هل يشترط في الرد على المخالف النظر في المصالح والمفاسد؟
يُقال جوابًا على هذا السؤال: إن الرد على المخالف فرعٌ عن الأمر بالمعروف والنهي عن الأمر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل الدين كله قائمٌ على جلب المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها كما بين هذا شيخ الإسلام ابن تيمية كما في “مجموع الفتاوى” وابن القيم في كتابه “إعلام الموقعين” بل لما ألف العز بن عبد السلام كتابه “القواعد” أرجع كتابه كُلَّه إلى هذه القاعدة.
فإذا كان كذلك فإن الأصل وجوب الرد على المخالف، لكن إذا اقتضت المصلحة الراجحة أن لا يُردُّ عليه فإنه لا يُردُّ عليه كغيرها من مسائل الدين.
مع التنبه إلى أنه لا يصح أن تتوهم المصالح، ويُترك هذا الأمر العظيم، أو أن بعض الناس يتركه لمصالحه الذاتية الدنيوية فمثل هذا لا يجوز؛ فإنا خُلِقنا للآخرة لا للدنيا، ولا يصح أن نترك عبادة الله لأجل مصالحنا الدنيوية.