يقول السائل: ما الفرق بين التوسل والشفاعة؟
الجواب:
يُعرف الفرق بينهما بمعرفة المراد بالتوسل ومعرفة المراد بالشفاعة، ومن تأمَّل المراد منهما كما سيأتي يرى أنهما يتداخلان في صورة دون بقية الصور، فالتوسل من حيث الأصل في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35] المراد به العبادة والتقرُّب إلى الله بالعبادة، كما ذكره ابن تيمية في كتابه (قاعدة في التوسل والوسيلة)، بل وذكر الإجماع على ذلك محمد بشير السهسواني في كتابه (صيانة الإنسان).
ويُطلق التوسل ويُراد به أمورٌ تكون سببًا لإجابة الدعاء، كالتوسل بأسماء الله وصفاته أو التوسل بالأعمال الصالحة، أو التوسل بدعاء الرجل الصالح، بأن يدعو الرجل الصالح لفلان، فيكون سببًا لإجابة دعائه.
أما الشفاعة فإنَّ المراد أن يتوسَّط أحدٌ لغيره في أن يُخرج من النار أو أن تُرفع درجاته في الجنة أو ألا يدخل النار، إلى غير ذلك، ومن الشفاعة دعاء الصالحين للرجل، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس أنَّ النبي ﷺ قال: «ما من رجل يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفَّعهم الله فيه».
فإذا كان دعاء الرجل لغيره يسمى شفاعةً فمن هاهنا قد يشترك التوسل الذي هو بمعنى دعاء الرجل الصالح لغيره مع الشفاعة، أما في الصور المتقدمة فإنهما لا يشتركان -والله أعلم-.
يقول السائل: هل تقييد الدعاء في نهاية كل جمعة من البدع؟ أم لنا فيه سنة وسلف؟
الجواب:
إن كان مراد السائل أنَّ الاجتهاد في الساعة الأخيرة يوم الجمعة بالدعاء أنَّ هذا من البدع، أو أنَّ فيه سلفًا، إن كان هذا مراده فإنَّ الاجتهاد في الساعة الأخيرة بالدعاء فيه سلف، وكان عليه الصحابة -رضي الله عنهم-، كما ثبت في سنن سعيد بن منصور وعند ابن المنذر في (الأوسط) أنَّ أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: اجتمع أصحاب محمد ﷺ فتذاكروا في ساعة يوم الجمعة، فاتفقوا على أنها الساعة الأخيرة في يوم الجمعة. وهذا الأثر إسناده صحيح.
فإذن هذا سلفٌ لمن يجعل الساعة الأخيرة ليوم الجمعة ساعة دعاءٍ.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.