بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:
فإنه لا نجاة للعبد إلا بطاعة الله عز وجل وإفراده بالعبودية واتباع هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة, لأن الله عز وجل وعد عباده بالتمكين والنصر والعزَّة, كما قال سبحانه ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )
وقال عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )
وقال عز وجل ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
وقال عز وجل ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا )
فمن تعلق بربه والتجأ إليه مكنه الله عز وجل وجعل العاقبة الحسنة له, كما قال الله عز وجل لنبيه نوح عليه السلام: (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )
وكما قال الله عز وجل خبراً عن نبيه موسى عليه السلام عندما أوذي هو ومن معه من المؤمنين غاية الأذى وأبلغه : ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
وكما قال للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ )
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتن التي ستكون؛ ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة: « سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفُهُ وَمَنْ وَجَدَ فِيهَا مَلْجَأً فَلْيَعُذْ بِهِ ».
وفي رواية عند مسلم من حديث أبي بكرة: « إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلاَ ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي فِيهَا وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيْهَا أَلاَ فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ ». قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلاَ غَنَمٌ وَلاَ أَرْضٌ قَالَ: « يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ ليَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ». قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي قَالَ: « يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ».
وفي رواية عند مسلم من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ».
وأخبر عليه الصلاة والسلام عن المنهاج القويم الذي يسلكه المؤمن عند ظهور الفتن, وجعل أتباعه على مثل البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك, ولكن خلفت خلوف خالفت أمر ربها وهدي نبيها صلى الله عليه وسلم, ونسيت أو تناست هدي أسلافها عند الفتن فأخذوا يؤججونها بخطبهم النارية, وأقوالهم الحماسية, وفتاواهم العصرية الحزبية, فأشعلوا فتيل الفتنة وتعاقدوا على تمزيق الأمة, وصرخ الشيطان بأذانهم_ الثورة, الثورة_ فهذا يقول: ( أحيي الثورة المباركة), وهذا يقول: (أطعموا شعوبكم قبل أن تأكلكم !), وهذا يحي الديمقراطية العصرية, وهذا يقول: الحكم للشارع أو الحكم للشعب, وهذا يحكم للقتلى بالشهادة والجنة؛ بل حتى من أحرق نفسه والعياذ بالله يطلقون عليه لفظ الشهيد, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:” مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا” متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم لرجل قاتل مع الصحابة في سبيل الله؛ هو في النار حتى افتتن الصحابة, ثم ما لبث أن قتل نفسه كما في الصحيحين عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا, فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالُوا: مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَنٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ أَبَدًا. قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ.فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.قَالَ
: « وَمَا ذَاكَ ؟». قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ! فَقُلْتُ:أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ حَتَّى جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ». ولم يصل النبي صلى الله عليه وسلم على من قتل نفسه بمشاقص كما ثبت في الصحيحين عنه أنه قال: عنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ.
فانقلبت الموازين وانتكس الفهم عند هؤلاء السفهاء والثوريين, كما قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (4/187): ( قال ابن تيمية: الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر رضي الله عنهم عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها وهذا شأن الفتن كما قال تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله).
ولقد كنا نحسن الظن ببعض طلبة العلم, ولكن مع الأسف جرفتهم هذه الفتنة عن الاعتدال.
والفتن إذا اشتعلت اشرأبت لها نفوس الجهال والمتعالمين والمفكرين, كما قال البخاري في صحيحه في [ باب الْفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ ]: وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ عِنْدَ الْفِتَنِ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
الْـحـَـرْبُ أَوَّلُ مَا تَكـُـونُ فَتِـيـَّةً تَسْـعَـى بِـزِينـَتِـهَا لِكُلِّ جَهُولِ
حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِشَمْطَاءَ
يُنْــكَرُ لَـوْنُـهـَا وَتَـغـَيـَّــرَتْ مَـكْــرُوهَـــةً لِلــشَّمِّ وَ التَّــقْـبِيلِ
وكنت أظن أن بعضهم قد استفاد من أخطائه السابقة؛ في فتنة الجزائر والخليج وغيرها, وتاب وأناب, وسأل الله العفو عن الدماء التي أريقت بسبب أقواله, وتصريحاته وتأجيجه للشباب والعامة, وإذا هو كما قيل: كَمَا قَالَ الْخَوَارِزْمِيُّ :وَكُنْتُ امْرَأً مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ فَارْتَقَى
بِي الدَّهْرُ حَتَّى صَارَ إِبْلِيسُ مِنْ جُنْدِي فَلَـوْ مـَاتَ قَـبْلِي كُـنْتُ أُحْسـِنُ بَعْـدَهُ طَـرَائِــقَ فِـسـْقٍ لَيــْسَ يُــحـْسِنُـهَـا بَـعْـدِي
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال :” إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة ” أخرجه البيهقي والطبراني وصححه الإمام الألباني رحمه الله.
فقد بينت الأحداث في تونس ومصر أن هؤلاء أسوأ حالاً مما كانوا عليه في السابق, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ” متفق عليه.وكم لدغوا ولكن هيهات هيهات.
فلذا على عموم المسلمين أن يتقوا الله عز وجل في دينهم ودنياهم, وأن يحذروا من فتنة هؤلاء المفتونين الذين يشعلون نار الفتنة بين أهل الإسلام وحكامهم, فإذا وقعت الواقعة _ رمتني بدائها وانسلت_.
ولا يكاد العجب ينقضي من كبرى الجماعات في هذا العصر والتي أصبحت مركباً لكل مبطل, فكم ركب ظالم على ظهرها حتى وصل إلى سدة الحكم ثم أعمل السيف في رقابها, ولا تزال الجماعة على هذا المبدأ منذ تأسيسها حتى وقتنا الحاضر.
إن الواجب على أهل الإسلام الصبر على جور سلاطينهم وظلمهم حتى يأتي الله بأمره, والصبر على جورهم عبودية هم مأمورون بها, كما في قوله عليه الصلاة والسلام:” تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ». رواه مسلم
وقال للأنصار رضي الله عنهم :” إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ “. متفق عليه.
ففي الصبر عليهم مع ما فيهم من العيوب والظلم طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفظ لدينهم ودنياهم, وأمن على دمائهم وأعراضهم وأموالهم, وذراريهم.
فكم سمعنا من صرخات المستغيثات بسبب الانفلات الأمني, وكم نهبت من أموال واستبيحت من دماء وانتهكت من أعراض, ولكن ما أفاقوا إلا بعد أن وقعت الواقعة , فندموا ولكن لا ينفع الندم.
وصدق الله القائل: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ )
ولذا يجب على عموم المسلمين وخواصهم أن يحذروا مخالفة أمر الله وأمر رسوله صلى الله عيه وسلم وأن يصبروا وأن يعلموا أن ما أصابهم فبسبب ذنوبهم, وكما قيل : كما تكونوا يولى عليكم.
ورحم الله علماءنا على تلك الوقفة المحمودة في الأحداث الماضية؛ كيف عرفوا الفتن في إقبالها فحذروا منها . والطغام والجهال والمتعالمون والمنتمون للجماعات الحزبية ما عرفوها حتى بعد إدبارها.
ولكن (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )
ولذا أوصي نفسي وإخواني بتقوى الله عز وجل في السر والعلن ولزوم غرز الأوائل عند الفتن فهو المخرج بإذن الله منها.
وعلى شباب المسلمين أن لا يقتدوا بأولئك المفتونين المسوغين لإراقة الدماء والخروج على الحكام معرضين ومتعامين عن نصوص الوحيين الكتاب والسنة, وهدي سلف الأمة وأن يُبَصِّروا المسلمين بخطورة الخروج على الحكام وما يترتب عليه من المفاسد العظيمة والأخطار الجسيمة.
وعلى حكام المسلمين أن يعظموا أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يحكموا شرع الله في رعاياهم, وأن يحذروا دسائس الكفار ومكائدهم, لأنهم يعملون جاهدين لتفريق شمل الأمة وإضعافها وإسقاط حكامها, وبذر الفتنة بين الحاكم والمحكوم, كما فعلوا في كثير من الدول الإسلامية التي كان لها شأن.
وما الصومال والعراق وغيرها عنا ببعيد.
وأن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء والطغام وأن يطروهم على الحق أطراً, وأن لا يأذنوا لهؤلاء الغوغاء بالعبث بأمن الناس, كما هو الحاصل في هذه المظاهرات المستمدة من أعمال الكفره والتي لا تمت للإسلام والمسلمين بصلة.
ولي رسالة في المظاهرات بينت فيها حكمها ومنشأها.
هذا والله أسأل أن يعيذنا وعموم المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأن يصرفها عن بلدان المسلمين عامة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد.
كتبه
سعيد بن هليل العمر
مدير المعهد العلمي في حائل
الاثنين 27 /2 / 1432هـ