هل الاحتساب باليد متاح للجميع بلا أيِّ ضابط؟ فإن كانت الإجابة: لا، فما هي ضوابطه؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: هل الاحتساب باليد متاح للجميع بلا أيِّ ضابط؟ فإن كانت الإجابة: لا، فما هي ضوابطه؟
أوَّلًا: ينبغي أن يُعلَم أن الإنكار باليد ليس خاصًا بجهة معيَّنة، ليس خاصًا بالسلطان ولا بغيره لعموم الأدلة في حديث أبي سعيد الخدري فيما أخرجه مسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، فذلك أضعف الإيمان».
وقد فعل هذا السلف، فقد ثبت عند ابن أبي شيبة: «أن أصحاب عبد الله بن مسعود كانوا يأخذون الدفوف ويشقِّقونها»، وهذا إنكار باليد، وثبت غير ذلك.
وذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى إلى صحة الإنكار باليد كما في كتاب “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر“ للخلال، وقرَّر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية، كما في “مجموع الفتاوى“، وابن القيم في كتاب“أعلام الموقعين“، وقرره ابن حزم في “المحلى“، وذكره غير أحد من أهل العلم من علماء المذاهب الأربعة.
فلذا الإنكار باليد متاح للجميع؛ لكن لابد أن يراعي في ذلك المصالح والمفاسد، هذا من جهة، فهذا في الإنكار باليد أو غيره.
ثم ينبغي ، فليس لأحد أن يُنكِر باليد؛ لأن السلطان قد خوَّل طائفةً تقوم بالإنكار باليد من رجال الحُسبَة بالتعاون مع رجال الشرطة، فلذلك أمثال هذه الأمور بما أن السلطان منع عامَّة الناس من ذلك للمصلحة العامَّة، وخوَّل الأمر لطائفة؛ فإنه لا يصح لأحدٍ أن يُقدِم على الإنكار باليد، هذا من حيث الأصل بخلاف الأب في بيته، أو إنكار الأب على ولده إلى غير ذلك.
فالمقصود أنه من حيث الأصل أن الإنكار باليد متاح للجميع، لكن إذا منع السلطان فالأصل السمع والطاعة للسلطان، هذا الأصل، ويراعى في الجميع المصالح والمفاسد.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلَّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وجزاكم الله خيرًا.