أنا من الجزائر، إمام مسجدنا متذبذب يُثنِي في مجالس العامة على بعض الخوارج كالزرقاوي ويوسف أبو الشيخ، وفي مجالس أخرى يثني على بعض علماء السنة كابن باز والألباني والعثيمين وغيرهم، يقرِّر ترك الخروج على الحُكَّام في مجالس، وفي أخرى: يلمِّح بالطعن في ولاة الأمور في بلدنا، ويطعن في السعودية خاصة، كيف نعامله؟ هل يعتبر مبتدعًا فيهجر؟ أم ماذا؟ علماً إني قد كُلِّفت بأداء الصلوات الخمس والتراويح في المسجد، وابتدأت مخالطتهم في حدود الصلوات مع تحفظي الكامل منه ومن حضور مجالسه، ماذا تنصحون؟ بارك الله فيكم.
يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: أن المتذبذبين كُثُر، وكثير من المتذبذبين يكون تذبذبه بسبب جَهْلِه وعدم معرفته للصواب، فمثل هذا ينبغي إذا تبين أن تذبذبه بسبب جهله وعدم معرفته بالصواب أن يناصح، وأن يبيِّن له الحق والهدى بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، فإن استجاب فالحمد لله، فإن لم يستجب واستمر متذبذبًا، فقد يكون تذبذبه عنادًا، فإذا كان كذلك فمثل ذا في ظنِّيٍّ – والله أعلم- لا يجالس ولا يعزِّز ولا يكرِّم ولا يثني عليه مع مراعاة المصالح والمفاسد، إذا كان له شأن ومكانة فتراعى المصالح والمفاسد في مثله، لكن لا يعظِّم ولا يثني عليه.
وإذا اضطر أحد لمجالسته للمصلحة الراجحة يفعل ذلك مع الحذر، لكن المهم أن يتأكد من حاله إذا كان جاهلًا، وقد خفي عليه الأمر يُسعَى لنصحه وبيان الحق له، وإذا رأى خلاف ذلك فيُسعَى لاجتنابه، وأن يجتنبه الناس مع مراعاة المصالح والمفاسد؛ لأنه قد يُسعَى للتحذير منه ولإبعاد الناس عنه فتحصل مفسدة أكبر.
فأنصح السائل أن يتشاور مع إخوانه في كيفية التعامل مع هذا الرجل، وفي تحديد موقفه، وهل هو متذبذب أم معاند.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا وجزاكم الله خيرًا.