الجهل بعقيدة السلف مفتاح كل شر


• الجهل بعقيدة السلف مفتاح كلِّ شرٍّ.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإنَّ الجهل بعقيدة السلف أنتج ثمرات سيئة مشاهدة في كثير من بلاد المسلمين، وبسبب هذا الداء:
– رأينا جهل زمرة من المنتسبين إلى الإسلام بمعنى كلمة التوحيد، فصاروا يفسِّرون شهادة أن لا إله إلا الله، بأنه لا قادر على الاختراع إلا الله، فجعلوا حقيقة الشرك في شرك الربوبية، فلا مشرك عند القوم إلا من ادَّعى وجود منازع لله تعالى في الخلق والرزق والإحياء والإماتة، ولذا لا تعجبوا إذا رأيتم مَنْ لا يعتبرُ دعاء الموتى وصرف أنواع العبادة لهم شركًا بحجة أنَّ مَنْ يتوجه للمقبورين بالدعاء لا يعتقد في هؤلاء الموتى ثبوت وصف القدرة على الاختراع، فتبَّاً لهؤلاء الجهلة الذين كفار قريش أعلم منهم بمعنى كلمة التوحيد، ولهذا امتنعوا من قولها لأنهم يعلمون أن الإقرار بها يقتضي ترك عبادة ما سوى الله وإفراد الله بالعبادة.
– وبسبب الجهل بمذهب السلف تفشى في أوساط المسلمين داء الاعتراض على مسلَّمات من الدين لا نزاع فيها عند أهل العلم.
– وكثر التشبه بالكفرة في ما اختصُّوا به.
– وانتشرت غيبة الولاة وسبهم وشتمهم.
– وكثر الخوض في مسائل السياسة التي يجهل المتكلم بها واقعها على الحقيقة.
– وكثر نشر ما يخالف مذهب السلف في وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق ترويج أحاديث موضوعة أو ضعيفة أو كرامات أو منامات تدعو لأرباب حزبٍ أو لمذهبٍ أو طريقة منحرفة.
– وتجرأ بعضهم على تفسير النصوص الشرعية بعقله الفاسد ورأيه الكاسد دون الرجوع إلى فهم السلف للنصوص.
– وكثُر القول على الله بغير علم.
– وانتشرت الأفكار الإلحادية والعلمانية والليبرالية وغيرها من الدعوات المطالبة بحرية الرأي المنفلت.
• ومع تفشي هذه الأدواء فإنا نجد تقصير جملة من المسلمين في تعلم مسائل المعتقد، وفي أخذ العلم عن مَنْ عُرِف بحسن معتقده وسلامة توجهه.
فلا تعجبوا – والحالة هذه- إذا عاث أهل الباطل بأصنافهم في بلاد الإسلام فسادًا وإفسادًا فكريًا للمسلمين.
• والخلاص من داء الجهل يكون:
– بدراسة العقيدة الصافية على مَنْ عُرِف بسلامة عقيدته وصحة منهجه.
– والعناية بتربية النشء عليها.
وحينها سيكون حال دعاة الباطل في سِفَال إن شاء الله.
وفق الله المسلمين للبصيرة في الدين، وكفاهم شرَّ كلِّ ذي شرٍّ إنه سميع مجيب.
كتبه: عارف بن مزيد السحيمي.


شارك المحتوى:
1