدوا عدوه مَن هو رافضي، ولا في الوزراء الذين لهم سيرة محمودة من هو رافضي.
وأكثر ما تجد الرافضة إما في الزنادقة المنافقين الملحدين، وإما في جهال ليس لهم علم لا بالمنقولات ولا بالمعقولات، قد نشأوا بالبوادي والجبال، أو تحيزوا عن المسلمين فلم يجالسوا أهل العلم والدين، وإما في ذوي الأهواء ممن قد حصل له بذلك رياسة ومال، أو له نسب يتعصب له كفعل أهل الجاهلية.
وأما مَن هو عند المسلمين من أهل العلم والدين، فليس في هؤلاء رافضي لظهور الجهل والظلم في قولهم، وتجد ظهور الرفض في شر الطوائف كالنصيرية والإسماعيلية والملاحدة الطرقية ، وفيهم من الكذب والخيانة وإخلاف الوعد ما يدل على نفاقهم، كما في الصحيحين عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ” «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ” زاد مسلم: ” وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم» ” .
وأكثر ما توجد هذه الثلاث في طوائف أهل القبلة في الرافضة) .
منهاج السنة (٨٠/٢) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (فإنك لا تجد في طوائف أهل القبلة أعظم جهلا من الرافضة، ولا أكثر حرصا على الدنيا.
وقد تدبرتهم فوجدتهم لا يضيفون إلى الصحابة عيبا إلا وهم أعظم الناس اتصافا به، والصحابة أبعد الناس عنه، فهم أكذب الناس بلا ريب كمسيلمة الكذاب إذ قال: “أنا نبي صادق ومحمد كذاب” ، ولهذا يصفون أنفسهم بالإيمان ويصفون الصحابة بالنفاق، وهم أعظم الطوائف نفاقا، والصحابة أعظم الخلق إيمانا).
منهاج السنة (٨٧/٢) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن الرافضة : (فقد عُرِف من موالاتهم لليهود والنصارى والمشركين، ومعاونتهم على قتال المسلمين ما يعرفه الخاص والعام، حتى قيل: إنه ما اقتتل يهودي ومسلم، ولا نصراني ومسلم، ولا مشرك ومسلم ، إلا كان الرافضي مع اليهودي والنصراني والمشرك) .
منهاج السنة (٤٥٢/٣) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن الرافضة وشيوخهم : (وشيوخهم المصنفون فيهم طوائف يعلمون أن كثيرا مما يقولونه كذب، ولكن يصنفون لهم لرياستهم عليهم) .
منهاج السنة (١٦٢/٥) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (ودع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا، فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه، وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قِبَلِ الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنا وشرا، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشر وإيقاع الفساد بين الأمة) .
منهاج السنة (٣٧٢/٦) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (والرافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام، ونقض عراه، وإفساد قواعده، والقدر الذي عندهم من الإسلام إنما قام بسبب قيام الجمهور به).
وقال أيضا عنهم (ولهذا قراءة القرآن فيهم قليلة، ومن يحفظه حفظا جيدا، فإنما تعلمه من أهل السنة، وكذلك الحديث إنما يعرفه ويصدق فيه، ويؤخذ عن أهل السنة .
وكذلك الفقه، والعبادة والزهد والجهاد والقتال إنما هو لعساكر أهل السنة، وهم الذين حفظ الله بهم الدين علما وعملا، بعلمائهم وعبادهم ومقاتليهم) .
وقال كذلك : (والرافضة من أجهل الناس بدين الإسلام، وليس للإنسان منهم شيء يختص به إلا ما يسر عدو الإسلام، ويسوء وليه، فأيامهم في الإسلام كلها سود) .
منهاج السنة (٤١٦/٧) .
الكفار يعرفون أن الرافضة لا يمثلون المسلمين !!!
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (الطوائف الذين ليس لهم من الخبرة بدين الرسول ما لغيرهم إذا قالت لهم الرافضة: ” نحن مسلمون ” يقولون: أنتم جنس آخر).
منهاج السنة (٤١٤/٧) .
(من حماقات الرافضة)
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (وأما سائر حماقاتهم فكثيرة جدا:
– مثل كون بعضهم لا يشرب من نهر حفره يزيد مع أن النبي صلى الله عليه وسلم والذين معه كانوا يشربون من آبار وأنهار حفرها الكفار .
– وبعضهم لا يأكل من التوت الشامي، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه كانوا يأكلون مما يجلب من بلاد الكفار من الجبن، ويلبسون ما تنسجه الكفار، بل غالب ثيابهم كانت من نسج الكفار.
– ومثل كونهم يكرهون التكلم بلفظ العشرة، أو فعل شيء يكون عشرة، حتى في البناء لا يبنون على عشرة أعمدة ، ولا بعشرة جذوع، ونحو ذلك لكونهم يبغضون خيار الصحابة، وهم العشرة المشهود لهم بالجنة … .
ومعلوم أنه لو فرض في العالم عشرة من أكفر الناس لم يجب هجر هذا الاسم لذلك ، كما أنه سبحانه وتعالى لما قال: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} لم يجب هجر اسم التسعة مطلقا، بل اسم العشرة قد مدح الله مسماه في مواضع كقوله تعالى في متعة الحج : {فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة} ، وقال تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة} ، وقال تعالى: {والفجر – وليال عشر} وقد ثبت في الصحيح «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله تعالى» ، وقال في ليلة القدر: ( «التمسوها في العشر الأواخر» .، وقد ثبت في الصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ( «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر» ، ونظائر ذلك متعددة … .
– وكذلك هجرهم لاسم أبي بكر وعمر وعثمان ولمن يتسمى بذلك حتى إنهم يكرهون معاملته، ومعلوم أن هؤلاء لو كانوا من أكفر الناس لم يشرع أن لا يتسمى الرجل بمثل أسمائهم، فقد كان في الصحابة من اسمه الوليد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت له في الصلاة، ويقول: (اللهم أنج الوليد بن الوليد) ، وأبوه الوليد بن المغيرة كان من أعظم الناس كفرا، وهو الوحيد المذكور في قوله تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدا} ، وفي الصحابة من اسمه عمرو، وفي المشركين من اسمه عمرو مثل عمرو بن عبد ود، وأبو جهل اسمه عمرو بن هشام، وفي الصحابة خالد بن سعيد بن العاص من السابقين الأولين، وفي المشركين خالد بن سفيان الهذلي ، وفي الصحابة من اسمه هشام مثل هشام بن حكيم، وأبو جهل كان اسم أبيه هشاما، وفي الصحابة من اسمه عقبة مثل أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري، وعقبة بن عامر الجهني .
وكان في المشركين عقبة بن أبي معيط، وفي الصحابة علي، وعثمان ، وكان في المشركين من اسمه علي مثل علي بن أمية بن خلف قتل يوم بدر كافرا، ومثل عثمان بن أبي طلحة قتل قبل أن يسلم ، ومثل هذا كثير.
فلم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يكرهون اسما من الأسماء لكونه قد تسمى به كافر من الكفار … .
– ثم مع هذا إذا تسمى الرجل عندهم(يعني الرافضة) باسم علي، أو جعفر، أو حسن، أو حسين، أو نحو ذلك عاملوه وأكرموه، ولا دليل لهم في ذلك على أنه منهم، بل أهل السنة يتسمون بهذه الأسماء، فليس في التسمية بها ما يدل على أنهم منهم ، والتسمية بتلك الأسماء قد تكون فيهم، فلا يدل على أن المسمى بها من أهل السنة لكن القوم في غاية الجهل، والهوى .
ثم ذكر رحمه الله كلاما ثم قال :
– ومن حماقتهم أيضا أنهم يجعلون للمنتظر عدة مشاهد ينتظرونه فيها كالسرادب الذي بسامرا الذي يزعمون أنه غاب فيه ، ومشاهد أخر، وقد يقيمون هناك دابة – إما بغلة، وإما فرسا، وإما غير ذلك ليركبها إذا خرج، ويقيمون هناك إما في طرفي النهار، وإما في أوقات أخر من ينادي عليه بالخروج : يا مولانا اخرج يا مولانا اخرج ، ويشهرون السلاح، ولا أحد هناك يقاتلهم ، وفيهم من يقول في أوقات الصلاة دائما لا يصلي خشية أن يخرج وهو في الصلاة، فيشتغل بها عن خروجه وخدمته ، وهم في أماكن بعيدة عن مشهده كمدينة النبي صلى الله عليه وسلم -إما في العشر الأواخر من شهر رمضان، وإما في غير ذلك- يتوجهون إلى المشرق، وينادونه بأصوات عالية يطلبون خروجه.
ومن المعلوم أنه لو كان موجودا، وقد أمره الله بالخروج، فإنه يخرج سواء نادوه أو لم ينادوه، وإن لم يؤذن له فهو لا يقبل منهم، وأنه إذا خرج فإن الله يؤيده ويأتيه بما يركبه، وبمن يعينه وينصره، لا يحتاج إلى أن يُوقِف له دائما من الآدميين مَن ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
والله سبحانه قد عاب في كتابه من يدعو من لا يستجيب له دعاءه، فقال تعالى: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} هذا مع أن الأصنام موجودة، وكان يكون فيها أحيانا شياطين تتراءى لهم وتخاطبهم، ومن خاطب معدوما كانت حالته أسوأ من حال من خاطب موجودا وإن كان جمادا، فمن دعا المنتظر الذي لم يخلقه الله كان ضلاله أعظم من ضلال هؤلاء ، وإذا قال: أنا أعتقد وجوده، كان بمنزلة قول أولئك: نحن نعتقد أن هذه الأصنام لها شفاعة عند الله، فيعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ، ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله.
– ومن حماقاتهم تمثيلهم لمن يبغضونه بالجماد أو حيوان، ثم يفعلون بذلك الجماد والحيوان ما يرونه عقوبة لمن يبغضونه ، مثل اتخاذهم نعجة ، وقد تكون نعجة حمراء لكون عائشة تسمى الحميراء يجعلونها عائشة، ويعذبونها بنتف شعرها، وغير ذلك، ويرون أن ذلك عقوبة لعائشة.
– ومثل اتخاذهم حلسا مملوءا سمنا، ثم يبعجون بطنه، فيخرج السمن، فيشربونه، ويقولون: هذا مِثْلُ ضرب عمر، وشرب دمه .
– ومثل تسمية بعضهم لحمارين من حمر الرحا أحدهما بأبي بكر، والآخر بعمر، ثم يعاقبون الحمارين جعلًا منهم تلك العقوبة عقوبة لأبي بكر، وعمر.
– وتارة يكتبون أسماءهم على أسفل أرجلهم حتى أن بعض الولاة جعل يضرب رجلي من فعل ذلك، ويقول: إنما ضربت أبا بكر وعمر، ولا أزال أضربهما حتى أعدمهما .
– ومنهم من يسمي كلابه باسم أبي بكر وعمر، ويلعنهما .
– ومنهم من إذا سمى كلبه، فقيل له:بكير، يضارب من يفعل ذلك، ويقول: تسمي كلبي باسم أصحاب النار .
– ومنهم يعظم أبا لؤلؤة المجوسي الكافر الذي كان غلاما للمغيرة بن شعبة لما قتل عمر، ويقولون: واثارات أبي لؤلؤة، فيعظمون كافرا مجوسيا باتفاق المسلمين لكونه قتل عمر رضي الله عنه .
– ومن حماقتهم إظهارهم لما يجعلونه مشهدا، فكم كذبوا الناس، وادعوا أن في هذا المكان ميتا من أهل البيت، وربما جعلوه مقتولا، فيبنون ذلك مشهدا، وقد يكون ذلك قبر كافر، أو قبر بعض الناس، ويظهر ذلك بعلامات كثيرة.
ومعلوم أن عقوبة الدواب المسماة بذلك ، ونحو هذا الفعل لا يكون إلا من فعل أحمق الناس، وأجهلهم، فإنه من المعلوم أنا لو أردنا أن نعاقب فرعون وأبا لهب وأبا جهل وغيرهم ممن ثبت بإجماع المسلمين أنهم من أكفر الناس مثل هذه العقوبة لكان هذا من أعظم الجهل؛ لأن ذلك لا فائدة فيه، بل إذا قُتِل كافر يجوز قتله، أو مات حتف أنفه لم يجز بعد قتله أو موته أن يمثل به، فلا يشق بطنه، ولا يجدع أنفه وأذنه، ولا تقطع يده إلا أن يكون ذلك على سبيل المقابلة … .
فهؤلاء الذين يبغضونهم لو كانوا كفارا، وقد ماتوا لم يكن لهم بعد موتهم أن يمثلوا بأبدانهم لا يضربونهم، ولا يشقون بطونهم، ولا ينتفون شعورهم مع أن في ذلك نكاية فيهم، فأما إذا فعلوا ذلك بغيرهم ظنا أن ذلك يصل إليهم كان غاية الجهل، فكيف إذا كان بمحرم كالشاة التي يحرم إيذاؤها بغير حق، فيفعلون ما لا يحصل لهم به منفعة أصلا، بل ضرر في الدين والدنيا والآخرة ، مع تضمنه غاية الحمق والجهل.
– ومن حماقتهم إقامة المأتم والنياحة على من قد قُتل من سنين عديدة ، ومن المعلوم أن المقتول وغيره من الموتى إذا فُعل مثل ذلك بهم عقب موتهم كان ذلك مما حرمه الله ورسوله، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية) … .
وهؤلاء يأتون من لطم الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية، وغير ذلك من المنكرات بعد موت الميت بسنين كثيرة ما لو فعلوه عقب موته لكان ذلك من أعظم المنكرات التي حرمها الله ورسوله، فكيف بعد هذه المدة الطويلة.
ومن المعلوم أنه قد قُتل من الأنبياء وغير الأنبياء ظلما وعدوانا من هو أفضل من الحسين .
قُتل أبوه ظلما، وهو أفضل منه. وقُتل عثمان بن عفان، وكان قتله أول الفتن العظيمة التي وقعت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وترتب عليه من الشر والفساد أضعاف ما ترتب على قتل الحسين .
وقُتل غير هؤلاء ومات، وما فعل أحد لا من المسلمين ولا غيرهم مأتما ولا نياحة على ميت، ولا قتيل بعد مدة طويلة من قتله إلا هؤلاء الحمقى الذين لو كانوا من الطير لكانوا رخما، ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا.
– ومن ذلك أن بعضهم لا يوقد خشب الطرفاء ؛ لأنه بلغه أن دم الحسين وقع على شجرة من الطرفاء، ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها لا يكره وقودها، ولو كان عليها من أي دم كان، فكيف بسائر الشجر الذي لم يصبه الدم؟ ! .
وحماقاتهم يطول وصفها لا يحتاج إلى أن تنقل بإسناد) .
انتهى نص كلامه مع حذف يسير من منهاج السنة(٣٨/١) .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
وكتبه : ناصر بن غازي الرحيلي .