يقول السائل: أيهما أفضل: إدراك الصف الأول في المسجد أم صلاة الراتبة في البيت؟
الجواب:
صورة هذا السؤال: أن الرجل قد يتعارض عنده أمران:
الأمر الأول: أن يُبكر إلى المسجد مع الأذان أو قبل الأذان، أو أن يتأخر ليصلي الراتبة القبلية في البيت، وهذه المسألة إنما تُتصور في فرضين، في صلاة الفجر وصلاة الظهر؛ لأن لهما راتبة قبلية، أما ما عداهما فلا يُتصور على الصحيح -والله أعلم-.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث زيد بن ثابت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة»، فهذا يدل على أن التأخر لأداء صلاة الراتبة القبلية في البيت أفضل، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو يعلم الناس ما في النداء وفي الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه».
وذلك أن المتأخر قد يفوت عليه الصف الأول في بعض المساجد وفي بعض الأزمان، وكذلك يفوت عليه التهجير وهو التبكير.
والأظهر في هذه المسألة -والله أعلم- أن يُقال: إن صلاة الراتبة في البيت أفضل؛ لأنه ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- فيما رواه الطحاوي وغيره أنه كان يُصلي راتبة الفجر في البيت ثم يخرج إلى المسجد، فكان حريصًا على ألا يُصليها في المسجد وإنما يصليها في البيت -رضي الله عنه-.
ومثل هذا يُقال في راتبة الظهر، فبدلالة فعل ابن عمر يتبيَّن أن صلاة الراتبة في البيت أفضل من التبكير والتهجير إلى الصلاة ولو فات الصف الأول -والله أعلم-.
ومن هذا نستفيد أفضلية صلاة الراتبة في البيت، لذا لنحرص على أدائها بعد الصلاة في البيت قدر الاستطاعة لمن غلب على ظنه أنه لا تفوت عليه.