نسكن في مدينة لا يوجد فيها مسلمون ولا تقام جمعة ولا جماعة ، هل يصح أن نقيم الجمعة بأنفسنا؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: نحن مجموعة من الطلاب المبتعثين، نسكن في مدينة صغيرة، لا تقام فيها الجمعة ولا الجماعة، ولا يوجد فيها مسلمون من أهل المدينة.
سؤالي: هل يصح أن نقيم الجمعة بأنفسنا في المنزل، إذا كان الجواب لا، هل نذهب إلى بلدة أخرى تبعد حوالي أربعين أو خمسين دقيقة بالسيارة، لنصلي معهم صلاة الجمعة؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: أولاً: بما أنكم مستوطنون، وأنتم جماعة فيصح لكم أن تصلوا صلاة الجمعة وأن تقيموها؛ لأنه على أصح أقوال أهل العلم يشترط لمن أراد أن يقيم الجمعة أن يكون عددهم مع إمامهم ثلاثة فأكثر، وذلك أن العلماء مجمعون على أن الجمعة لابد أن تكون في جماعة، حكى الإجماع النووي رحمه الله تعالى، وابن رجب.
وأيضًا أجمع العلماء على أن من يكونون مع الإمام لا بد أن يكونوا جماعة، وحكى الإجماع ابن عبد البر، وأقل الجماعة: رجلان، لذا ذهب الإمام أحمد في رواية، وهو قول الثوري، وابن تيمية: أن الجمعة تقام إذا كان عددهم ثلاثة فأكثر.
فلذا كل من كان مستوطنًا وهذا عددهم، فإنه يجب عليهم أن يقيموا الجمعة، فإذا تهيأ لكم أن تقيموا الجمعة في مكان، في الصحراء القريبة من المدينة، أو في مكان فضاء فأقيموها، أو في مكان شائع يدخله الناس ويخرجون، فإنها تقام.
لكن لا يصح أن تقام في البيوت، وفي الأماكن المغلقة؛ لذا أجمع العلماء على أن الجمعة لا تقام في السجون، حكى الإجماع ابن رجب، وأخرجت الفتوى اللجنة العلمية بالإفتاء في السعودية، فتوى بذلك؛ لأن هذا المكان ليس مفتوحًا للناس يذهبون ويجيئون.
فإذًا إذا كان المكان إذا تهيأ إقامة جمعة في مكان مفتوح، إما بفضاء، أو في صحراء، أو في فضاء قريب من المدينة، أو في مكان يعرف بأنه متهيئ لكل من أراد أن يدخل وأن يخرج، فإنه يجب أن تقام الجمعة في مثل هذا.
أما ذهابكم إلى من يبعد أربعين دقيقة أو نحو ذلك فإن مثل هذا لا يجب.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمَنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنَا، وجزاكم الله خيرًا.