ويسألونك عن الجاميـة
محمد بن ناصر العريني
بسم الله الرحمن الرحيم
ويسألونك عن الجاميـة
” الفرقة الجامية المزعومة ليس لها وجود على الإطلاق , ومن يقول بها يأتي بحقيقة واحدة على وجودها .
وقد اختلقها أصحاب الأهواء والمقاصد السيئة للتنفير من سماع الحق من أصحاب المنهج السلفي الذين ألصِقتْ بهم تهمة الانتماء إلى هذه الفرقة زوراً لما يرونه منهم من تحذير من هذه المناهج الضالة والأفكار المنحرفة حرصاً على نصرة بلاد التوحيد والدفاع عن دينها وأمنها وولاة أمرها يوم اشرأبت أعناق الفتن وظهر مروجوها من داخل البلاد وخارجها .
وقد سبقهم قديماً أهل البدع والخرافات بإلصاق التهم والألقاب السيئة , فقد سموا أهل السنة بالحشوية والمشبهة لإبطال الآثار وتشكيك الناس في دينهم .
وكما قال المتأخرون منهم بالوهابية يريدون إجهاض دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي لم يأتِ بجديدٍ وإنما جدَّد ما اندثر من الدعوة السلفية التي هي امتداد لدعوة نبي هذه الأمة محمد عليه الصلاة والسلام وهي التي قامت عليها هذه البلاد المباركة .
وهاهي ولله الحمد تنعم بالخيرات والأمن دون غيرها من شعوب العالم بفضل تمسكها بهذه الدعوة العظيمة .
فهل يعي هؤلاء الذين انتهجوا أفكار الخوارج واقع الأمور ؟ , ويدركون نتائج أفعالهم المنكرة وأنهم بذلك يقدمون أكبر خدمة للأعداء بلا مقابل وعلى حساب دينهم وبلدهم وأهليهم . .
والجامية هذه منسوبة إلى الشيخ محمد بن أمان علي الجامي رحمه الله رئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً لأنه وقف أمام هؤلاء المغرضين بكل شجاعة بعيد حرب الخليج المشؤومة ورد تلبيس وتمويه أحد أكبر رموزهم يوم أن أساء لهذه الدولة في كتاب يوزع هنا وهناك وأشعل فيه نار الفتنة بين الشباب في كلام باطل .
ثم ألقى الشيخ الجامي محاضرة في الرياض عن حديث الدين النصيحة وناظر عدداً ممن لديهم شبه توجب منازعة السلطان والخروج عليه, واهتدى على يديه من كتب الله له الهداية .
من هنا غضِبَ القوم على هذا الرجل وثارت ثائرتهم لأنه فنَّد بعض مزاعمهم وأوضح خطرهم وساهم في إفشاء مخططهم فصار عندهم كل من يمشي على النهج السليم يدافع عن عقيدة التوحيد وبلاد المسلمين جامياً للتنفير منه وتفريق المسلمين وإثارة الأحقاد والضغائن .
هذه هي الحقيقة ولا شيء غيرها . .
سُئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء عن الجامية فقال : ” هذا من باب الحسد والبغضاء فيما بين بعض الناس، ما فيه فرقة جامية ، ما فيه فرقة جامية ، الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله نعرفه من أهل السنة والجماعة ويدعو إلى الله عز وجل ، ما جاء ببدعة ولا جاء بشيء جديد مثل ما قالوا عن الوهابية ، لما دعا إلى التوحيد إخلاص العبادة لله سموا دعوته بالوهابية ، هذه عادة أهل الشر . . إلى أن قال : الحاصل أننا ما نعرف عن هذا الرجل إلا الخير ، والله ما عرفنا عنه إلا الخير ، ولكن الحقد هو الذي يحمل بعض الناس ، وكل سيتحمل ما يقول يوم القيامة ” أ.هـ
المصدر (شرح النونية للشيخ الفوزان) .
وقد أثنى على هذا الرجل الكثير من أهل العلم السائرون على منهج سلف الأمة في دعوته ونشاطه وغيرته على دينه وعلى رأسهم سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة فقد قال عنه : ” معروف لدي بالعلم والفضل وحسن العقيدة والنشاط في الدعوة إلى الله سبحانه والتحذير من البدع والخرافات غفر الله له ” أ.هـ. رقم 64ي 9/1/1418هـ.
هذا وأظن أن ما أوردته عن هذا الأمر كاف لمن غايته معرفة الحق ، أما من ركب رأسه واتبع هواه فلا حيلة فيه ، أحسب أني قد أحسنت لا أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .”
بقلم : محمد بن ناصر العريني .
رئيس مجلس إدارة جمعية البدائع الخيرية
المصدر: [(صحيفة المدينة) السبت 11 محرم 1429 – الموافق – 18 يناير 2008 – العدد 16341)]
ونجد هذا المقال في كتابٍ للمؤلف بعنوان
(الصيد المنتقى لإتحاف أهل التقى ص 156)