يقول السائل: هناك عادة عندنا في إثيوبيا عند بعض القبائل، وهي إذا جاءهم ضيف مهم كالمشايخ والدعاة خرجوا يستقبلونهم بالتكبير والتهليل مُظهرين بذلك فرحهم، ويكون ذلك عادة بصوت جماعي، فما الحكم؟
الجواب:
إن إكرام الضيف عبادة عظيمة ويحبها الله، إلا أنه ينبغي لنا أن نسلك في إكرام الضيف وغيرها من عباداتها وأعمالنا في حياتنا أن نسلك في ذلك طريقًا لا نُخالف فيه الشريعة، فإن كل عمل يُخالف فيه الشريعة يأثم صاحبه ويكون في طريق مُسخط لله سبحانه وتعالى.
ومن القواعد المتقررة شرعًا أنه لا يصح أن نجعل لذكر أو عبادة سببًا لم تجعله الشريعة، ومن جعل لعبادة أو ذكر سببًا لم تجعله الشريعة فقد وقع في البدعة، ثبت عند الحاكم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رجلًا عطس فشمَّته عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- فقال الرجل: الحمد لله والصلاة على رسول الله ﷺ فقال عبد الله بن عمر: والله إني لأصلي على رسول الله ﷺ لكن ما هكذا علمنا.
فلما جعل هذا الرجل العطاس سببًا للصلاة على رسول الله ﷺ وهذا لم تثبت سببيته بالشرع، أنكر عليه عبد الله بن عمر، لأن هذا بدعة، فإنه لو كان خيرًا لسبق إلى ذلك رسول الله ﷺ وكذلك من جعل الحفاوة والفرح وإكرام الضيف سببًا للتكبير والتهليل فإن هذا من البدع؛ لأنه جعل للعبادة سببًا وليس على هذا السبب دليل شرعي فيكون بدعة، فإن الأصل المتقرر أن العبادات مبنية على الحظر والمنع إلا بدليل شرعي، لما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي ﷺ قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
ثم تزيد البدعة بدعةً إذا كان ذلك مصحوبًا بأن يكون جميعًا، فإنه يزيد السوء سوءً، فلذا ينبغي لمثل هؤلاء أن يستمروا على كرمهم وهي علامة مدح وخير، لكن ألا يُجاوزوا الطريق الشرعي، فإنهم إذا جاوزوا الطريق الشرعي عصوا الله من حيث كانوا يريدون طاعته.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.