السعودية.. والمتربصون من الأحزاب والرويبضات!!
الحمدلله رب العالمين، وبعد:
قال تعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا}.
– إذا كان الأمر يتعلق بالسعودية؛ فالكل يتابع عن كثب!!
– إذا كان الأمر يتعلق بالسعودية؛ فالكل محلل!! الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والمتعلم والأمي!!
– إذا كان الأمر يتعلق بالسعودية؛ فالكل سياسي محنك!! وله نظرة ثاقبة!! ولا بد أن يدلي بدلوه!! ويكون له رأياً!! حتى ولو كان لا يحسن الكتابةولا القراءة!!
– إذا صدر عن السعودية قرار أو تصريح؛ فمصيره الطعن والتجهيل والتسفيه!!
– إذا صدر من السعودية أو ضدها موقف؛ فالكل يتحمس ويستنفر ويهرع للإنكار!! هذا إذا كان الموقف منها!! ويؤلب الرأي العام ويحرض الدول عليها إن كان الموقف ضدها!! أما إن كانت مثل هذه الأمور تتعلق بدول أخرى؛ فالأمر لا يعدو كونه أخباراً عابرة في وسائل الإعلام!!
– قتل أكثر من مليون مسلم في سوريا والعراق وبورما وغيرهم؛ فلم يغطى الحدث إلا بدقائق في برامج ونشرات الأخبار، فلا تباكي ولا شجب متواصل للدماء المعصومة!! وهذه الدماء المعصومة، ما دام الأمر لا يتعلق بالسعودية؛ فالأمر لا يعدو كونه خبراً عابراً في وسائل الإعلام!!
– إن الأحزاب والجماعات التكفيرية تكفر وتعادي كل من ليس منهم، وبالذات العلماني والليبرالي، ودعاة الديمقراطية الذين يدعون الناس لتحكيمها، وخصوم تطبيق الأحكام الشرعية؛ إلا إذا كان معادياً للسعودية وينابذها؛ فهو عندهم كامل الإيمان في حياته، شهيداً في مماته، تصلى عليه صلاة الغائب وجوباً!!
– اختفى جمال خاشقجي، وقامت الدنيا في الشرق والغرب، وسلقوا السعودية بألسنة حداد؛ لأن المتسبب في اختفائه السعودية، في حين أنه -وفي نفس الوقت- اختفى رئيس الإنتربول، والكل عنه صم بكم عمي؛ لأن المتسبب في اختفائه ليست السعودية!! ولأن الهدف من هذه الحملة الشرسة، والتضخيم الإعلامي من اختفاء شخص= ليس دفاعاً عنه، ولا انتصاراً له، ولا حبًّا فيه، ولا تفاعلاً مع الحدث، ولا أي أسباب أخرى؛ ولكن المراد من هذه الحملة: هي السعودية كدولة، وزعزعة أمنها، وإسقاطها.
– قام أشخاص سعوديون يعملون في أجهزة الدولة الأمنية بقتل إعلامي سعودي، واعترفت المملكة السعودية في مقتله، وأعلنت بأنها ستحاسب الجناة؛ فالكل يسخر ولا يصدق، ويوصي بعضهم بعضاً أن يستمر الضغط، والتصعيد ضدها، وقالوا: لا يمكن أن يرتكب موظف دولة جريمة دون تفويض من مسؤليه!!
[رابط تغريدة قناة الجزيرة من حسابهم في تويتر]:
http://islamancient.com/ressources/baners/29.png
بالمقابل: عندما قام أحد عناصر الأمن التركي بقتل السفير الروسي؛ فقالت دولة تركيا: هو عمل فردي. فُصدِّق الخبر من غير تردد من قبل نفس الفئات والمجاميع التي كذّبت السعودية، ولم يقولوا: لا يمكن أن يرتكب موظفو دولة جريمة دون تفويض من مسؤوليه!! ولكن ما دام الأمر لا يتعلق بالسعودية؛ فالأمر لا يعدو كونه خبراً عابراً في وسائل الإعلام!!
– إذا أحببت أي دولة فلا إشكال في ذلك، وإذا دافعت عنها فلا إشكال في ذلك، ولكن إذا أحببت السعودية، ودافعت عنها لارتباط العقيدة، والمصير والأمن والاستقرار؛ ففي ذلك إشكال كبير، وتسمى هذه المحبة (سكرة)، وأما موقفها المشرف من الغزو العراقي، قالوا: ذلك زمان ذهب برجاله!!
– أكثر السياسيين والمغردين مجهولو الهوية، وهمهم الأول والأخير مصلحتهم الخاصة، ويمارسون الدجل وتحركهم أيدي خفية، وسأذكر أنموذجاً واحدًا، كثيراً ما ينتقد سياسة السعودية، ويعترف بنفسه أنه يمارس الكذب والدجل لمصلحة خاصة!!!
[مقطع مرئي بعنوان: ناصر الدويلة يعترف: أنا مارست الدجل ونجحت!]
https://youtu.be/D3p1sLk2Eb0
ولكن -بفضل الله- أن ما يطمئن المتابع أن الغشاوة بدأت تذهب عن العيون، والسكرة بدأت تزول، والأمور بدأت تتضح لكثير ممن كانوا مخدوعين، وبدا واضحاً لهم أن الهدف من هذه الحملة الشرسة التي تجاوز النقد البناء: هو استهداف دولة التوحيد السعودية، والمبالغة في تهويل أخطائها، والمبالغة في تهوين منجزاتها.
والله المستعان على ما يصفون.
كتبه: أبو محمد/ فيحان بن سرور الجرمان