تسليط الأضواء الشرعية على رسائل د. يوسف الأحمد الخطابية
عبدالله بن محمد القحطاني
تسليط الأضواء الشرعية على رسائل د. يوسف الأحمد الخطابية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته………………………………….أما بعد
فلا شك أن نعمة الأمن من أجل النعم التي أنعم الله بها علينا في هذه البلاد الطيبة المباركة و هذه النعمة وغيرها من النعم هي أثر من آثار دعوة التوحيد والسنة التي قامت عليها هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الإمام المصلح محمد بن سعود والإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله رحمة واسعة وجزاهم الله عنا خير الجزاء فوالله إن لهم علينا بعد الله فضلاً ومنة هم ومن جاهد معهم من العلماء والأمراء فهم الذين بذلوا أرواحهم و سخروا أقلامهم في الدفاع عن هذه الدولة التي قامت على الدعوة السلفية فهم من دفع ثمنها الباهظ ونحن الذين ورثناها وتنعمنا بنعيمها فمن حق هذه الدولة التي قامت على هذه الدعوة:
أن ندافع عنها وأن نفديها بكل غال ونفيس فلا نعمة أجل وأغلى من نعمة التوحيد التي نعيشها في بلادنا ونتعلمها في مدرسنا وجامعتنا ومعاهدنا ومساجدنا.
وخسارة هذه النعمة هي أعظم من كل خسارة وأعداء هذه الدعوة منذ ظهورها وهم يكيدون لها في الليل والنهار فحاربوها بكل ما أوتوا من قوة وعتاد و لكن الله سبحانه وتعالى رد كيدهم في نحورهم ودافع عن الذين أمنوا فكلما سقطت هذه الدولة على يد أعداء التوحيد قامت مرة أخرى (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) وهذا مصداق قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) وأعظم نصرة لله هي نصرة التوحيد بتحقيقه وتطبيقه واقعاً يعيشه الناس في حياتهم.
وهذا هو الذي قام به حكام هذه البلاد وعلماؤها ومن أدرك عظم هذه النعمة وعرف قدرها عرف قدر هذه الدولة وعرف قدر ولاة أمرها وعلمائها وعرف أن العبث بأمن هذه الدولة جريمة عظيمة تدل على قلة عقل و دين هذا العابث.
ومع هذا فلا يقول عاقل أن حكام هذه البلاد معصومون عن الخطأ ومن ادعى ذلك فهو كاذب ولكن العاقل الناصح يتحسس مواطن الخلل ويعالجها بالطريقة الشرعية فلا خير إلا وقد بينته الشريعة ولا شر إلا وقد حذرت منه.
وأهل السنة والجماعة لا يتلقون مواقفهم من الأفكار المستوردة من الكفار والمبتدعة كالثورات والدعوات للخروج والتحريض على ولاة الأمر بل يستلهمون مواقفهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح والكلام على تقرير هذا الأصل يطول ولست بصدد تقريره هنا.
و نحن في هذه البلاد المباركة نعيش فرحتين الفرحة الأولى عودة ولي أمر هذه البلاد من رحلته العلاجية طيباً معافى.
والفرحة الثانية صد عدوان أهل الفرقة ودعاة الفتنة دعاة التغيير والتبديل فبعد أن كان الأعداء في الدخل والخارج ينتظرون ثورة الفتنة(ثورة حنين) في بلاد التوحيد خذلهم الله ورد كيدهم في نحورهم بقوته وفضله وحده لا شريك له.
و من العجيب أن هذا الجهاد في صد هذا العدوان لم يكن من جهة حكومية لا من وزارة الإعلام بجميع ما تملكه من طاقات وإمكانيات ولا من غيرها من الجهات الأخرى بل هو من جهود أبناء هذه البلاد من العلماء المشايخ وطلاب العلم السلفيين بإصدار الفتاوى و بثها بين أوساط الناس.
وأما عامة الناس من أبناء هذه البلاد فكل بحسب إمكانيته فالشباب قاموا على دعاة الفتنة في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي والكبار قاموا بالتحذير في المجالس وغيرها من أماكن تجمع الناس هذا ما شاهدنه وسمعناه والكل منهم يلهج بالدعاء أن يحفظ بلادنا وحكامنا حتى تصدوا لدعاة التغيير(أمثال سلمان العودة وسعد الفقيه) أسأل الله أن يسدد رميهم ويخذل عدوهم ويبارك جهودهم وهذا من دفاع الله عن أوليائه ومن حفظه لدينه ونصرته لعباده الصالحين حتى ذهل الغرب الكافر الذي يتربص بالمسلمين من هذه الهزيمة من أول معركة رغم قسوة الظروف وشدتها وتكاتف الأعداء وقوة إمكانيتهم .
بل ولم تكتف هذه الدولة المباركة بجاهد أبنائه ضد دعاة الفتنة والفرقة من دعاة التغيير بل حركت جنود التوحيد إلى مملكة البحرين لصد عدوان الرافضة الأنجاس على أهل السنة وتلحق بهم الهزيمة بعد أن ألحقت بإخوانهم الحوثيين لما تعدوا على جنوب بلاد التوحيد فلله الحمد من قبل ومن بعد نعيش في خير أسأل الله أن يتمه علينا ومن نصر إلى نصر حتى علم الحاذق العاقل أن هذا ليس بقوتنا بل بقوة الله الذي نصر عبده وأنجز وعده وهزم الأحزاب وحده.
ولكن هناك من يعكر صفوا هذا التلاحم والتكاتف ممن يظهر الغيرة على الحرمات والممتلكات والأموال أمثال المدعو يوسف الأحمد فهذا الرجل كثيراً ما يخرج بكلام ليس فيه إلا الجرأة والتهور البعيد عن العلم والحكمة والموعظة الحسنة فبعد أن ثارت الثورات في البلاد العربية زاد بغيه وتعدى وتكلم في أمور لا يحسن الكلام فيها..
فقد خرج المدعو يوسف الأحمد في عدة لقاءات مصورة أتى فيها بأمور عظام تجرأ فيها على بعض ولاة أمر هذه البلاد أمثال أمير منطقة مكة وفقه الله لكل خير وجنبه كل شر وحمله مسؤولية ما حدث من كوارث جراء الأمطار التي هطلت في مدينة جدة في العامين الماضيين وأنا لست هنا مدافعاً عن الأمير خالد الفيصل وفقه الله .. ولكني أريد أن أبين أن هذا المفتون يريد الإنكار فحسب حتى وإن كان الأمر ليس منكراً وإلا هل يقول عاقل أن ما حدث في جدة من كوارث وأمطار بسبب أميرها؟
فإن قال هذا المفتون وغيره إن ما حصل من كوارث بسبب المحرمات التي لا ترضي الله من الحفلات الغنائية وغيرها…..؟
فيقال هذا أمر مشترك يتحمله جميع أهل جدة بل إن هناك أموراً أعظم من هذه الأمور الشهوانية (إن سلم أنها لم تكن موجودة قبل قدوم الأمير إلى جدة) من أمور الشبهات كالتصوف وما يتبعه من أنواع البدع.
وهل يقول عاقل أن التراكمات والأخطاء الإدراية التي حصلت في جدة في عقود طويلة من الزمن يتحملها الأمير خالد الفيصل الذي لم يتول المنطقة إلا منذ سنوات قليلة لا تتجاوز الخمس؟
ولكن يوسف الأحمد يريد الإنكار حتى ولو لم يكن الأمر منكراً بل حتى وإن كان الأمر معروفاً فبعد القرار الذي أصدره الأمير وفقه الله الذي يقضي بسعودة حلقات التحفيظ حماية لأبناء هذه البلد من الأفكار المشبوهة أظهر هذا المفتون الأمر وكأنه تعطيل للقرآن ومحاربة لله والله من وراء القصد وأنا والله لا أقر الحفلات الغنائية وغيرها من المنكرات سواءً في جدة أو غيرها من بلادنا وغيرها ولكن المناصحة لولاة الأمور لها طرق مسنونة مشروعة خالفها يوسف الأحمد وغيره.
ولم يقف الأمر عند هذا فحسب
بل وبعد الثورات المتعاقبة خرج بلهجة المتوعد لحكام هذه البلاد إذا لم يقوموا بما يسميه إصلاحاً بأنه سوف يحصل كذا وكذا من الاحتقان رغم اعترافه بأن البلاد تحكم الشريعة.
واستمر على هذه الحال في عدة لقاءات حتى خرج في لقاء مصور خاطب فيه أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله منكراً عليه بطريقة هي أشبه ما تكون بطريقة الخوارج بل هي طريقة الخوارج مع أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله يستقبل أعداداً كبيرة من المواطنين طوال أيام الأسبوع في قصر الحكم في الرياض وفي قصره ولكن الرجل يريد الإنكار فحسب.
ولم يقف عند هذا الأمر فحسب بل خرج بنفس الطريقة المشينة مطالباً الأمير محمد بن نايف وفقه الله بإطلاق سراح الموقفين أمنين وبأسلوب التهديد والوعيد الذي تعود عليه في كثير من لقاءاته وجاء في كلامه بالعجائب ولا أدري هل يتعمد الكذب والتضليل على الناس أو أن هذا حدود علمه و عقله.
ويكفي في رد هذا الباطل الذي أتى به أن أذكر بعض النماذج الذين ذكرهم أمثال:
سليمان العلوان و عبدالله السعد ومن أشهر فتاواهم فتوى شرعية الجهاد في العراق لشبابنا بلا إذن من ولاة أمرنا وهذا مشهور عنهم حتى ذهب أعداد كبيرة من شباب هذه البلاد إلى أماكن الصراعات والفتن فصاروا وقوداً للفتنة وحطباً لها فحسبهم الله على من غرر بهم وفرقهم عن أهلهم وأولادهم مستغلاً غيرتهم على دينهم الغيرة غير المقيدة بالشرع المطهر .
فكان من واجب ولاة الأمر إيقاف من أفتى بهذا الأمر حماية لشباب هذه البلاد وهذا يتبين بعد إيقاف الكثير ممن تسبب في خروج الشباب إلى العراق ففي تلك الأيام كنا نسمع ما بين حين وأخر خروج الشاب الفلاني للعراق وبعد حين نسمع بخبر قتله على يد الكفرة الأمريكان أو الرافضة أخزاهم الله وهكذا حتى لا يكاد أحد منا إلا ويعرف من أبناء جيرانه وأقاربه العدد الكثير وأما بعد إيقافهم هولاء الدعاة قل العدد أو تلاشى وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل إيقافهم من الدولة وفقها الله.
ونحن نعرف كما يعرف الأحمد أن كثيراً من الموقفين إما أن يكون له علاقة بتنظيم القاعدة المشين أو تموين جهة مشبوهة أو تحريض على الخروج أو قضايا تكفير وتفجير فكيف يطالب هذا المفتون بإخراج هولاء القوم الذين أفسدوا البلاد والعباد مستغلاً عاطفة أهليهم وذويهم ومتناسياً أهالي الذين غرر بهم فكم أم ماتت حسرة على ولدها، وزوجة على زوجها، وأولاد على أبيهم .
ثم ذكر عدة أسماء منهم سفراً الحوالي ولا بدمن الوقوف معه :
أين غيرة يوسف الأحمد على التوحيد والسنة حين قال سفر الحوالي في جريدة المدينة لا أرى مانعاً من فتح مدارس للشيعة تدرس فيها كتبهم كما في الرسالة الْمُلحقة بصحيفة الْمَدينة بتاريخ (28/8/1424هـ)!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن الأسماء التي أوردها عبدالعزيز الجليل ويكفي أن تقرأ كتابه التربية الجهادية حتى تعلم حقيقة فكر هذا الرجل فقد قرر في هذا الكتاب أنه لا توجد دولة مسلمة كما في ص87.
بالإضافة إلى تمجيده لسيد قطب و محمد سرور وغير ذلك من المخالفات الكبار في هذا الكتاب.
والملاحظ أن يوسف الأحمد ينفي علمه بما عند هولاء الموقفين من الأسباب التي أدت إلى إيقافهم فيقال له عدم علمك بالشيء لا يعني عدم وجوده و عدم علم غيرك به وهذا أمر معروف يعرفه كل عاقل بل هي طريقة أنكرها الله على الكفار قال تعالى ( حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
وبعد ذكر المخالفات التي وقع فيها يوسف الأحمد لا بد من التنبيه على أمر وهو أن المحتسب إذا أنكر المنكر بالطرق الشرعية ولم يزول هذا المنكر فإن ذمته تبرأ عند الله ويحصل الأجر والأمن من العقوبة وهذا الذي يريده العبد المؤمن الصادق بخلاف من أراد شيئاً آخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
– والذي يتتبع لقاءات هذا المفتون يجد فيها مخالفات كباراً لأهل السنة لا ينبغي السكوت عنها ولا بد من الوقوف معها:
الوقفة الأولى:
التشهير و الإنكار العلني على ولاة الأمر في مواقع الانترنت وغيرها من مجامع الناس وهذه من الغيبة و من فتح أبواب الشر على المسلمين وإغال صدور العامة على ولاة أمورهم.
ومن المعلوم عند أهل السنة أن الإنكار على ولي الأمر له ضوابط منها أن يكون فيما بين المحتسب وبين ولي أمره قال صلى الله عليه وسلم “من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه” ابن أبي عاصم في كتاب السنة و الحاكم و صححه الألباني في ظلال الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: آمر إمامي بالمعروف ؟ قال ابن عباس: إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه ، ولا تغتب إمامك .
انظر إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما ولا تغتب إمامك وهو الحجاج وهو الفاجر الباغي الظالم فكيف بغيبة ولاة أمور هذه البلاد حماة التوحيد والسنة الذين يفرحون بنصح الناصحين وإصلاح المصلحين بل إن فيهم من الغيرة على التوحيد ما ليس في بعض ممن يدعي التدين وإنكار المنكر.
خرج البخاري ومسلم عن أبي وائل قال قيل لأسامة بن زيد: لو أتيت عثمان فكلمته، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر، دون أن أفتح باباً لا أكون أول من فتحه.
انظر لكلام هذا الصحابي الجليل وقارن بينه وبين كلام يوسف الأحمد فهذا هو منهج السلف الصالح في الإنكار وهذا الذي طبقه العلماء الراسخون اتباع السلف الصالح أمثال ابن باز رحمه الله لما سئل:
هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ وما منهج السلف في نصح الولاة؟ .
الجواب:
ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة , وذكر ذلك على المنابر; لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف , ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع , ولكن الطريقة المتبعة عند السلف : النصيحة فيما بينهم وبين السلطان , والكتابة إليه , أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير .
أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل : فينكر الزنا , وينكر الخمر , وينكر الربا من دون ذكر من فعله , فذلك واجب; لعموم الأدلة .
ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم .
ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان ؟ فقال : إنكم ترون أني لا أكلمه , إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه .
ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم , حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما, وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك , وقتل جمع كثير من الصحابة رضوان الله عليهم وغيرهم بأسباب الإنكار العلني , وذكر العيوب علنا , حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه , وقد روى عياض بن غنم الأشعري , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، ولكن يأخذ بيده فيخلو به ، فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه ».
نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين من كل شر , إنه سميع مجيب .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد , وآله وصحبه.
.
الوقفة الثانية:
التعظيم والحماسة الزائدة في إنكار الشهوات دون نظر ولا حماسة لأمور الشبهات التي تعصف بالمسلمين في هذه البلاد وغيرها من البلاد وهذا مظهر من مظاهر ضعف العقيدة وقلة العلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إن أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع.
و إلا فالواجب على أمثال هذا المفتون الغيرة على عقيدة السلف الصالح من دعاة الباطل أمثال سلمان العود وسفر الحوالي وسعد البريك و عائض القرني فلماذا لا يعقد هذا الغيور على دينه لقاءات يرد فيها على هولاء الدعاة الذين هم دعاة التقريب مع الرافضة بل ومع الغرب الكافر بل هم والله دعاة لتحرير المرأة من دينها و مروءتها فجمعوا بين الشهوات والشبهات وهذا لا يخفى على يوسف الأحمد فهذا عايض القرني قد زار المعرض وانتقد هذه الطريقة التي قام بها الأحمد وحزبه في الإنكار بل وأثنى على كل ما في المعرض فلماذا السكوت عليه أين الغيرة لماذا هذه المفارقات أليس من يتكلم بالدين وهو مبطل أعظم خطراً من غيره فإنا لله وإنا إليه راجعون أصبح المسلمون بين متشدد غال و متميع ضال.
الوقفة الثالثة:
إن هذا المفتون وأمثاله كثيراً ما يدندنون على أمور هذه الدنيا الفانية من الأموال والمناصب وغيرها ومن كان له بصيرة عرف ذلك في لحن قولهم بل من تصريحهم وهم بهذا يستعطفون قلوب الناس بهذا الخطاب.
فبدلاً من أن يأمروا الناس بما أمرت الشريعة به الناس من الصبر على جور الأمراء وأن ما عند الله خير وأبقى كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه رضوان الله عليهم كما في حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها والأنصار شعار والناس دثار إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ” . رواه البخاري
بل تراهم عكس ذلك تماماً نسأل الله السلامة والعافية وما ذاك إلا أنهم دعاة باطل وليس دعاة سنة وحتى تعرف الفرق بين هولاء وبين دعاة السنة انظر إلى كلام دعاة السنة أمثال ابن باز والألباني وابن عثيمين والفوزان رحم الله الميت منهم وثبت الحي منهم للقيام بالسنة.
فلا تجدهم يلتفتون لمثل هذه الأمور لأنهم مشغولون بما هو أهم من ذلك من حرب الشرك والبدع ولا يعني ذلك أن من أخذ مالاً لا يستحقه من المسؤوليين سواءً كان أميراً أو وزيراً أنه في حل لا والله بل كلنا سوف نسأل عن مالنا من أين اكتسباه وفيما أنفقناه.
الوقفة الرابعة:
هذا المفتون قد أثر في أفكار كثير من الشباب لأنه كثيراً ما يظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى خرج من الشباب الذين قد تربوا على أفكاره في إحدى صفحات الفيسبوك ممن سموا أنفسهم محبي يوسف الأحمد ودعوا إلى مظاهرة في معرض الكتاب بل بعضهم قام بتصرفات لا تليق حتى قبض عليهم وهذا والله نذير خطر فالعواطف تتحول إلى عواصف إذا ذهبت القدوة الصالحة أمثال ابن باز والألباني وابن عثيمين واتخذ الشباب قدوة أمثال هذا المفتون.
المخالفة الخامسة:
إن هذا المفتون كثيراً ما يتكلم في أمور الدنيا الأمور التي لا يتكلم فيها إلا أصحاب التخصصات كالهندسة والإدارة وغير ذلك وهذا يدلك على أن هذا الرجل لا يملك إلا التهور والكلام فيما لا يعنيه وقد قيل من تكلم في غير فنه أتى بالعجب وقد جاء يوسف الأحمد بالعجب فتكلم مرة فقال يجب أن يهدم الحرم ويبنى على طريقة هندسية معينة ومرة تكلم في سيول جدة وأخذ يشرح ما هي الطريقة الصحيحة للتخلص من هذه السيول وكيف يكون بناء الجسور والأنفاق وهكذا!!!!!
و في الختام أسأل الله لنا وله الهداية وأسأل الله أن يجنب بلادنا كل مكروه إنه على كل شي قدير.
كتبه/أبومحمد عبدالله بن محمد القحطاني