الرد على وجدي غنيم لتكفيره السيسي واتهامه بأنه مرتد
الحمد لله رب العالمين، وبعد:
أنا لست مع الانقلاب وأرفضه، ولكن تعجبت من جرأة أحد قادات الأخوان المسلمين – وهو وجدي غنيم – من تناقضاته وتكفيره لعبدالفتاح السيسي، وإخراجه من دائرة الإسلام، ووصفه بأنه كافر، وذلك بزعمه أنه متعاون مع الصهاينة – إسرائيل – في قتل المسلمين في سيناء.
ولذلك أحببت أن أجري مقارنة بسيطة بين هذا العمل الذي تم تكفير صاحبه – وهو السيسي – ، وبين عمل مرسي .
وهل وجدي غنيم سيكفر مرسي كما كفر السيسي إذا وقف على ذلك ؟!!
أم سيأول كلام مرسي ويصرفه عن مراده ويلتمس له الأعذار .. بخلاف ما فعل مع السيسي؟!!
أم أن الاخوان المسلمين مرفوع عنهم القلم يفعلون ما يشاؤون فلا تجري عليهم الأحكام الشرعية؟!!
( مقارنة بسيطة بين عمل السيسي ومرسي )
أولا: الجيش المصري لما نوى تنفيذ حملة عسكرية في سيناء بأمر من الرئيس مرسي، استأذن من إسرائيل وأعطت له الموافقة على هذه الحملة في شبه جزيرة سيناء، حيث سيتم نشر الآلاف من الجنود المصريين لمحاربة الجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي يخالف معاهدة السلام بين البلدين التي لا تسمح بنشر قوات كبيرة ومعدات عسكرية ثقيلة مصرية في سيناء، ومن أجل مهاجمة “الإرهابيين الإسلاميين”، أخذ مرسي الموافقة على ذلك وسمحت له إسرائيل.
ثانيا: لما حكم الرئيس مرسي وآلت إليه مقاليد الحكم – وهو من الإخوان المسلمين – لم يقطع العلاقة مع السفاك النصيري الكافر الذي يقتل المسلمين في سوريا الليل والنهار، ولم يغلق سفارته في دمشق خلال حكمه سنة، إلا قبل عزله بأيام بعد الضعط عليه من قبل الشعب.
ثالثا: قال وزير خارجيته – وهو الذي نصبه مرسي – : أن رأينا ليس ببعيد عن رأي روسيا في الشأن السوري.
رابعا: قال مرسي – حينما سئل عن قطع اليد – : (ليس هذا من الشريعة وإنما هذا حكم فقهي). ويفهم من كلامه أنه ليس قطعي الثبوت وإنما هو قابل للأخذ والرد.
خامسا: المتتبع لكلام مرسي أثناء خوضه للإنتخبات الرئاسية وبعد فوزه: لا يذكر كلمة الإسلام أو الحكم به أو الرجوع إليه؛ وإنما كلماته تدور حول الدولة الديمقراطية، أو مدنية، أو الحرية، أو المساواة، أو دولة حديثة.
سادساً: وضع يده مع دولة إيران الفارسية المجوسية، وسمح للسفن الايرانية الدخول عن طريق قناة السويس لدعم النظام السوري بالسلاح، وأيضاً الإتفاقية التي أبرمت بين مصر وإيران، وتنص الاتفاقية على اتفاق الجانبين لتسيير رحلات سياحية متبادلة، وغير ذلك من البنود التي تهدم الإسلام وتقوي نشر الرفض في مصر على نطاق واسع بسبب إتفاقية مرسي مع إيران.
سابعا: يقول محمد مرسي: (لا يوجود خلاف في الأصول بين المسلمين والمسيحيين، كل المصريين ليس بينهم خلاف عقدي، المصريين إما مسلمين وإما مسيحيين، ولا خلاف بين العقيدة الإسلامية والعقيدة المسيحية، الخلاف خلاف ديناميكي وخلاف آليات ووسائل).
بل قال: (لا يمكن أن يكون خلافا عقائديا).
أليس في هذا القول رد للآيات القرآنية التي تنص على كفر النصارى، وأنهم ليسوا سواء في العقيدة بين المسلمين والنصارى؟!
السؤال الذي لا بد له من جواب: ما الفرق بين عبدالفتاح السيسي، الذي كفره وجدي غنيم على موقف – إن صح الخبر – ، وبين موقف وقول محمد مرسي، الذي مع الأسف شبهه أحد قادات الأخوان المسلمين بالخليفة الراشد عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ؟!!
الحمد لله على نعمة المنهج.
كتبه/ فيحان بن سرور الجرمان