الإلحاد هو سقف مطالب الليبرالية


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة بعنوان :

الإلحاد هو سقف مطالب الليبرالية

الحمدلله أولا وآخرا وأشهد أن لاإله إلاهوخالقا ومعبودا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – صلى الله عليه وسلم – أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون…صلوات ربي وسلامه عليه .

فمع هذا الهدى الذي جاءنا من ربنا فقد شاء الله بحكمته أن يجعل البلاءَ قدرا،وشياطين الإنس والجن مستمرون في ترويج الضلال، وزخرفته بكل لون، والدعوة إليه بكل لسان: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ ومن هذا المنطلق عباد الله وجب علينا أن نتتبع طرق الغي لنحذرها ونحذرمنها؛ وكشفِ مراميها وأبعادِها، وسدِّ السُبُلِ على دعاتها، حتى يكون المسلمون على بَيِّنةٍ من ربهم وبصيرة من سبيلهم، ولا يضرهم انتحالُ المبطلين ولاكيدُ الكائدين

عرفت الشر لاللشر ولكن لتوخيه

ومن لايعرف الشر من الخير يقع فيه

عبادالله : لقد شاعت في دنيا المسلمين اليوم فلسفات وأنظمةٌ خَدعت الكثيرين ببريقها، وانتشرت شعاراتٌ ومصطلحات لو قُدِّرَ لها أن تنتشر لم تأت على شيء إلا جعلته كالرميم، (ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراومن تلك الأفكار الهدامة الفكر العلماني أوالليبرالي الذي تسرب إلى مجتمعات المسلمين، والذي لا يزال ينخر في جسد الأمة المسلمة؛ بمسميات متعددة وبهرجة مزيفة ، لذلك – عباد الله – فإن إسقاطَ هذه اللافتات الزائفة من التحديات الخطيرة التي تواجه المسلمين في هذا العصر، بكشف مقولاتهم الغامضة، وفضح شعاراتهم الملتبسة، التي تتخفى وراءها؛ لتبث سمومها في عقول وقلوب ناشئة هذه الأمة.بأوثان جديدة كالحزب، والقومية، والعلمانية، والليبرالية والحرية الشخصية، والجنس وغيرها. وعشرات الأوثان الجديدة؛ جامعهاعبادة الشيطان والطاغوت، الذي هو مناف لشهادة أن لا إله إلا الله؛ فمعنى (لا إله إلا الله): الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله

إخوة الإسلام، إنّ مدلولَ العَلمانية ونسختها المطورة منها المسماة بالليبراليةهوإقامةُ الحياة على غير أساس من الدين

أي كفر برب العالمين وإن حاولوا أسلمته عن طريق دعاة الدين السياسيين وقد ابتُلينا بدعاة الليبرالية الغربية الذين استقوا مبادئهم من الغرب وخلاصة مذهبهم أن الانسان حرٌ ، فله أن يفعل ما شاء كيفما شاء ، بشرط أن لا تتعدى حريته إلى حرية غيره ، فلو اتفق شاب وشابة على الزنا وهما متراضيان فإنه على مبدأ الليبرالية هذا مسموح غير ممنوع ، بل إنه على مبدأ الليبرالية يُسمح بالمثلية والعياذ بالله وذلك بأن يتزوج الذكر الذكر والأنثى الأنثى ، فإذا ، فإذن كل أحد حرٌ ما لم تتعد حريته إلى غيره بدون قيود شرعية ولا غيرها وهذا المبدأ مبدأ كُفري ولايشمله قانون التحرش أيضا وللأسف نراهم وقد نشطوا في هذا الأيام مستغلين بعض أنظمة الدولة وفقها الله للرشاد لصالحهم فماكدنا نردم مستنقع الإرهاب والفسادإلا وتفجر لنا دعاة مستنقع الحرية والانحلال فكما ردمت الدولة بعد الصبر والنصح مستنقع التشدد والإرهاب كفيلة بردم المستنقع الثاني وحسبنا أن الله إذا أراد قطع دابر فتنة أظهرها وتكمن خطورة هذا الفكر أن فتنتهم عن طريق الشهوات والكثير من الناس والعامة ضعيف الدين وقد يجاريهم في شهواتهم ولن يشعر أنهم الليبراليين يجرونه إلى حظيرتهم الحيوانية وهم كما جرف الإرهابيون شبابنا قبلهم فأمسوا بين قتيل ومشرد وسجين

وقد رأيت أقوامًا من بني جلدتنا يتسمون بالليبرالية جهلًا بحقيقة الليبرالية ، لأنه يظن أن الليبرالية تعني الثقافة والتطور والمحبة، فلذلك صار بعضهم يهرف بما لايعرف ويشعر فخرا بالليبرالية ولايعرف من مبادئها إلا اللهو الطرب والاختلاط وقيادة المرأة إرضاء لنزوته ولايستشعر ان محارمه أول من سيكون الضحية الضحايا فالليبرالية الحقيقية بمعناها الحقيقي الذي تقدم كما ذكرت كفر وضلال من أوجه :

 الوجه الأول : أن مبدأ الحرية مصادم لأصل من أصول الإسلام قال سبحانه : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} لذا تراهم من أشد الناس عداوة لهيئات الأمربالمعروف والنهي عن المنكر .

– الوجه الثاني : أن الليبرالية تكفر بكل نص في الشريعة فيه الأمر بإقامة الحدود على الزناة و شرّاب الخمروإلى غير ذلك.

– الوجه الثالث : أن الليبرالية تكفر بكل نص في الشريعة فيه النهي عن الرّدة والحكم على المرتد بالقتل كما أخرج البخاري عن عبدالله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “من بدّل دينه فاقتلوه” وهذا النص قد أجمع عليه العلماء

فالدعوة إلى الليبرالية لن تقف مطالبها حتى ينتهي بها إلى مستنقع الكفر والإلحاد وكفر البلاد

أسأل الله أن يجعل كيدهم في سفال وأن يهدي من في هدايته نفعا للمسلمين للرشاد ويجنبنا وبلادنا وبلاد المسلمين شرورهم وكل من يكيد لهذه البلاد إنه خير من أجاب

الخطبة الثانية

الحمدلله وحده وأشهد أن محمدا لانبي بعده صلى الله عليه وسلم تسليما طيبا مباركا فيه..أما بعد

فيجب علينا التوقي والحذر من كتابات وأفكار وأطروحات هؤلاء المفسدين، وأن لا يغتر المسلمون بكونهم من بني جلدتهم ويتكلمون بلغتهم وأن نتبصر في ديننا نتعلمه ونعلم من هم تحت أيدينها لنتحصن من لوثات أهل الشر والتحزب والحرية والفساد

فلا بد أن ندرك هذا جيداً، و إن دين الله لا خوف عليه وإنما الخوف على أنفسنا وحدنا أن ضل عن هذا الدين، ونسلب توحيدنا فلاتتهاونوا بهذا الأمر أوتضعفوا أو تتركوا هذا الدين أو تنزعوا يدا من سلطان قال سبحانه ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) وقال عز وجل ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)

اللهم صل وسلم وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم اهدنا سراطك المستقيم واغفر لنا ولمن يعز علينا أجمعين وجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن برحمتك ياأرحم الراحمين ..اللهم ول علينا خيارنا وارزقهم البطانة الناصحة التي تدلهم على الخير وتجنبهم الشر والفساد ولاتؤاخذنا بما فعل السفهاء فما أصابنا فهو بسبب ذنوبنا لكن عفوك أوسع ورحمتك ألطف

اللهم واسقنا الغيث ولاتجعلنا من القانطين اللهم اسق بلادنا ومزارعنا وبهائمنا بالأمطار وأنبت في أرضنا زينتها واعف عنا وعن المسلمين برحمتك ياأرحم الرحمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


شارك المحتوى: