ما معنى التكبير المقيد والمطلق، ومتى يبدأ؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: ما معنى التكبير المقيد والمطلق، ومتى يبدأ؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: معنى التكبير المقيد، أي: هو الذي يكون بعد الصلاة مباشرة، أول ما يسلم من الصلاة سواء كان إمامًا أو مأمومًا، أول ما يسلم من صلاة الفرض يكبر، يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، يكبر مرات.
ثم بعد ذلك يرجع للاستغفار؛ لحديث ثوبان في مسلم فيقول: أستغفر الله ثلاثًا، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، إلى آخره، ثم يأتي بالأذكار التي بعد السلام، لكنه أول ما يسلم يكبر، ما شاء الله، ثم بعد ذلك يأتي بالأذكار التي تقال بعد السلام من الفريضة، هذا المراد بالتكبير المقيد.
أما التكبير المطلق: فهو يكبر في كل وقت في العشر، وكذلك يكبر في أيام التشريق في كل أوقات أيام التشريق.
أما الدليل على التكبير المقيد: فهو الإجماع، وآثار الصحابة، فقد أجمع الصحابة أن التكبير المقيد يبدأ من فجر يوم عرفة، كما حكى الإجماع الإمام أحمد، وثبت هذا عن جمع من الصحابة، منهم علي رضي الله عنه فيما أخرجه ابن أبي شيبة، وثبت عن ابن عباس وغيره.
فيكبر من بعد فجر يوم عرفة، هذا لغير الحاج، أول ما يسلم يكبر، ثم يرجع يكبر ما شاء الله، ثم يرجع إلى الأذكار، وهكذا يكبر ظهر يوم عرفة، وعصر يوم عرفة، إلى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق، أي اليوم الثالث عشر.
فإذا سلم من صلاة العصر كبر التكبير المقيد، ثم بعد ذلك رجع لأذكار الصلاة وبهذا ينتهي وقت التكبير المقيد.
والدليل على هذا إجماع الصحابة، والآثار، والدليل على ابتداء التكبير المقيد وانتهائه هو آثار الصحابة، كأثر علي وغيره، وعلي خليفة راشد وهو مقدم على غيره من الصحابة رضي الله عنهم.
فهذا هو التكبير المقيد، وعلى أصح أقوال أهل العلم إنما يكون التكبير المقيد بعد الفريضة والنافلة كما ذهب إلى ذلك أحمد وغيره.
لأن هذا الذي نقل عن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، ولذا على أصح أقوال أهل العلم أن التكبير المقيد يكون للرجال والنساء، كما ثبت عن النساء في زمن عمر بن عبد العزيز، وذكر هذا البخاري أنه كانوا يصلون خلف أبان، يكبروا التكبير المقيد. هذا فيما يتعلق بالتكبير المقيد.
أما التكبير المطلق فهو يبدأ من أول عشر ذي الحجة، ويمتد إلى مغرب الثالث عشر، وقد ثبت عن عمر وعن ابن عمر كما في “البخاري”: «أن عمر وابنه كانوا يكبرون التكبير المطلق في أيام التشريق كلها»، أما التكبير في العشر، فقال البخاري: «كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان للسوق، يكبران، يخرجان للسوق في العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما».
وقد قال -سبحانه وتعالى-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة: ٢٠٣] وهي أيام التشريق.
إذًا في أيام التشريق يجمع بين التكبير المطلق والمقيد، كما ذهب إلى ذلك الإمام الشافعي وغيره.
أسأل الله أن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمَنا، وجزاكم الله خيرًا.