بسم الله الرحمن الرحيم
افتراء ناصر العمر وحزبه على السلفية
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون و كان الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم على شركٍ بالله وجهل عظيم بما خُلقوا من أجله من التوحيد الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
فمقت اللهُ جل وعلا أهل الأرض عربهم وعجمهم بسبب ذلك قال صلى الله عليه وسلم (إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم و عجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب) رواه مسلم من حديث عياض ابن حمار رضي الله عنه
فأوحى الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالنور وحياة القلوب قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْجَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
فبدأ بجهاد الكفار بالحجة التي أُنزلت عليه فكان يغشى الناس في مجامعهم واسواقهم حتى فتح الله له قلوب الصادقين فأسلم الصديق رضي الله عنه وكان أول أسلم من الرجال وأسلم معه بلالٌ رضي الله عنه وكانت هذه هي بداية الغربة قال عمرو بن عبسة السلمى كنت وأنا فى الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا جرءاء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له ما أنت قال «أنا نبي»، فقلت وما نبي؟ قال «أرسلني الله»، فقلت وبأي شىء أرسلك؟ قال «أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء»، قلت له فمن معك على هذا؟ قال «حر وعبد»، قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به … إلخ، رواه مسلم في صحيحه
وأخبر صلى الله عليه وسلم بخبرٍ يصفهذا الحال وهذه البداية لهذا النور فقال “بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريباً كما بدأ”، رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وأخذ الأمر في زيادة وأسلم من أسلم من الصحابة في مكة ثم هاجر بعد ذلك عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ومعه صاحبه الصديق الأكبرثم هاجر من هاجر من أصحابهُ وأقام دولة الإسلام في المدينة النبوية وقوت شوكة المسلمين وتمكن التوحيدُ من قلوبهم
وكثر عددهم فأذن الله لنبيهِ صلى الله عليه وسلم بجهاد المشركين بالسيف، قال تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير)
فقاتل المشركين ونصرهُ اللهُ نصراً عظيماً ودخل الناس في دين الله أفواجاً وأتم اللهُ نعمته على عباده المؤمنين وكمّل لهم الدين قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) حتى قال رجلٌ من اليهود لعمر يا أمير المؤمنين لو أن علينا نزلت هذه الآية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية نزلت يوم عرفة في يوم جمعة، رواه البخاريُ ومسلمٌ في صحيحهما عن طارق بن شهاب
وبعد هذا الكمال قبض اللهُ نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فبدأ عصر الخلفاء الراشدين وارتد من ارتد من العرب فقام الصديق الأكبر رضي الله عنه قومته المشهورة وقاتل من كفر بعد إسلامه فأعز الله به الإسلام ثم توفي رحمه الله ورضي عنه وعهد بالخلافة من بعده للفاروق رضي الله عنهما وانتشر العلم في بلاد الإسلام واستمرت الفتوحات
وكان عمر رضي الله عنه باباً و سداً منيعاً في وجه الفتن ولكن هذا الباب كُسر وجاءت الفتن التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم والتي وصفها عمر رضي الله عنه بقوله تموج كما يموج البحر قال حذيفة: كنا جلوسا عند عمر رضي الله عنه فقال أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه و سلم في الفتنة؟ قلت أنا كما قاله، قال إنك عليه أو عليها لجريء، قلت فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال ليس هذا أريد ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر، قال ليس عليك منها بأس يا أميرالمؤمنين إن بينك وبينها باب مغلقا، قال أيكسر أم يفتح؟ قال يكسر، قال إذا لا يغلق أبدا، قلنا أكان عمر يعلم الباب؟ قال نعم كما أن دون الغد الليلة إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأل حذيفة فأمرنا مسروقا فسأله فقال الباب عمر، رواه البخاري ومسلم
ثم تولى الخلافة عثمان رضي الله عنه وأجمع الصحابة رضوان الله عليهم على خلافته، فخرج الخوارج عليه فقتلوه وتولى بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتل مظلوماً كما قتل عثمان رضي الله عنه مظلوماً، وكانت الشيعة قد خرجت في وقت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحرقهم بالنار بعد أن رأى منهم الكفر البواح، وخرجت القدرية بعد ذلك فكفرهم ابن عمر رضي الله عنهما قال يحيى بن يعمر قال كان أول من قال فى القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء فى القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلى فقلت أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآنويتقفرون العلم – وذكر من شأنهم – وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف. قال فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنى بريء منهم وأنهم برآء منى والذى يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمنبالقدر
وكانت كلما خرجت بدعت تصدى لها أهل العلم من الصحابة ومن معهم من التابعين وهم أهل العلم والفضل وبعد موت الصحابة رضي الله عنهم أخذت الفتن تزداد وكثرة البدع وكثر أهلها واشتدت غربة أهل السنة وبدأ الإسلام يعود غريباً كما بدأ فبدأ أهل السنة يشعرون بالغربة
فبعد الخير الذي عاشه الصحابة رضي الله عنهم في عهد النبوة وفي عهد الخلفاء الراشدين بدأت الأمور تتغير وتتبدل وهذا مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة لما سأله: يقول رضي اللهُ عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا فى جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال «نعم» فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال «نعم وفيه دخن» وعن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه و سلم، رواه البخاري
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: كان الحسن رحمه الله يقول لأصحابه: يا أهل السنة! ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس، وقال يونس بن عبيد: ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها، وروي عنه أنه قال: أصبح من إذا عرف السنة فعرفها غريبا وأغرب منه من يعرفها، وعن سفيان الثوري قال: استوصوا بأهل السنة فإنهم غرباء ومراد هؤلاء الأئمة بالسنة: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات، (كشف الكربة) قلت هذا في عهد التابعين وأتباعهم من أصحاب القرون المفضلة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»، متفق عليه،فكيف بمن بعدهم من القرون وكيف بنا في هذا الزمن المتأخر البعيد عن عصر النبوة و نورها، ولكن الله جل وعلا أرحم الراحمين وهو الهادي إلى سواء السبيل ولا يهلك على الله إلا هالك فمن كمال رحمة الله وسعة فضله أنه جعل للحق وأهله علامات يعرفها من أراد الحق وجعل للباطل علامات يعرفهامن أراد اجتنابه والإعراض عنه
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا قال: “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بعدة ضلالة”، خرجه وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم هذا حديث صحيح ليس له علة،وقال البغوي: حديث حسن، قال الحافظ في الفتح: صححه ابن ماجه وابن حبان والحاكم، وصححه الالباني في الإرواء ونقل تصحيحه عن ابن عبدالبر والهروي والضياء المقدسي، في هذا الحديث أخبر بالاختلاف ووصفه بالكثير
وأمر صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعدهوأخبر أن الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، فقال صلى الله عليه وسلم إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا: ومن هي يا رسول الله قال:” ما أنا عليه وأصحابي، رواه أحمد وأصحاب السنن حسنه الترمذي، و صححه الحاكم، والذهبي، وابن تيمية، والشاطبي، وابن حجر والألباني، وهذا الحديث يؤكد على المعنى الذي في الحديث السابق وهو أن الأمور ستختلف وأن الأمة ستتفرق على فرق وأنّ الفرقة الناجية من هذه الفرق هي الفرقة التي تتمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وأصحابه
وثبت عند الإمام أحمد عن عبدالله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً وقال: “هذا سبيل الله” ثم خط خطوطاً عني مينه وعن يساره وقال: “هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه” ثم قرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلي ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)، ورواه النسائي والدارمي وصححه الألباني، وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن الطريق المرضي المتبع لا يكون إلا واحداً وأن الطرق الأخرى من طرق الشيطان ومخالفةٌ لسبيل المؤمنين الذي توعد الله جل وعلا من خالفه بقوله (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
ومع هذا كله فالحق ظاهر وإن كان أهله قليلاً وهذا من كمال رحمة الله جل وعلا قال معاوية رضي الله عنهما وهو على المنبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «لا تزال طائفة من أمتى قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهمأو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس»، رواه مسلم والبخاري وهذا لفظ مسلم،
فهذه النصوص دلت على أن الطريق والسبيل واحدٌ لا يتعدد وأنه طريق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذي تمسك به أصحاب القرون المفضلة من الصحابة والتابعين واتباعهم وأن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة واحدة
وسبب ذكر هذا التدرج التاريخي في هذه المقدمة أنه ما بين حين وآخر يطالعون بعض الدعاة الذين يدّعون التمسك بالسنة و منهج السلف الصالح بكلام ساقطٍ بعيدٍ عن الواقع الذي يزعمون فقهه وبعيد عن العلم الذي ينتحلونه فمرة أدخلوا الأشاعرة في أهل السنة (كما قرر ذلك الغنيمان والعودة والددو)
ومرة زعموا أن التشيع الذي عند الرافضة منه تشيعٌ محمودٌ كما صرح بهذا سعد البريك وهذا الكلام كان موجهاً للصفار (في لقاءٍ معه في قناة دليل في برنامج البيان التالي) الصفار الذي من مقولاته (جزى الله شيعتنا خيراً الذي قتلوا عثمان) (واعترافه بأنه يسب أبابكر وعمر) هذا عند سعد البريك تشيع محمود
وقبل عدة سنوات ظهر عايض القرني في مؤتمر في الكويت اختلط فيه الرجال بالنساء واجتمع فيه رؤوس الضلال أمثال طارق السويدان والبغيض الجفري وغيرهما وزعم عايضٌ القرني أن غالب الأمة على الوسط من العلماء والمفكرين والدعاة بل والعوام وهذا والله من الكذب والزور ولبس الحق بالباطل
www.youtube.com/watch?v=t7Qp2YWKsKk
ثم يقال متى عرف عايض القرني الوسط؟ حتى يتحدث عنه فهو مابين إفراطٍ أو تفريط طوال تاريخه، فإن كان يريد بالوسط الوسطية التي يحبها الله ويرضها التي كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم عليها وأصحابه من بعده وأهل السنة أتباع السلف الصالح فهذا كذبٌ له قرون وقد تقدم أنه لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه حتى نلقى ربنا جل وعلا فكيف يقال أن غالب الأمة على الوسط بعد هذه القرون الطوال والمسافة الزمنية البعيدة التي بيننا وبين القرون المفضلة
وإن أردا بالوسط الذي هو عليه (عايض القرني) وأصحابه من الإخوان المفلسين من حب الرافضة والتقرب إليهم وحب الصوفية ومجالستهم ومضاحكة النساء فربما يكون صادقاً في هذا ولكن هذا الوسط المزعوم ليس وسطاً عند الله ولا عند رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عند الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين بل هو تفريطٌ وانحلال وانسلاخٌ لا يحبه الله ولا يرضاه والقوم كثيراً ما يعبثون بالألفاظ الشرعية بحسب مصالحهم،
وآخر من خرج ناصر العمر في مؤتمرٍ في إسطنبول التركية بعنوان (السلفيون وآفاق المستقبل) زعم فيه أن غالب أمة الإسلام التي تجاوزت المليار علىالسلفية ولا أدري هل يعرف حقيقية ما يقول أم أنه يهرف بما لا يعرف والله إن هذا القول لا يقوله عاقل فإنك لو سألت غالب المسلمين عن السلفية لما عرفوا عنها إلا ما يروجه الأعداء من التشدد والغلو ولو نسبتهم للسلفية لما قبلوا ذلك منك سواءً كانوا من العامة أو من الخاصة ممن ينتسب للعلم بل إن رؤوسهم أمثال القرضاوي قد صرحوا بأن غالب الأمة على مذهب الأشاعرة وأن السلفيين قلة قليلة في بعض مناطق المملكة في نجدٍ والحجاز وبعض المناطق(كلام القرضاوي)للرجوع للمقالة كاملة من صفحة القرضاوي وفيها تسجيل صوتي
http://www.qaradawi.net/site/topics/…&parent_id=114
فالواقع الذي أشغل المسلمين به وسجل فيه المحاضرات وعقد له الدروس وألف فيه الكتب يكذبه ويقول له يا فقيه الواقع أنت لا تفقه من الواقع شيء
وسأقف مع هذه الفرية عدة وقفات أسأل الله أن ينفع بها:
الوقفة الألى:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الأمة ستقترف على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وهذا الحديث يكذب ناصر العمر وأصحابه الذين تقدم ذكرهم ولا يفهم من هذا الحديث التكفير بل هو من أحاديث الوعيد التي لا يلزم منها التكفير فإنه لا يقال بكفر جميع هذه الفرق وإن كان بعض أهل العلم قدكفر بعض هذه الفرق أمثال الجهمية والقدرية والرافضة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وهذا يبنى على أصل آخر وهو “تكفير أهل البدع” فمن أخرج الجهمية منهم لم يكفرهم فإنه لا يكفر سائر أهل البدع بل يجعلهم من أهل الوعيد بمنزلة الفساق والعصاة، ويجعل قوله هم في النار مثل ما جاء في سائر الذنوب مثل أكل مال اليتيم وغيره كما قال تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا)، ومن أدخلهم فيهم فهم على قولين: منهم من يكفرهم كلهم وهذا إنما قاله بعض المستأخرين المنتسبين إلى الأئمة أو المتكلمين، وأما السلف والأئمة فلم يتنازعوا في عدم تكفير “المرجئة” و “الشيعة” المفضلة ونحو ذلك ولم تختلف نصوص أحمد في أنه لا يكفر هؤلاء وإن كان منأصحابه من حكى في تكفير جميع أهل البدع – من هؤلاء وغيرهم – خلافا عنه أو في مذهبه حتى أطلق بعضهم تخليد هؤلاء وغيرهم وهذا غلط على مذهبه وعلى الشريعة . ومنهم من لم يكفر أحدا من هؤلاء إلحاقا لأهل البدع بأهل المعاصي قالوا: فكما أن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون أحدا بذنب فكذلك لا يكفرون أحدا ببدعة. الفتاوى (3/351)، وهذا الذي قرره الشاطبي في الاعتصام (2/185)
فلا يلزم من التبديع التكفير كما أنه لا يلزم من التفسيق التكفير فليس كل مبتدعٍ كافراً وإن كان قد يُكفّر بعض أهل البدع ممن قامت عليه الحجة ووجدت فيه الشروط وانتفت الموانع
الوقفة الثانية:
أن السلفية هي حقيقة الإسلام الذي جاء من عند الله وهي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما كانوا عليه فهو الدين وهو السنة وهو السلفية وهو الوسطية وهو الوسط الذي يحبه الله ويرضاه وهو المراد فيقوله تعالى (كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) وما خالف ذلك فلا يكون ديناً ولا سنة ولا سلفية ولا وسطية، فكيف يقال عن الأشاعرة أنهم من أهل السنة وهم يصرحون بمخالفة السلف الصالح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
أما أن يكون انتحال السلف من شعائر أهل البدع : فهذا باطل قطعا فإن ذلك غير ممكن إلا حيث يكثر الجهل ويقل العلم، يوضح ذلك: أن كثيرا من أصحاب أبي محمد من أتباع أبي الحسن الأشعري يصرحون بمخالفة السلف – في مثل مسألة الإيمان ومسألة تأويل الآيات والأحاديث – يقولون: “مذهب السلف: أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وأما المتكلمون من أصحابنا: فمذهبهم كيت وكيت” وكذلك يقولون: “مذهب السلف: أن هذه الآيات والأحاديث الواردة في الصفات لا تتأول، والمتكلمون يريدون تأويلها إما وجوبا وإما جوازا” ويذكرون الخلاف بين السلف وبين أصحابهم المتكلمين، هذا منطوق ألسنتهم ومسطور كتبهم، أفلا عاقل يعتبر؟ ومغرور يزدجر؟ إن السلف ثبت عنهم ذلك حتىبتصريح المخالف ثم يحدث مقالة تخرج عنهم، أليس هذا صريحا: إن السلفكانوا ضالين عن التوحيد والتنزيه وعلمه المتأخرون وهذا فاسد بضرورة العلم الصحيح والدين المتين. الفتاوى (4/156)
وكيف يقال عن الرافضة أهل الشرك في الربوبية والألوهية وسبابة الصحابة أنهم على الوسط أو أن تشيعهم تشيع محمود وكيف يقال عن أكثر المسلمين أنهم على السلفية أين القائل من حديث الافتراق وأين القائل من حديث العرباض ابن سارية المتقدم الذي ذكر فيه الاختلاف الكثير وأين القائل من حديث ابن مسعود المتقدم الذي بين فيه صلى الله عليه وسلم أن الصراط واحد وأين القائل من حديث الطائفة المنصورة والنبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل أن جميع الطوائف منصورة وأين القائل من كلام السلف الصالح الذين شعروا بالغربة وهم في القرون المفضلة
الوقفة الثالثة:
أنه لو قال قائلٌ بماذا يفسر هذا الإقبال على التدين وعلى العلم وعلى التأليف وما يسمى بالعمل الإسلامي أليس هذا من الخير فيقال هذا خيرٌ قليلٌ فيه دخنٌ كثيرٌ فإن الطائفة المنصورة واحدة والفرقة الناجية واحدة والصراط المستقيم واحد والغربة في زيادة وهذه سنة الله في آخر الزمان كما جاء في النصوص الصحيحة الصريحة ولن يكون آخر هذه الأمة خيرٌ من أولها
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وأخبر أن العلم يقل فلا بد من وقوع ما أخبر به الصادق ومعلوم أن كتب المقلدين قد طبقت شرق الأرض وغربها ولم تكن في وقت قط أكثر منها في هذا الوقت ونحن نراها في كل عام في ازدياد وكثرة والمقلدون يحفظون منها ما يمكن حفظه بحروفه وشهرتها في الناس خلاف الغربة بل هي المعروف الذي لا يعرفون غيره فلو كانت هي العلم الذي بعث الله به رسوله لكان الدين كل وقت في ظهور وزيادة والعلم في شهرة وظهور وهو خلاف ما أخبر به الصادق. اعلام الموقعين (2/231)
الوقفة الرابعة:
كيف يتصدر ناصر العمر وغيره من دعاة الفتنة للكلام عن الوسطية والسلفية وهم لم يعرفوا بها يوماً من الإيام فهذ الرجل لا يعرف إلا بتتبع القصص والحكايات واخبار السياسة ولم يعرف بالعلم بل إنه كان يكفر بالكبيرة (كما في شريط التوحيد أولاً)، وهو من أشغل العلماء والدعاة بما يسمى بفقه الواقع وقد رد عليه العلماء وبينوا خطأه ومخالفته لطريقة السلف الصالح، وهو من احتفل بخالد مشعل أحد قيادات حركة حماس الإخوانية بعد أن رجع من زيارته لإيران وزيارته لقبر الملحد الخميني وقوله عن الخميني هو الأب الروحي لدعوتنا دعوة الإخوان المسلمين فكيف يسمح لنفسه بعد هذا الخزي والعار أن يتكلم عن السلفية ويدخل من يشاء فيها
الوقفة الخامسة:
أهل السنة والجماعة السلفيين أهل رحمة بالناس ومن الرحمة بهم أن تبين للناس ما عندهم من مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وطريقة السلف الصالح، عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «الدين النصيحة» قلنا لمن؟ قال «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، رواه مسلم
الوقفة السادسة:
ناصر العمر عند كثير من الشباب المتحمس رمز من رموز إنكار المنكر والغيرة على الحرمات فهو معظم عندهم والسؤال الذي يجب على كل من اغتر بهذا الرجل الإجابة عليه أين ناصر العمر من المخالفات العقدية وغير العقدية التي تصدر من سلمان العودة وعايض القرني أين شجاعة ناصر العمر وأين حماسته وأين غيرته على الدين لماذا لا يحتسب عليهم ويبين مخالفاتهم كما يفعل مع بعض المخالفات الشهوانية؟ وأين ناصر العمر عن القرضاوي الذي أرسل خطاباً لخادم الحرمين وفقه الله يطلب منه السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة؟ أم أن حزبه وزمرته فوق النقد؟
فإن قال قائل قد يكون ناصر العمر قد ناصح القوم في الخفاء؟ فيقال لو سلم بهذا فهذا مخالف لما عليه السلف إذ أن من أخطأ علانية وجب نصحه و بيان خطئه علانية حتى لا يغتر الناس بهذا الخطأ، ومع هذا كله فقد خرج ناصر العمر وبين أن الخلاف مع سلمان العودة خلاف تنوع
http://islamtoday.net/salman/artshow-78-140843.htm
فإما أن يكون ناصر العمر لا يعرف خلاف التنوع أو أنه حقيقةً يعتقد ما يعتقد سلمان العودة فهو موافقٌ له في المضمون ولكن قد يتغير الشكل لمصلحةحزبية
أسأل الله أن يهدينا إلى مرضاته ويجمعنا على الهدى وأسأله أن ينصر أهل السنة في كل مكان إنه على كل شيءٍ قدير
كتبه
أبو محمد عبدالله بن محمد القحطاني