يقول السائل: ما حكم رفع الأيدي في القنوت؟
الجواب:
إنَّ رفع الأيدي في قنوت الوتر مستحبٌ، وذلك أنه ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عند البيهقي أنه رفع يديه في قنوت النازلة، والأصل عند أهل العلم أنَّ أحكام قنوت الوتر والنازلة سواء، ولا يُفرَّق بينهما إلا بدليل، وإلا الأصل أنهما سواء، فما ثبت في النازلة يثبت في الوتر والعكس.
فعلى هذا يُستحبُّ رفع الأيدي عند دعاء قنوت الوتر، وإلى هذا ذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد، وهو قول الحنفية.
يقول السائل: متى يُقنَت في الصلاة؟ قبل الركوع أو بعد الركوع؟
الجواب:
أصح أقوال أهل العلم في هذه المسألة -والله أعلم- أنَّ القانت للوتر مُخيَّر في القنوت قبل الركوع أو بعده، وإن كان القنوت بعد الركوع أفضل، وذلك أنه ثبت في الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ قنت شهرًا على أحياء من العرب بعد الركوع، وروى المروزي أنَّ أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- كانا يقنتان بعد الركوع، وأنَّ عثمان -رضي الله عنه- كان يقنت قبل الركوع، وجوَّد إسناده العراقي في كتابه (طرح التثريب)، فدلَّ على أنَّ القنوت يصحُّ بعد الركوع وقبل الركوع.
إلا أنه بعد الركوع أفضل؛ لأنه فعل النبي ﷺ وفعل أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وأؤكد أنَّ الأصل عند أهل العلم أنَّ ما جاء في قنوت الوتر يُقال في قنوت النازلة والعكس، وقد ذهب إلى أنَّ القنوت يكون قبل الركوع وبعده وأنه بعد الركوع أفضل الإمام أيوب السختياني والإمام أحمد في رواية، وقال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: هذا قول فقهاء أهل الحديث.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.