العقل السلفي
الحمد الله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وآله وصحبه ، أما بعد ؛
فقد خلق الله العقل ، وجعله مناطا للتكليف ، وبينت الرسل صلوات الله عليهم وسلامه العلوم العقلية التي بها يتم دين الناس علما وعملا ، وضربت الأمثال ، والقرآن والحديث مملوء من هذا ، يبين الله الحقائق بالمقاييس العقلية ، والأمثال المضروبة ، ويبين طرق التسوية بين المتماثلين ، والفرق بين المختلفين ، وينكر على من يخرج عن ذلك ،كقوله ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) وقوله : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ) أي هذا حكم جائر لا عادل ؛ فإن فيه تسوية بين المختلفين . وقال : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحت كالمفسدين في الارض أم نجعل المتقين كالفجار ) ومن التسوية بين المتماثلين قوله : ( أكفاركم خير من أولئكم أم لكم برآءة في الزبر ) وقوله : ( أم حسبتهم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباسآء والضرآء وزلزلوا) ، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه في الرد على المنطقيين (ص383 )
وأعدل الناس أخذا بالعقل السلف الصالح أهل السنة والجماعة ؛ خلافا لضلال المتكلمين الذين جعلوا العقل حاكما على الشرع ومهيمنا عليه ، والمتصوفة الذين أهملوه وألغوه وعابوه وذموه .
ولتخبط كثير من الناس في موقع العقل من النقل ، وموقف أهل الحق من ذلك ؛ فهذا إجمال لمنهج السلف الصالح في هذه القضية .
عبدالعزيز السعيد