هل تقسيم الصفات إلى متعدية ولازمة خاص بالصفات الفعلية فقط أم يشمل كذلك الصفات الذاتية؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: هل تقسيم الصفات إلى متعدية ولازمة خاص بالصفات الفعلية فقط أم يشمل كذلك الصفات الذاتية؟ نرجو التوضيح وضرب الأمثلة.
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن تقسيم الصفات إلى متعدية ولازمة ليس خاصًا بالصفات الفعلية، بل هو شامل للصفات الفعلية والصفات الذاتية.
لكن أنبه إلى أمر وهو أن التعبير بالصفات المتعدية هذا تعبير ذكره شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى في “القواعد المثلى”، وعبر عنه ابن القيم بتعبير آخر، قال: بالنظر إلى آثار الصفة، ذكر هذا في كتابه “عدة الصابرين”.
وليس المراد بقوله: متعديًة أو غير متعديًة، أو لازمة مع أنه عبر بالمتعدية وغير المتعدية، فليس المراد ما هو شائع عند أهل النحو من أن الفعل يكون متعديًا، بأن يكون له مفعول به، أو أن يكون لازمًا بأن لا يكون له مفعول به، ويكتفي بالفاعل.
وإنما المراد ما بينه شيخنا في كتابه “القواعد المثلى” من أن: مِن صفات الله وأسمائه سبحانه ما يدل على الاسم نفسه، ثم يدل على الصفة، ثم يكون أثر الصفة متعديًة إلى المخلوقين، وضرب مثلًا بالسميع.
فالسميع دل على اسم السمع، ودل على صفة السمع، وتعدى ذلك المخلوقين، وصار أثره أنه يسمع كلامهم سبحانه وتعالى.
ومن المعلوم أن صفة السمع من حيث الجملة من الصفات الذاتية لا من الصفات الفعلية، على تقسيم الصفات إلى ذاتية وإلى فعلية.
ومع ذلك ذكره شيخنا مثالًا على هذا، وقد نص في الكتاب نفسه على أن صفة السمع من الصفات الذاتية لا من الصفات الفعلية.
ومثل ذلك يقال: الغفور، الرحيم، الرازق، العليم، الصبور، إلى غير ذلك.
فهذه الأسماء منها ما تدل على صفة فعلية، ومنها ما يدل على صفة ذاتية، فمثلًا الحليم، هذا اسم من أسماء الله، وتضمن صفة الحلم، وصفة الحلم صفة ذاتية، ومع ذلك صارت متعدية بأن ظهر أثرها على العباد، بأنْ حَلِمَ اللهُ عليهم.
أما من أمثلة الأسماء غير المتعدية ذكر شيخنا: “الحي”، فإنه يتضمن صفة الحياة، وليس معنى أنه حي: أنه يحيي العباد بعد موتهم، فإذًا هذا الاسم تضمن صفة ذاتية، وأصبحت غير متعدية.
ومثل ذلك يقال في: “العظيم”، فاسمه سبحانه “العظيم يتضمن صفة العظمة، وهذا ليس متعديًا للعباد بحيث إن الله يعظمهم مثلًا، أو يجعلهم عظماء.
ومثل ذلك يقال في: “العليم”، فهو اسم من أسماء الله، ويتضمن صفة العلم، وليس معنى: أن الله عليم، أنه اتصف بصفة العلم وهي صفة ذاتية، أن الله يجعل عبادَه علماء.
فالمقصود من هذا: أن الاسم إذا كان متعديًا، وتضمن صفة، قد تكون صفة فعلية، وقد تكون الصفة ذاتية.