أنا لم أذبح العقيقة لأبنائي، ومجموع العقيقة أربع شياه، و أنا سوف أذبح الأربع في يومٍ واحدٍ. السؤال: هل أستطيع أخذ واحدة لبيتي، وواحدة لبيت أهلي، وواحدة أطعم بها أقاربي، وواحدة أتصدق بها ؟
الجواب على هذا أن يُقال والله أعلم: أن الأفضل في العقيقة أن تُقسم كالأضحية، فالأفضل في الأضحية أن تُقسم أثلاثًا، ما بين صدقة وهدية، وأن يطعمها ويأكل منها كما أفتى بذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الأضحية، وإلى هذا ذهب الإمام أحمد في الأضحية.
وصنيع العلماء أنهم يعاملون الأضحية معاملة العقيقة في اتقاء العيوب فيها، كما يستفاد من ذلك إجماع أهل العلم فيما حكى ابن عبد البر، وأيضا ثبت عن ابن سيرين رحمهما الله: أنه يتقى فيها من العيوب ما يُتقى في الأضحية؛ فلذلك – والله أعلم – أن الأفضل في العقيقة أن تُقسم أثلاثًا كالأضحية. لكن له أن يفعل بها خلاف ذلك؛ لأن الكلام في الأفضل.
لكن ينبغي التنبه لأمر؛ لا يصح أن تذبح العقيقة اتقاءً للمال. فلو أن رجُلًا مرتبط بوليمة كل شهر على أحدهم هذه الوليمة، ومن جاءت عليه الوليمة فإنه يذبح شاةً، فلما جاء دور أحدهم ذبح عقيقته في هذه الوليمة، فمثل هذا لا يجوز؛ لأن المقصود من الذبح في الأصل ليس العقيقة، وإنما الذبح لهذه الوليمة؛ لذلك لو لم تكن عليه عقيقة لذبح ، ففرقٌ بين هذا، وبين أن يذبح الرجل عقيقةً، ويجمع الناس عليها.