يستعمل النساء بشوت شتوية، هل في هذا تشبه بالرجال؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يستعمل النساء بشوت شتوية نفس أشكال بِشُوْت الرجالية، عليها نفس التطريز الزري، وأحيانًا يكون التطريز عبارة عن كلمات بالخط العربي، وأيضًا يلبسون نعالًا نفس الزبيرية، هناك أنواع نسائية، وأحيانًا نفس الرجالية بالضبط، هل في هذا تشبه بالرجال؟
يقال جوابًا على هذا السؤال: إن تشبه الرجال بالنساء محرَّم، وتشبه النساء بالرجال محرم، لما أخرج البخاري عن ابن عباس أن النبي ﷺ «لعن الرجال المتشبهين من الرجال بالنساء، و المتشبهات من النساء بالرجال».
واللعن هو: الدعاء بالطرد والإبعاد عن رحمة الله، والعياذ بالله، فلا يجوز للنساء أن تتشبه بالرجال، ولا يجوز للرجال أن يتشبهوا بالنساء، وضابط التشبه: هو ما كان خاصًا للرجال ثم لبسه النساء، أو كان خاصًا بالنساء ثم لبسه الرجال، أو كان من الأفعال أو الأقوال إلى غير ذلك، كل ما كان خاصًا بأحدهما، وفَعَلَه الآخر فإنه يعد متشبِّهًا.
وقاعدة التشبه هذه قررها شيخُ الإسلام–رحمه الله تعالى- في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم”، و كما في “مجموع الفتاوى”، وذكر مثل هذا ابن جرير الطبري، وابن حجر في كتاب “فتح الباري”، والمناوي في “الفيض القدير”، وذكره غيرهم من أهل العِلم.
إذًا ضابط التشبه عمومًا سواء كان بالنساء أو بالرجال أو بالكفار، هو أن يكون التشبه في أمر خاص بالكفار أو النساء وهكذا فإذا ففعله الآخرون، فإنهم يعدون متشبهين.
ولذلك إذا كان هذا اللباس الذي يذكره السائل كلباس الرجال تمامًا بحيث يعرف أن هذا من لبس الرجال، فلبسه النساء له محرم؛ لأن فيه تشبهًا بالرجال.
إما إذا كان الشبه قويًا، لكن يعرف هذا للنساء بافتراق في وصف، أو لون أو غير ذلك، فإن مثل هذا لا يعد تشبهًا. والله أعلم.