أسباب الردة عن الدين
من أهم أسباب الردة عن الدين وأخطرها وأكثرها وقوعاً اليوم:
1/ الشرك بالله في عبادته كالتقرّب إلى الله بدعاء أصحاب القبور والمقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة، أو الذبح أو النذر لهم، أو طلب المددر أو الغوث منهم أو اللجوء إلى أعتابهم عند الشدائد، أو الطواف بقبورهم، أو الخوف منهم أو رجائهم، أو اعتقاد إحاطتهم بالكون أو تصرّفهم فيه، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]، وقال تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}
2/ التكذيب بشيء من آيات الله أو جحد ركن من أركان الإسلام أو الإيمان أو جحد حجيّة السنة، قال تعالى: {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} ، وقال تعالى : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
3/ بُغْضِ العبد شيئاً مما أنزل اله تعالى في الكتاب أو السنة ولو عَمِلَ به قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}
4/ اعتقاد أن أحداً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يسعه الخروج عما أوحى الله إليه في الكتاب أو السنة، أو تسقُط عنه الفرائض أو تحِلُّ له المحرّمات؛ بحجة أنه صار من العارفين أو الواصلين أو بأيّ حجة أخرى قال الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
5/ الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بشيء من شرعه أو ثوابه أو عقابه، قال الله تعالى: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ}
6/ طاعة العالِم أو العابد فيما يخالف شرع الله تعالى، قال الله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} لما فسّرها النبي صلى الله عليه وسلم لعديّ بن حاتم رضي الله عنه عند الترمذي.
7/ العدول عن حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى حكم غيرهما باعتقاد أنه أحسن أو مساوٍ لحكمهما، قال الله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}
8/ إقرار مذاهب المشركين في الدين وموالاتهم وموادّتهم ومظاهرتهم على الإسلام والمسلمين محبّةً لهم ولدينهم، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً} ، وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} ، وهذا لا ينفي حسن المعاملة فقد قال الله تعالى عن الوالدين: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} ، وقال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}
9/ السحر، ومنه ما يسمّى الصرف والربط والكشف والعطف والعمل، قال الله تعالى: {وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ}
وقد أخذتُ هذه من رسالةٍ للإمام المجدّد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله خَرَجَت (بصورتها المنشورة) عن منهاجه الذي تميّز به رحمه الله من الاستدلال على كل حكم بدليله من الكتاب ومن السنة الصحيحة الصريحة. والله أعلم.
مكة المباركة ـ 1424هـ