ما تعليقكم على قول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في كتابه “تحفة الإخوان” عن سيد قطب: (إنه من العلماء وإن له مؤلفات كثيرة مفيدة أشهرها وأهمها تفسيره ظلال القرآن). اهـ. وقد سمعت من بعض المشايخ أن فيه عقيدة الجهمية كالحلول وغير ذلك .
فيُقال: إن من القواعد المتقررة أن الحجة لا تترك لقول أحد ولو كان أعلم الناس فإن العبرة بالحجة والبرهان الذي يدل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومما يوضح هذا أن ابن حجر في لسان الميزان ذكر أن عمر وعمرو بن العاص أثنوا خيرا على عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل علي رضي الله عنه لكن بعد ذلك قتل عليا رضي الله عنه فهل يصح لأحد أن يستمر في تزكية عبد الرحمن بن ملجم لأن عمر وعمرو بن العاص ذكراه بالخير؟ فيقال: كلا العبرة بالحجة والبرهان فلو قُدر أن هناك رجلًا زكاه مجموعة من العلماء الأفاضل وأنت تعرف منه أنه زانٍ وشارب الخمر إلى آخره فالعبرة بالبينة والبرهان فلا تترك ما تعلمه إلى تزكية أحد العلماء، التزكية تنفع المزكى إذا لم يوجد عند المزكى ما يعارض هذه التزكية فالأصل أن من زكي أنه مزكى إلا إذا ثبت من قوله وفعله ما يخالف ذلك، أما موبقات سيد قطب وضلالاته فقد بينها العلماء، ومن أشهر من وضح ذلك وبينه الشيخ ربيع بن هادي جزاه الله خيرًا وبين ذلك علماؤنا الكبار كابن باز والإمام الألباني والإمام ابن عثيمين وكانوا قبل يثنون عليه ثم بعد ذلك رجعوا إلى الكلام فيه وتضليله وقد بينت ذلك بوضوح في محاضرة مسجلة بعنوان “موبقات سيد قطب أحرجت أنصاره” ذكرت في كلام العلماء موثقًا أنهم تراجعوا عن ذلك وذكرت موبقات سيد قطب موثقة كطعنه في موسى كليم الله وداود عليه السلام وسليمان عليه السلام وطعنه في معاوية رضي الله عنه وعمرو بن العاص رضي الله عنه وتكفيره لأبي سفيان رضي الله عنه إلى غير ذلك من موبقاته الكثيرة، فلذلك لا يجوز أن يُتعصب له أن يتمسك بكلام العالم القديم دون كلامه الجديد لا سيما وكتاب تحفة الإخوان كتاب كتبه الشيخ بن باز قديمًا وكان كالمذكرات، أما كلامه بعد كان مؤرخ فهو بخلاف هذا الكلام وفيه تضليل لسيد قطب وبيان أنه ضايع وأنه مفلس وأنه يجب أن نمزق كتابه إلى غير ذلك، وأوصيك بالرجوع إلى ما سبقت الإشارة له وهي محاضرة موبقات سيد قطب أحرجت أنصاره .