الاعتداء الآثم على معمل التكرير في بقيق وهجرة خريص
إنَّ الحمد لله نحمَده، ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
إن الله تعالى قد تعهد بحفظ دين الإسلام فقال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ، ولذلك يوجد الله في كل زمان بقايا من أهل العلم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أولئك الذين يحفظ بهم الدين ، فقال ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ) ، وهذه الطائفة كانت في بداية الإسلام في حكام وعلماء ودول قامت كان أخرها خلافة بني العباس ، ثم أصبحت تنتقل عبر قرون الإسلام من مكان إلى مكان يقوم عليها العلماء السلفيين ومن تبعهم من الناس على خذلان لهم وأذى ممن يحكمون بلادهم ، حتى أذن الله تعالى في هذا الزمان بظهور الطائفة المنصورة التي تحفظ الإسلام في صورة مشرقة أجتمع فيها الحاكم والعالم والرعية وذلك بقيام دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية ، فكانت قلعة للإسلام وحصناً للإيمان ، تنشر التوحيد والسنة وتحمي جنابهما تنصر الضعفاء ، تحمل الكل ، تعين على نوائب الدهر ، ومع كل خير تبذله ما أحسن أثرها على الناس ، وأقبح أثر الناس عليها.
أيها المسلمون ولقد دخل في الإسلام منذ بدايته الأولى ظاهراً وأضمروا الشر لأهله باطناً فرق ونحل وملل من الفرس واليهود والنصارى ، فتسنموا في كل فتنة تفت في عضد المسلمين وتفرق كلمتهم ، واتخذوا من متشابه القرآن والسنة وسيلة للتشويش ، ومن دعوى الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلة للتجييش ، يقودهم في ذلك رأس الفتنة عبدالله بن سبأ اليهودي ، أنكروا صحة نسبة كتاب الله تعالى ، كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قذفوا بيوته بالزنا وشرب الخمور ، كفروا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، حرفوا وبدلوا وأحدثوا وابتدعوا في دين ، أدعوا الألوهية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، مارسوا الشرك الصراح في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات بإسم حب آل البيت ، سعوا في كل زمان ومكان للإضرار بأهل الإسلام ، فأوهنوا الخلافة الأموية بالبدع حتى اسقطوها ، وجلبوا المغول للقضاء على الدولة العباسية ، ودعموا الحملات الصليبية على بلاد المسلمين ، ولما قامت دولتهم الصفوية قتلوا أهل السنة شر قتلة ، وخيروا الأحياء من أهل السنة بين كفر الرافضة والقتل ، فتشيع الكثير وكان تطهيراً عرقياً نقلهم من أقل نسب السكان في إيران إلى أن صاروا غالبية ، فرأوا أنه زمان عودة دولة الفرس الساسانية ، فمن دولة الشاه إلى نظام الملالي وهم يخططون لحرب الإسلام والعرب والمسلمين ، فجروا في مواسم الحج ،فجروا في الخبر ، نشروا مذهبهم الكفري بإسم حب آل البيت ، انفقوا الأموال الطائلة لتأسيس الميليشيات والعصابات التي تحركها متى شاءت لحرب الإسلام ، تاجروا في المخدرات للحصول على المال ، سعوا لإدخال المخدرات لبلادنا ولبلاد المسلمين لتدمير الشباب ، تحالفوا لتدمير بلاد الإسلام وإشاعة الفوضى والتمكين لهم لنشر مذهبهم الكفري مع الجماعات السياسية التي تستر بالدين كجماعة الإخوان المسلمين وما خرج من رحمها كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة وحماس ، سعوا من خلال الحوثيين وحزب الشيطان وميليشياتها في العراق وسوريا لتأسيس الهلال الشيعي ومخطط الكماشة للإطباق على الطائفة المنصورة في البلاد السعودية ، أطلقوا مئات الصواريخ والطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات على حرم الله وعلى مدن بلادنا ومطاراتها وأنابيب النفط من خلال ميليشياتهم ، وأخر محاولاتهم البائسة في تكرير لما سبقت أن قامت به حليفتهم القاعدة ما حصل قبل أيام من الاعتداء بالصواريخ والطائرات المسيرة على معامل التكرير في بقيق وهجرة خريص .
أيها المسلمون إن الله تعالى بمنته وكرمه قد جمع للطائفة المنصورة في هذه البلاد بين الحنكة السياسية والقوة العسكرية والمكانة الاقتصادية فكانت هذه العناصر قوة للإسلام والمسلمين وخدمة لبلاد الحرمين ، ومعيناً لنشر العقيدة الصحيحة ، ولبيان الإسلام الوسطي الناصع الذي شوه صورته الرافضة وجماعة الإخوان المسلمين ، ولذلك سعى هؤلاء الأعداء من الرافضة واليهود والنصارى والجماعات السياسية كل مسعى لزرع الفتن في بلادنا ، وتفريق كلمتنا ، والسيطرة على مواردنا ، وضرب اقتصادنا ، وتدمير بنيتنا ، وأوهان قوتنا .
ولكن كان للزوم أهل هذه البلاد حكاماُ وعلماءً ومحكومين منهج السلف ، منهج الطائفة المنصورة عصمةً لهم من الضلال، ونَجاة لهم من الفتن، ونوراً لهم في الظلمات، وفرقاناً لهم بين الحق والباطل ، فلزموا الجماعة والإمام وتركوا منازعة الحاكم فيما هو من خصائصه ، وعلموا أن نظام الحكم في الإسلام وحي من الله تعالى يجب العمل به والوفاء بالبيعة ،التي لا تنسخها الديموقراطية الكافرة ، ولا تلغيها صناديق الانتخابات الجائرة ، ثوابت شرعية وقواعد مرعية في لزومها سعادة الدنيا ونجاة الآخرة ، وفي التمسك بها الهداية والثبات والأمن ووحدة الصف وكل خير تسعى له البشرية.
أقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين
أيها المسلمون لقد أجتمع لأهل هذه البلاد فضل الزمان والمكان ، فهم الطائفة المنصورة وهم الفرقة الناجية ، شرفوا بخدمة الحرمين الشريفين وزوارهما ، من الله عليهم بتولي أمر السقاية والرفادة ،
عباد الله إن الإصفاء من الله طموح المومنين ولا يثبت ويدوم إلا بالتمسك بأسباب وجوده ، وهو العلم النافع والعمل الصالح ، الإقبال على التوحيد تعلماً وعملاً ودعوة وحماية ، لزوم هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، الرجوع للعلماء الربانيين ، لزوم الجماعة والإمام ، الحذر من كل ما يسبب الفرقة وإن كان ظاهره الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الحذر من دعاة السوء الذين يستخدمون الدين بدعوى الإصلاح لإثارة الناس على ولاة أمر المسلمين وتجييش الجهال لأهدافهم الخبيثه .
كتبها / عبدالله الحبيب