مواجهة الحزبيين في أماكن العمل قد تفضي إلى الوشاية بنا عند المسؤولين.
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
مواجهة الحزبيين في أماكن العمل قد تفضي إلى الوشاية بنا عند المسؤولين.
يقال جوابًا على هذا السؤال: ينبغي إخواني أن نحرص على دعوة الناس إلى السنة، وإلى ترك التحزب.
واعلموا: أن أكثر الناس ليسوا حزبيين، وإن تلطخوا بالحزبية، وتبنّوها، أكثرهم لم يتبنوا الحزبية عن علم، أوعن تعصب، أوعن تأصيل، وإنما خدعهم الحزبيون بأمور تنطلي على العامة، كأن يظهروا أنفسهم أهل غيرة في الرد على الليبراليين والعلمانيين، وأهل الغَيرة في الرد على المنكرات الشهوانية،… إلى غير ذلك من الوسائل.
لذلك أنصح أخي وغيره أن يجتهد في انتشال الناس والعوام من الحزبية إلى السنة، وأن يبين لهم حقيقة الأمر بالأدلة والبينات وتناقضات الحزبيين.
إن تناقضات الحزبيين كثيرة للغاية، وتناقضات رؤوسهم كثيرة أيضًا وموثقة، فمثل هذه لو أبرزت للعامة فإن كثيرًا منهم سينتبه.
وأيضًا يبين لهم أثر دعوة الحزبيين من الدعوة للثورات وأثرها على العالم الإسلامي.
وأيضًا يبين لهم ما وقع فيه رؤوس الحزبيين من قضايا تخدش في الحياء، كما حصل لمحمد العريفي في قناة “بداية”، وغيره مما هو موثَّق في اليوتيوب.
فأنصح أخي وغيره أن يجتهد في انتشال العامة من أفكار الحزبية التي دخلت عليهم باسم الدين، وهم يظنونها دينًا مرضيًا الله سبحانه وتعالى.
ثم مما أنصح به إخواني أن لا يصادموا غيرهم إذا كانوا مجتمعين، أحيانًا يثار أمر فيتحمس له كثير من الحاضرين، فلا أنصح إخواني أن يصادموا هؤلاء القوم وفيهم معاندون، لكن في المقابل يجتهد اجتهادًا قويًا في الدعوة الفردية، فالمصادمة في مجمعٍ وكثيرٌ منهم من المعاندين، ومن المكابرين، في ظني أن المصادمة لا تنفع، والذي ينفع هو إيراد الشكوك التي تشكِّكهم في ما يطرحونه، ثم في المقابل يحصل الاجتهاد الشديد على الدعوة الفردية لكثير من العامة.
وقد يحصل في بعض الأحايين أن يتضرر الداعي إلى الله، بأن يقوم الحزبيون بالوشاية به عند المسؤولين.
وهذا ليس غريبًا، فإن الدعوة إلى الله فيها مصادمة لأهواء الناس وشهواتهم؛ لذلك الداعي إلى الله يُبتلى؛ لأنه مخالف لشهوات الناس وإلى شبهاتهم وتعصباتهم الحزبية وغير ذلك، كما قال تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾[لقمان:17].
لذا؛ اللهَ اللهَ بالصبر، والمحاولة في دعوة الناس بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، وإذا شعر أن في الأمر ضررًا عليه، فليحاول أن يتقي الضرر مع تحصيل المقصود، بأن يزور المسؤول، ويقرِّب له الأمر، وهكذا.
ثم أذكِّر نفسي وإياكم بكثرة الدعاء والإقبال على الله، فإنه لا يوفَّق موفقًا إلا بتوفيق الله، ولا وُفِّق أحدٌ إلا بتوفيق الله وفضله