كتب فيحان الجرمان
الحمد لله رب العالمين وبعد
اطلعت على جريدة«عالم اليوم» يوم الأربعاء 4\ 6\ 2008 فوجدت مقالا لأحد الكتاب قد عنون لمقاله عنوانا بقوله«في ذكرى ارتحال مؤسس التجديد الديني» وقد خالف الحقيقة وبالغ في الطرح وأبعد النجعة حيث قال في مقاله(تسعة عشر عاما مضت على ارتحال الإمام الخميني رضوان الله عليه ومازالت نظرياته العميقة في التجديد في الفكر الإسلامي… الخ) وقال الكاتب أيضا(ربما عانى الإمام من الجسم الديني في حركته التجديدية… لعودة الفكر الإسلامي إلى الحياة اليومية.)
أقول لا يجوز إطلاق كلمة الفكر الإسلامي على الإسلام لأن هذه الكلمة المركبة تعني أن الإسلام عبارة عن أفكار قد تصح وقد لا تصح وقد يفهم أيضا من هذه الكلمة المركبة(الفكر الإسلامي) أن الإسلام مجرد أفكار قابلة للأخذ والرد وهذه الكلمة دخيلة على الإسلام أما كلمة المفكر الإسلامي فلا بأس بها.
قال تعالى عن الإسلام وأحكامه (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) فالإسلام ليس مجرد فكر بل هو وحي فلا جور في أحكامه ولا كذب في أخباره.
قال الكاتب (ولقد أرسى الإمام الخميني أهم نظريات التصحيح الديني واستطاع باقتدار أن يعيد التوأمة بين الدين والسياسة كما كانت موجودة من أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والخلافة الإسلامية).
يا أيها الكاتب لقد أبعدت النجعة واتيت بالدهشة وأنّى له ذلك وكتبه وواقعه يشهدان خلاف ما ذكره الكاتب أما من ناحية السياسة الداخلية فقد عاث في إيران بعد ما آل إليه زمام الحكم القتل والتشريد فقتل الكثير من الجنرالات ممن عنده حسن السياسة والتدبير في الحرب والقتال وشرد الكثير ممن خالف رأيه وأتى ببدعة ولاية الفقيه وقد عارضه الكثير من علماء الشيعة حتى أنه زج البعض منهم في السجن بسبب المعارضة وانتشر الفقر والأمراض المزمنة .
قال حسين الخميني وهو حفيده في جريدة «الشرق الأوسط» عدد 9015 بتاريخ 4/8/2003م (معتبرا الحكم الديني القائم في إيران أسوأ دكتاتوريات العالم).
وقد ألف الدكتور الشيعي موسى الموسوي كتاب أسماه (الثورة البائسة) وأنصح القارئ بقراءته حيث ان المؤلف تطرق إلى عدة مواضيع مثل الخميني في الميزان والنظام الإيراني الإسرائيلي والإرهاب باسم الله وتصدير الثورة.
وأما من ناحية السياسة الخارجية فقد زج دولة إيران في حرب ظلت عدة سنوات بعدما قتل جنرالاته ذوي الخبرة في فنون القتال وحل محل هؤلاء الجهلة فقادوا البلاد إلى الهاوية والتخلف بعدما كانت الدولة في مصاف الدول الكبرى. وقد حصلت اضطرابات في الدول الإسلامية بسبب الفكر الذي جاء به الخميني ففي تاريخ 1986 احتجزت السعودية طائرة إيرانية والتي تحمل حوالي 110 حجاج إيرانيين وكانت بحوزتهم متفجرات وفي العام نفسه وقعت اضطرابات وشغب في مكة المكرمة من قبل الحجاج الإيرانيين وهم يرفعون شعارات الموت لإسرائيل والموت لأميركا وهم يقومون بأعمال إرهابية في مكة المكرمة وإسرائيل وأميركا سالمتان من هذا كله وفي سنة 1987م قام الحجاج الإيرانيون بالهجوم على الكعبة بتحريض من الحكومة الإيرانية فقتل الكثير من الحجاج بسبب ثورتهم.
الخميني يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحقق الحكومة على الوجه الأكمل:
قال الخميني (إني كثير من الأحيان أتأسف من أمرين أحدهما يؤسف عليه أكثر من الآخر الأول هو أنه ومنذ صدور الإسلام والنبوة وما تلاه لم يدعوا أن تظهر إلى الوجود حكومة كما يريدها الإسلام، ففي زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونتيجة لكل لتلك المشاكل من حروب ومعارضة لم تحقق الحكومة بالشكل الذي يريده صلى الله عليه وآله وسلم) انتهى كلامه خطاب الخميني يوم الخميس 9/8/1984م راجع كتاب مختارات من حديث وخطابات الإمام الخميني.
وقال أيضا في الكتاب نفسه (إن قضية غيبة الإمام هي قضية مهمة يتبين لنا أمورا من بينها أنه لم يكن لإنجاز عمل عظيم كهذا – وهو تطبق العدالة بمعناها الحقيقي في العالم بأسره – في جميع بني الإنسان أحد سوى المهدي المنتظر سلام الله عليه الذي ادخره الله تبارك وتعالى للبشر. فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل وكان هدفه هو تطبيقه في العالم، لكنه لم ينجح، وحتى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة، فإنه هو أيضا لم يوفق … الخ)
أحوال أهل السنة في إيران
ازداد الحقد الفارسي ببعثة الخميني وأقصد ببعثة الخميني بأن أميركا هي التي أتت به فلم تكثر اضطرابات في الدول الإسلامية إلا بعد توليه الحكم والناظر إلى أهل السنة في إيران يجدهم في عزلة تامة فلا مناصب لهم في الدولة ولا مساجد لهم لاسيما في طهران وقم ولا يسمح لهم بأن يمارسوا شعائر دينهم علنا ومن يفعل ذلك يلقى العذاب الشديد.
الخميني يرى أن الإيرانيين أفضل من الصحابة:
قال الخميني (أنا أزعم بجرأة أن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضل من أهل الحجاز في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. الخ) كتاب الوصية السياسية للإمام الخميني ص 27.
الخميني ومظاهر الشرك:
إن الناظر في إيران يجد أن معظم الناس يطوفون حول القبور وينادون الأموات ويدعونهم من دون الله ويستغيثون بهم وتشد الرحال إليهم لتقديم أعظم القربات ولا يوجد أحد سواء من الحكومة أو غير ذلك أنكر هذه المظاهر المنافية للتوحيد ويوجد قبر أبي لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه محترما ويطاف حوله ويبكون عنده ولم نجد انكارا وتغييرا من الخميني بل نجد عكس ذلك فهل هذا مما جاء به الاسلام؟!
الخميني والتحريف:
قال الخميني: وهذه إحدى معاني التحريف التي وقعت في جميع الكتب الإلهية والقرآن الشريف وجميع الآيات الشريفة وقد وضعت في متناول البشر بعد تحريفات عديدة … الخ) راجع كتاب القرآن باب معرفة الله للخميني.
الخميني وتفسيره للقرآن:
قال الخميني: عند قوله تعالى (يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) أي ربكم الذي هو الإمام.
منزلة الأئمة:
قال الخميني: لا أحد يصل لمرتبة الأئمة لا ملك مقربا ولا نبي مرسلا. أنظر إلى كتاب الحكومة الإسلامية للخميني
صحائف الأعمال:
قال الخميني: (إن صحائف أعمالنا تعرض على الإمام صاحب الزمان سلام الله عليه مرتين في الأسبوع بحسب الرواية) انظر إلى كتاب الميعاد في نظر الإمام الخميني إعداد وتنظيم لجنة إحياء آثار الإمام الخميني.
الناس ويوم القيامة:
قال الخميني: إن الناس يوم القيامة محرومون من الدخول في رحمة الله والجنة إلا الشيعة فقد قال الخميني نصا(ومن المعلوم أن هذا الأمر يختص بشيعة أهل البيت، ويحرم عنه الناس الآخرون لأن الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه من المعصومين بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية) انظر كتاب الأربعين حديثا للإمام الخميني.
مبطلات الصلاة:
قال الخميني: ومن مبطلات الصلاة التكفير، وهو وضع إحدى اليدين على الأخرى نحو ما يصنعه غيرنا وهو مبطل عمدا على الأقوى لا سهوا وإن كان الأحوط فيه الإعادة ولا بأس به حال التقية. أنظر كتاب تحرير الوسيلة للخميني المجلد الثاني ص166.
فهذا غيض من فيض .
فهل بعد ذلك يتجرأ الكاتب أن يقول لقد أرسى الإمام الخميني أهم نظريات التصحيح الديني واستطاع باقتدار أن يعيد التوأمة بين الدين والسياسة كما كانت موجودة من أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والخلافة الإسلامية
|