المجموعة (892)


 

يقول السائل: هل يجوز للمسلم سواء كان نصرانيًا ثم أسلم أو كان مسلمًا أصلًا أن يُوصل أمه النصرانية إلى الكنيسة، والتي غايتها التعبد في ذلك المكان؟ وخاصة في أعيادهم الكفرية إن طلبت منه ذلك؟

الجواب:
ينبغي أن يُعلم أن الأم أو الأب إذا كانا كافرين فإنه لا يزال لهما حق البر، وأن يُعاملا معاملة طيبة، كما قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ﴾ [العنكبوت: 15].

فأمر ربنا سبحانه أن يُصاحب الولد ذكرًا كان أو أنثى أمه وأباه في الدنيا مُصاحبة خير، وله من البر إلى غير ذلك، فلذا قال: ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ﴾.
هذا في حال أبوين كافرين يدعوان ولدهما أن يكفر بعد إسلامه، ومع ذلك أمر بمثل هذا، فكيف إذا كانا كافرين ولا يدعوان ولدهما إلى الكفر؟ فهما أولى بالبر والمصاحبة بالمعروف.

فإذن الواجب على الابن وعلى الولد سواء كان ذكرًا أو أنثى، ابنًا أو بنتًا أن يُعامل والديه معاملة حسنة، لكن لا يجوز له أن يتعاون معهما ولا مع غيرهما في معصية الله، كما قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

ومن ذلك ما ذكر السائل أن يُوصل أمه إلى الكنيسة، لاسيما في الأعياد، فإن مثل هذا تعاون على الإثم والعدوان.

وأنصح السائل في أن يجتهد في دعوة أمه أن تُسلم وأن يدعو الله لها بذلك .
أسأل الله أن يهديها وأن يشرح صدرها للإسلام، وكل الكافرين يا رب العالمين.

يقول السائل: هل يجوز تغيير تاريخ الميلاد لاستيفاء دخول كلية الجيش في دولة نيجيريا؟

الجواب:
خلاصة سؤال السائل: أنهم في جيش نيجيريا لا يقبلون إلا عمرًا معينًا، وعمر هذا المتقدم قد يكون أقل وقد يكون أكثر، فيريد أن يُغير تاريخ ميلاده حتى يُقبل في الجيش، فمثل هذا محرم ولا يجوز، وهو غش، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من غشنا فليس منا».

وإن كان دولة نيجريا دولة كفرية إلا أنه لا يجوز الغش، فإن الغش محرم في الشريعة.

ثم أنبه السائل وأنبه كل من دخل الجيش في الدول الكفرية أن يكون حذرًا، لأنهم قد يُلزمونه بأن يقوم بأعمال محرمة ولا تجوز شرعًا، فليتق الله في مثل هذا، سواء كان في جيش كفري كنيجريا أو في بعض بلاد المسلمين، لكن بما أن السؤال عن الكافرين ومثلهم يقعون فيما حرم الله من قتال المسلمين وأذيتهم إلى غير ذلك.

فليتق الله من يتعاون معهم على الإثم والعدوان.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.


شارك المحتوى: