هل هناك فرق بين المزمار ذي القصبة والقصبتين من حيث الحل والحرمة؟


يقول السائل: هل هناك فرق بين المزمار ذي القصبة والقصبتين من حيث الحل والحرمة؟

يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن المزمار بجميع أشكاله وأنواعه محرم شرعًاـ، وقد دل على حرمته الكتاب والسنة والإجماع، وهذا شامل للغناء كله، الغناء المصحوب بالمعازف وبجميع صور المعازف، قال سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا} [لقمان:6]، ثبت عند ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: «والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء».

أما السنة فقد علق البخاري، وأخرجه أبو داود بسند صحيح عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ». قوله: «يستحلون» هذا يدل على أنه محرم.

أما فتاوى الصحابة فقد تقدم كلام ابن مسعود رضي الله عنه، وقد أفتى بحرمة هذا الغناء ابن عباس وغيره من الصحابة.

أما الإجماع فقد حكاه غير واحد كابن جرير الطبري، وأبي الطيب الطبري، والآجري، وجماعة من أهل العلم نصوا على الإجماع على حرمة الغناء، والمصحوب بالمعازف .

فالإجماع عليه متوارد من أهل العلم على بيانه وبيان حرمته، فإذًا كل غناء مصحوب بمعازف محرم بالإجماع على ما تقدم ذكره.

وبهذا يعلم أن ما كان من مزمار بقصبة أو قصبتين فإن الجميع محرم.

أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمَنا ما يَنْفَعَنَا، وأن يَنْفَعَنَا بما عَلَّمَنَا، وجزاكم الله خيرًا.


شارك المحتوى: